تجميل صورة الاحتلال
الموقع الأصلي:
ينطوي الحديث عن انسحاب اسرائيلي من %93 من اراضي الضفة الغربية عن كذب مكشوف وخداع سافر ، لان ما قضم من الضفة الغربية وفي حدود الجدار العازل يلتهم ما يقارب %40 من اراضي الضفة الغربية ، وفي ثنايا ذلك وبالاضافة له هنالك المساحات الشاسعة التي تنتشر عليها المستوطنات الكبرى والمتوسطة والتي تؤكد اسرائيل استحالة ازالتها ، وتقر السلطة الوطنية الفلسطينية بأن السياسة الدولية المسوقة بارادة امريكية لا تتحدث عن ازالة المستوطنات القائمة ، وانما ينحصر الحديث فقط في الدعوة الخجولة لاسرائيل والتمني عليها ان لا تتوسع في الاستيطان وحتى هذا المطلب المتواضع ترد عليه اسرائيل بالمزيد من تسريع بناءآلاف الوحدات السكنية في مستوطنات قائمة واخرى جديدة.. وهنالك طبعا الاراضي التي قضمتها الطرق الالتفافية في الضفة الغربية ، وكذلك المناطق العسكرية و.. و..
لا تقصد الدخول في تفاصيل ابتلاع اسرائيل لاجزاء واسعة من اراضي الضفة الغربية ، ولكن فقط نسأل لماذا لا يكون هنالك توضيح ورد عربي على تلفيق الارقام والنسب الاسرائيلية ، خاصة ان الصمت الفلسطيني والعربي يسهل على اسرائيل تجميل صورة الاحتلال والظهور امام العالم بصورة مغايرة لبشاعة الاحتلال ولصورتها العدائية والعنصرية ، والاهم تحسين صورة الاحتلال حيث تغطي اسرائيل بشاعة وجهها العدواني المحتل بالادعاء انها انسحبت من غزة عبر خطة الانطواء وانها جاهزة للانسحاب من %93 من اراضي الضفة وامعانا في الخداع تدعي بأنها ستقدم للفلسطينيين ارا ضي تساوي الـ 7% من صحراء النقب.. وكما هو معروف فقد نجحت اسرائيل في ان تكرس احتلالها لفلسطين عمليا وفي نفس الوقت ابراز صورة مغايرة بالادعاء ان المسألة هي فقط خلاف حول اراض متنازع عليها ، وانها اي اسرائيل مستعدة للتنازل عن كل غزة وعن نسبة عالية من الضفة الغربية وفي سبيل ذلك تجند امريكا العالم ممثلا في اللجنة الرباعية للمضي في تسوية عبر خريطة الطريق للاراضي المتنازع عليها. وبالاضافة الى ما تقدم وغيره مما لا يقال فان اسرائيل والغرب يروجون الى ان القضية الفلسطينية او العقدة او المشكلة والمعضلة هي في الصراع بين حكومة رام الله وحكومة غزة ، وهذا الصراع لا شك هو خطر اضافي يعصف بالقضية الفلسطينية في ظل الاستكبار والطغيان والخداع والتزييف والاساليب الخبيثة المتعددة الاشكال للمضي في تصفية القضية الفلسطينية. http://www.miftah.org |