أربعة سيناريوهات لتغيير الوجوه في إسرائيل
الموقع الأصلي:
جميع رؤساء الأحزاب في إسرائيل يتسابقون للجلوس مكان «أولمرت» في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وقبل هؤلاء يتنافس إثنان من الحزب (شبه الحاكم) كاديما - إلى الأمام - للفوز برئاسة هذا الحزب الذي أسسه «شارون» ليمثل الوسط الإسرائيلي بعد انفصاله عن «الليكود» الذي خرج من رحم حزب «حيروت» بزعامة «بيغن»، والمتنافسان هما «تسيبي ليفني» وزيرة الخارجية وكبيرة المفاوضيين الإسرائيليين في المسار الفلسطيني. ووزير المواصلات «شاؤول موفاز» والذي كان يشغل سابقاً رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، والذي يُعتبر من «صقور» كاديما، بينما تعتبر «ليفني» من حمائم الحزب، وهذه كلها تسميات «اعلامية» و«اعلانية» للإستهلاك فقط.
وفي آخر استطلاع للرأي في هذا السياق تقدمت «ليفني» على «موفاز» حول زعامة كاديما رغم تفوقه عليها في الخبرة العسكرية، الا أن المعلومات التي كُشِفَ عنها مؤخراً على أنها كانت من نشاطات حزب «الليكود» وقيامها بعدة عمليات عسكرية، وعملها مع «الموساد» الاسرائيلي لمدة 4 أعوام، وخروجها مع «شارون» من «الليكود» ووقوفها إلى جانبه بالنسبة للإنسحاب من غزة، وفوق هذا وذاك «سياسة تغيير الوجوه» كانت كلها عوامل ساهمت في تفوقها على «موفاز»، وربما ستبقى كذلك فور اختيار رئيس جديد لحزب «كاديما» في الإنتخابات التمهيدية التي ستجري في 17 أيلول 2008. القانون الإسرائيلي يعطي الفائز بزعامة الحزب (الحاكم) مدة 28 يوما لتشكيل حكومة ائتلافية، وإذا انقضت هذه المهلة ولم يوفق رئيس الحزب في مهمته، يُمنح 14 يوماً إضافية. من هنا فإن إسرائيل ستكون أمام السيناريوهات الـ4 التالية في سياسة تغيير الوجوه: 1- السيناريو الأول، هو عدم نجاح رئيس حزب كاديما «ليفني» أو «موفاز» في تشكيل حكومة إئتلاف وطني خلال المدة المحددة، عندها ستُجرى انتخابات مبكرة لـ«الكنيست» الإسرائيلي في غضون 3 أشهر، أي في كانون الثاني 2009 بدلاً من 2010 ويعني ذلك أن الإنتخابات الإسرائيلية هذه ستجري بعد معرفة الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية واستلامه مهامه الدستورية في 20/1/2009 وهذا عامل مؤثر وفعال في هذه الإنتخابات - وبحسب هذا السيناريو فإن «أولمرت» سيبقى رئيساً لحكومة لتصريف الحكومة الإسرائيلية الجديدة. 2- السيناريو الثاني نجاح «تسيبي ليفني» في رئاسة حزب كاديما ثم في تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة في المهلة القانونية. ومن المتوقع في هذه الحالة أن تبقى المسارات التفاوضية مع السلطة الفلسطينية ومع سورية على ما هي عليه. 3- السيناريو الثالث هو نجاح «موفاز» في رئاسة كاديما وفي تشكيل الحكومة الجديدة، وعندها يمكن للسياسة التفاوضية أن تتغير لأن «موفاز» هو من الرافضين لشرعية مؤتمر مدريد للسلام «الأرض مقابل السلام» لذلك فإن من المتوقع في هذه الحالة أن يبدي مزيداً من «المراوغة» وكذلك فإن من المتوقع أن يُصعِّد من موقف إسرائيل تجاه ايران، لأنه صاحب المقولة الشهيرة بضرب ايران عسكرياً إذا لم تتخل عن برنامجها النووي، تلك المقولة التي رفعت في شهر حزيران 2008 سعر برميل البترول لأول مرة في التاريخ 8% في يوم واحد. 4- فشل الإثنان في تشكيل في تشكيل حكومة ائتلافية وفوز نتنياهو في الإنتخابات المبكرة وفوزه كذلك بثقة أغلبية الكنيست الجديد، ونجاحه في تشكيل حكومة ائتلافية من الأحزاب اليمينية فقط وعندها ستدخل إسرائيل في دوامة من الفوضى السياسية، وعودتها إلى «الوجوه» القديمة وهذا يخالف الأجواء السائدة في المنطقة حالياً... إنها سياسة تغيير الوجوه مع بقاء السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الغير كما هي «إسرائيل أولاً»... http://www.miftah.org |