حكاية (القوات العربية) !!
بقلم: صالح القلاب
2008/9/1

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9672

كما ثبت هلال شهر رمضان ، في هذه الأيام المباركة ، فقد ثبت ان هناك توجهاً فعلياً ، عربياً وفلسطينياً ودولياً ( اللجنة الرباعية ) للإستعانة بقوات عربية في غزة على وجه التحديد لضبط الأوضاع المنفلتة ولفرض رأب الصدع الفلسطيني بـ القوة بعد ان فشلت كل الوساطات وكل مساعي الخير وكل الجهود لوضع حدٍّ لهذا الإنقسام الذي تستخدمه إسرائيل للتهرب من عملية السلام المتعثرة والتي إزدادت تعثراً بسبب هذا التمزق غير المبرر إطلاقاً الذي وقع في اللحظة الحرجة الخطرة .

كل الحوار الذي أُجري في مصر مع بعض الفصائل الفلسطينية والذي سيستكمل خلال هذا الشهر الكريم مع فصائل أخرى قد تركز على هذه النقطة بالذات والمفترض ان يعقد وزراء الخارجية العرب بعد إسبوع إجتماعاً خاصاً النقطة الرئيسية على جدول أعماله هي هذه النقطة والواضح ان الأشقاء المصريين المعنيين أساساً بهذا الأمر يصرون على أن يحصلوا على مـوافقة فلسطينية وعلى غطاء عربي ودولي أيضاً قبل ان يرسلوا قواتهم الى غزة .

لقد كان هذا الموضوع هو الموضوع الرئيسي بين الرئيس حسني مبارك وبين وزير الدفاع الإسرائيلي أيهودا باراك في الإسكندرية قبل أيام فمصر كما هي بحاجة الى الموافقة الفلسطينية ، موافقة كل الفصائل ، والى غطاء عربي ودولي قبل ان ترسل أي قوات الى غزة ، بغض النظر عن حجم هذه القوات ، هي أيضاً بحاجة الى التفاهم مع إسرائيل لأنها عملياً لاتزال تحتل القطاع ولأنه من غير الممكن إتخاذ هكذا خطوة بدون تعاونها.

والمؤكد ان هذا الأمر ، أي القوات العربية ، قد تمت مناقشته بإسهاب وبالتطرق الى أدق التفاصيل في إجتماع أمس بين محمود عباس ( أبو مازن ) وأيهود أولميرت وأنه كان نقطة رئيسية في اللقاءات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في زيارتها الأخيرة الى رام الله والقدس ( الغربية ) التي هي أهم زيارة قامت بها الى فلسطين وإسرائيل منذ ان بدأت زياراتها المكوكية التي بلغ عددها ثمانية زيارات والتي ، أي هذه الزيارة ستظهر ، نتائجها من خلال ما سيقوله جورج بوش في إجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من هذا الشهر.

ليس المسألة مسألة العودة للوصاية العربية ، المقنعة بغطاءٍ دولي ، على الفلسطينيين إنها مسألة ان هناك إستحقاقات هامة فعلية وأن هناك مفاوضات فلسطينية ؟ إسرائيلية جادة من الآن وحتى إجتماع الجمعية العمومية هذا المشار إليه من المفترض ان يشارك فيها الأميركيون مشاركة مباشرة وفاعلة وهذا يقتضي قبل الوصول الى نقطة الحسم توحيد موقف الفلسطينيين والتخلص من هذا الإنقسام الذي لا تستفيد منه إلا إسرائيل التي تحاول التهرب من هذه الإستحقاقات التي غدت قريبة جداً بالتحجج بأنه لا يوجد الطرف الفلسطيني الواحد الذي مـن الممكن ان تبرم معه الإتفاق التاريخي على الحل المنشود .

إنه واجب قومي يجب ان تقوم به مصر وإذا لزم الأمر غير مصر وأنه غير جائز وغير معْقول عندما تصل اللقمة الى الفم وترتطم بهذا الإنقسام الفلسطيني ، الذي يعني أنه من غير الممكن التوصل الى أي حلٍّ فعلي والمباشرة بتطبيقه ، ان يبقى العرب يتفرجون ويطلقون التأوهات عن بعد وحلم الفلسطينيين كله يتبدد أمام عيونهم والمشروع الوطني لشعب شقيق لم يرتق الى تضحياته أي شعب آخر سينتهي بسبب الانقسام .

هناك محاذير كثيرة لهذه الخطوة وهناك رفضٌ مسبق من بعض الفصائل لابد من أخذه بعين الإعتبار حتى وإن هو اقتصر حتى الآن على مجرد التصريحات الإعلامية وهناك أكثر من ورطة تنتظر أي دور أمني أو عسكري إن في غزة وربما أيضاً إذا لزم الأمر في الضفة الغربية .. لكن ما العمل والحالة الفلسطينية قد وصلت الى هذا الوضع الخطير .. فهل يبقى العرب يتفرجون ويلعنون الظلام أم يبادرون الى إيقاد ولو شمعة صغيرة واحدة ..؟.. إن الأمر في غاية الجدية وأنه على المعنيين ان يتعاملوا مع هذا الموضوع بمسؤولية عالية !! .

عن صحيفة الرأي الأردنية

http://www.miftah.org