نعم لقوات عربية في غزة
الموقع الأصلي:
تشهد الساحة الفلسطينية جدلا متصاعدا حول فكرة انتشار قوات عربية في قطاع غزة، لحفظ الأمن والإشراف على تأهيل وإعادة تنظيم أجهزة الأمن الفلسطينية، بعد الاتفاق على تشكيلها وإعادة بنائها وفق أسس مهنية ووطنية، بعيدا عن التجاذبات السياسية والتنظيمية والفصائلية.
حركه "فتح" تدعم بقوة هذا الاقتراح الذي تقدم به رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض لحل الازمة الداخلية الفلسطينية، ضمن رزمة متكاملة من الاقتراحات، بينما تعارضه حركة المقاومة الاسلامية "حماس "، التي اكدت على لسان الناطق الرسمي باسمها سامي ابو زهري رفضها القاطع لفكرة انتشار قوات عربية في غزة، لكن مصادر اعلامية عربية اكدت نقلا عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها: ان "حماس" تشترط للقبول بالقوات العربية، دمج قواتها الامنية العاملة حاليا في غزة ضمن اجهزة الامن الفلسطينية. وحسب صحيفه "الاهرام العربي" المصرية، فان فكرة ارسال قوات عربية الى غزة، تأتي في اطار خطة فلسطينية متدحرجة يعدها الرئيس محمود عباس لاستعادة السيطرة على قطاع غزة. وتشمل هذه الخطة ايضا – حسب الصحيفة المذكورة– محاصرة "حماس" وتجفيف مواردها المالية. من حيث المبدأ، تبدو فكرة ارسال قوات امن عربية الى غزة لازمة ضرورية لحل الازمة الداخلية، والخلاص من حالة الانقسام الشاذة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، لان اي اتفاق فلسطيني داخلي يحتاج الى قاعدة امان وقوى فاعلة على الارض لضمان تنفيذه، خاصة وان من اولويات مهام هذه القوات استلام المقار والمؤسسات المدنية والعسكرية التي سيطرت عليها "حماس" ابان الحسم العسكري وإعادة تسليمها للرئيس عباس والسلطة الشرعية الفلسطينية. هذه الفكرة تحتاج الى توافر مجموعة من العوامل اللازمة لانجاحها وهي:- 1- ضمان موافقة إسرائيل على دخول قوات عربية الى غزة، وعدم اعتراضها على مشاركة اي دولة عربية في هذه القوات. 2- توافق داخلي فلسطيني يسمح بنشر هذه القوات في غزة، ويضمن لها كافة عوامل النجاح في مهمتها، لان الدول العربية لن تجازف بارسال جنودها دون موافقة كل الاطراف المعنية خشية تعرضهم للخطر. 3- توفير ضمانات دولية بعدم تعرض اسرائيل لهذه القوات، او قصفها والتأثير على عملها ومهامها، او اجتياح مناطق انتشارها. كما انها تحتاج أيضا الى تحديد دقيق لاهدافها ولطبيعة عملها ومهامها العملاتية، هل هي قوات لحفظ السلام على طريقة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، تتلخص مهمتها في المراقبة وارسال التقارير؟ ام هي قوات ردع تتمع بكافة الصلاحيات لقمع المخالفات التي قد تبرز هنا وهناك، من هذا الطرف او ذاك؟ وهنا يمكن الاستفادة من تجربة " قوات السلام العربية" في لبنان، التي انتهت الى الفشل وانسحاب هذه القوات دون تحقيق اهدافها، وبقاء القوات السورية وحدها تعمل تحت يافطة "قوات الردع العربية" لفترة زمنية طويلة. ومما لاشك فيه، ان خيار ارسال قوات عربية الى غزة هو أفضل الخيارات المطروحة فلسطينيا لتجاوز الازمة وحل الخلافات الداخلية الفلسطينية، لان البدائل الاخرى صعبة، قد تضر او لا تلبي المصلحة الوطنية الفلسطينية. من البديهي ان تباشر هذه القوات مهام عملها بعد التوصل الى اتفاق داخلي فلسطيني بين الفصائل، وبعد ان يتكلل الحوار الوطني بالنجاح، والذي يعتبر نجاحه شرطا لازما لبدء تشكيل هذه القوات واسناد المهام لها. هناك الكثير من الاسئلة المحيرة التي تدور في ذهن المراقب للاحداث، وربما في ذهن المواطن العادي من نمط: هل ستنتشر القوات العربية اذا قيض لها المجيء الى غزة قرب الحدود الفلسطينية – الاسرائيلية؟ ام ستؤثر الابتعاد عن هذه الحدود خشية اتهامها بقمع المقاومة الفلسطينية وحماية أمن اسرائيل؟! وما هو الثمن الذي ستدفعه الدول العربية لاسرائيل، مقابل موافقتها على انتشار هذه القوات في غزة؟ كثيرون، وأنا منهم، يؤيدون فكرة مجيء قوات عربية الى غزة، لاننا بحاجة ماسة لمساعدة عربية لتجاوز الازمة الراهنة واستعادة وحدتنا، التي تعتبر اقوى اوراق القوة التي يملكها شعبنا الفلسطيني. عن شبكة أمين http://www.miftah.org |