هل تنجح مصر في رأب الصدع الفلسطيني الفصائلي
الموقع الأصلي:
اعلنت مصر، انها تمهد الاجواء لبدء حوار سياسي شامل، بين جميع الفصائل الفلسطينية، والهدف جمع الفصائل الفلسطينية بدون استثناء في اطار حوار فلسطيني اوسع.
أما آلية العمل، فهي توجيه مصر اسئلة محددة، لكل فصيل فلسطيني حول جميع القضايا الفلسطينية المختلف عليها، والقضايا المعلقة ثم اطلاق الحوار الفلسطيني الفلسطيني حول الازمة الداخلية الفلسطينية، من نقاط الالتقاء في القضايا المطروحة بهدف خلق قواسم مشتركة فلسطينية، تؤسس لمصالحة فلسطينية وطنية، ولموقف وطني فلسطيني موحد. وتسعى مصر في مرحلة لاحقة، اذا نجحت هذه المساعي الى اضفاء صبغة عربية على جهود المصالحة، تنقلها الى اطار الجامعة العربية، لاعطاء نتائجها صفة مُلزمة، ورعاية عربية. الا ان عقدة الفصائلية المستحكمة عند البعض، تشكل حتى الان عقبة حقيقية امام مثل هذه الطروحات وامام المبادرة فكل فصيل يبحث عن مثالب للآخر تعينه في تبرير رفض المصالحة، مما يرتب مسؤولية خاصة على جميع الفصائل الفلسطينية، للمساهمة في كسر هذا الجمود واعانة الشقيقة مصر، في خلق مناخ يساعد على فتح حوار جاد بعيدا عن الحملات الاعلامية، وحملات الاتهام والتشهير. والخطة المصرية، تسعى الى اعادة جميع الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، المظلة السياسية الام للعمل الفلسطيني التي تعطلت طويلا، واحياء مؤسسات المنظمة من جديد والعودة لانتخابات تشريعية، والاتفاق على مجمل القضايا المتنازع عليها، ابتداء من دور السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وعدم استئثار أي فريق او فصيل باجهزتها الامنية، والاتفاق على قواسم مشتركة سياسية، لا تستبعد الحلول السياسية وتأكيد الثوابت الفلسطينية، وتقليص مسافة الخلاف بين الفصائل. وهذا الهدف يبدو واقعياً اذا تعاون الجميع وخصوصاً بعد فشل محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لكنه يبدو مرفوضاً من قبل واشنطن واسرائيل في الوقت ذاته، وغير مرحب به من اطراف اقليمية تتعامل مع الموضوع الفلسطيني بالاحتواء السياسي والتوجيه من الخارج واستخدام الورقة الفلسطينية في اطار الصراعات الاقليمية الدائرة في المنقطة. ومصر ترى بأن استفحال الازمة الداخلية الفلسطينية في ضوء فشل محادثات السلام وتداعياته، سيشكل خطراً اكبر على الشعب الفلسطيني وقضيته، ولن يكون في صالح أي فريق من اطراف النزاع الفلسطيني الفلسطيني، وسيؤدي الى تهميش القضية الفلسطينية من جديد واغراقها في صراعات فصائلية لا يملك اصحابها تقديم أي بدائل للحالة الفلسطينية المتدهورة. والسؤال الاهم، هل توزعت القضية الفلسطينية على الفصائل وهل اصبحت الفصائلية اهم من القضية الفلسطينية، وهل اصبحت القضية الفلسطينية والمصير الفلسطيني رهناً بالفصائلية، التي لم تنجز حتى الان، سوى مبادرات فاشلة على رأسها اوسلو، وانقلابات وصراعات داخلية ساهمت في تمزيق الداخل الفلسطيني وتبرير سياسات الاحتلال امام العالم، وتمكينها في الارض الفلسطينية. الاقتراح المصري، بلَم الشمل الفلسطيني في اطار مصالحة وطنية، قد يكون الملاذ والفرصة الاخيرة امام الفلسطينيين، ومصر التي خاضت حروبا طاحنة من اجل فلسطين وقدمت تضحيات كبيرة على مدى عشرات السنوات من اجل القضية الفلسطينية، جديرة بان يتداعى الفلسطينيون الى التعاون معها في جهود المصالحة الفلسطينية، الا اذا كان البعض من الفصائل يفضلون ان يأتيهم الالهام بالمصالحة من ذات الجهة التي ألهمت اللبنانيين بالمصالحة. مصر قرعت ناقوس الخطر وأبدت استعدادها لتوظيف جهودها لخدمة وحدة الصف الفلسطيني، فهل يدرك الرازحون تحت الاحتلال والحصار وتحت وهم امجاد الفصائلية اهمية إنجاح هذا المسعى. عن صحيفة الرأي الأردنية http://www.miftah.org |