هل يدرك الفلسطيني أن الآتي أعظم؟
الموقع الأصلي:
حتى الآن، لا يبدو أن ثمة أي مؤشرات على انفراج الوضع الفلسطيني لجهة المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، وذلك رغم كل المبادرات والوساطات العربية والإسلامية التي سعت في هذا الاتجاه.
ويأتي ذلك فيما الأمور تنحو باتجاه الأسوأ على صعيد التطورات في الساحة الإسرائيلية، والتي قد تعيد من جديد حزب «الليكود» بزعامة المتطرف بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء، في حال فشل خليفة أولمرت في تشكيل حكومة جديدة. ويدرك الفلسطينيون على اختلاف انتماءاتهم السياسية مخاطر التطورات التي تعصف بالساحة الإسرائيلية إذا ما سارت الأمور في اتجاه الانتخابات المبكرة، إذ أن نتنياهو كان أول من عمل على الإجهاز على اتفاق أوسلو، إثر فوزه في الانتخابات الإسرائيلية عام 1996، وذلك بتفريغه من مضمونه عبر إعادة التفاوض على كل تفصيل فيه. ولم يكتف بذلك فحسب، بل تسببت إجراءاته الاستفزازية عبر حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، في الصدام المسلح الأول بعد قيام السلطة الفلسطينية في العام 1998، والذي سقط فيه عشرات الشهداء في كافة أراضي الضفة الغربية والقطاع. ورغم كل ذلك، لا يزال المشهد الفلسطيني على حاله، والوطن منقسم على نفسه بين الضفة والقطاع، بل إن الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، نتيجة تواصل الإجراءات التي تكرس هذا الانقسام بالمزيد من الاتهامات التخوينية، والاعتقالات المتبادلة، والعمل على استئصال الآخر، وكأن كل القضايا الوطنية الكبرى التي يناضل الفلسطيني من أجلها منذ أكثر من مئة عام قد تم حلها، ولم يتبق سوى الصراع بين حركتي «فتح» و«حماس» على الإمساك بمفاتيح السلطة والسيطرة على المستقبل الفلسطيني. المشهد اليوم شبيه إلى حد بعيد بذاك الذي كان سائداً عشية الانتخابات التي تلت اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين، إذ لم تجر الرياح حينها بما اشتهى شيمون بيريز، الذي تسرع في الدعوة لانتخابات مبكرة أدت لوصول نتانياهو لرأس السلطة، ليجهض كل ما تم إنجازه فلسطينياً. واليوم ينبغي على «حماس» أن تدرك أن وصول نتانياهو للسلطة ستكون عواقبه أكبر بكثير مما تقدر على مواجهته وحيدة في قطاع غزة. كما على «فتح» أن تدرك أيضاً أن المفاوضات التي تم استئنافها بعد مؤتمر أنابوليس لن تستكمل، أقله وفق الشروط التي فرضها المجتمع الدولي على حكومة إيهود أولمرت، في حال عودة نتنياهو للسلطة. فهل يدفع ذلك بالطرفين إلى إعادة لم الشمل الفلسطيني، عله يستطيع أن يواجه التحديات الكبرى التي تحيق بالوطن؟! http://www.miftah.org |