لم يكن أحد يتوقع هذا العدد الهائل من الجمهور الغزاوي أن يحتشد تحت أشعة الشمس الملتهبة وفي يوم صيام من شهر رمضان في ملعب اليرموك وفي شوارع مدينة غزة، فقد قدرت أوساط إعلامية ومراقبين ومحللين أن عدد من وقفوا ليستمعوا إلى كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أكثر من ربع مليون شخص في حين بدت شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة فارغة من السكان نتيجة جلوس البقية الباقية من سكان قطاع غزة أمام شاشات قناة الجزيرة وهي تبث الخطاب بشكل مباشر. فقد راهن العديد من المراقبين على هذا المهرجان بأنه سيكون الكاشف الحقيقي لما أصاب شعبية حماس من انتكاس، وذلك نتيجة للأوضاع الاقتصادية والأمنية التي سادت قطاع غزة قبل المهرجان، وفوجئ الجميع مراقبين ومحليين وإعلاميين بهذا الالتفاف الجماهيري حول حماس رغم كل الظروف التي يعيشها القطاع والتحشيد الإعلامي ضد الحكومة التي شكلتها حماس، فبهذا المهرجان تم قطع الطريق أمام من أرادوا الرجوع للجمهور الفلسطيني لوضعه أمام خيار الاستفتاء، فبهذا الحشد الجماهيري الملتف حول حماس وسياساتها وخطابها وممارساتها الميدانية تكون حماس قد حصنت نفسها من سيناريو اللجوء إلى الاستفتاء ولم يعد بقدرة أي من الأطراف اللعب على وتر الاستفتاء، أو المراهنة على انتكاس وتراجع شعبية الحكومة أو حماس فلقد بات واضحا الآن أكثر مما مضى أن خيار حكومة الوحدة الوطنية هو الخيار الأوحد المتبقي للوصول إلى حل الأزمة والخروج من المأزق الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة الحصار السياسي والاقتصادي الذي يفرضه المجتمع الدولي الظالم على الشعب الفلسطيني، وإن هذه الحكومة عليها أن تتمسك بالثوابت الفلسطينية دون إفراط ولا تفريط فالحكومة الفلسطينية التي كبر وصفق لسياستها أكثر من ربع مليون شخص في ملعب اليرموك وشوارع غزة أصبحت تتسلح بالتفاف جماهيري منقطع النظير ومنحها جواز للسفر للتمسك بثوابتها وسياساتها التي ذكرها رئيس الحكومة على مسامعهم يوم الجمعة في خطابه الشامل وهي التمسك بعدم الاعتراف. فلا يبدو في الأفق لا حاضرا ولا مستقبلا ما يشير إلى احتمالات اختراق الالتفاف الجماهيري حول الحكومة الفلسطينية بذريعة المرتبات أو الحصار، وأصبح أمام الجميع ضرورة الوقوف عند خيار حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني والتي أجمعت عليها جميع الأطياف السياسية الفلسطينية وباركها جميع أبناء الشعب الفلسطيني، ولم يعد بمقدور أحد أي كان التلويح بخيارات أخرى لا تتوافق ورغبات حماس أو الحكومة التي شكلتها. السيناريو المتبقي: من الواضح من خلال الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الفلسطيني في المهرجان الجماهيري في ملعب اليرموك أن حماس متمسكة في البقاء على الحكم خلال الفترة القانونية الممنوحة لها وإن التعثرات التي أصابت الفترة السابقة ليست تقصيرا من حكومة الشعب الفلسطيني ،وإنما نتيجة الحصار الظالم الذي تفرضه أمريكا ويساندها في ذلك بعض من الدول الأوربية والإقليمية و وتأييدا ودفعا من بعض الشخصيات الفلسطينية، وبعد هذا الالتفاف الجماهيري لم يعد أمام الأطياف السياسية الفلسطينية سوى خيار حكومة الوحدة الوطنية، و إذا لم يكن بمقدور الأطياف السياسية في الساحة الفلسطينية التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية نتيجة للضغوط التي تمارسها أطراف دولية وإقليمية على الرئيس أبو مازن أو على حركة فتح نتيجة الإصرار على تشكيل حكومة تلبي المتطلبات الدولية وتعترف بالالتزامات الدولية والإقليمية والمتمثلة في ضرورة تحقيق مطلب الاعتراف بإسرائيل، فإن الساحة الفلسطينية أما سيناريو واحد وهو أن يقوم أبو مازن بتقديم استقالته من رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي تصاب الساحة الفلسطينية بفراغ رئاسي ودستوري وقانوني تستدعي بعض الأطراف للتدخل بإجراء انتخابات مبكرة بدلا من أن تتعرض المناطق الفلسطينية إلى حالة من الفوضى العارمة وسيطرت القوى المسلحة على الميدان وانتشار مظاهر الفوضى والتدمير لمؤسسات السلطة الفلسطينية، وهذا ما لا نتوقعه أن يحصل من رئيس للشعب الفلسطيني عرف عنه العقلانية والذي ليس عنده استعداد أن يقدم على أي خطوة تضعه تحت طائلة المسؤولية التاريخية تكون سبب في إيقاظ الفتنة النائمة وتحريك أسباب الحرب الأهلية وانهيار النظام السياسي الفلسطيني والوصول إلى الحرب الأهلية، وهو ما لا يمكن أن يتحمل عواقبه أي شخص عبر التاريخ . * أستاذ جامعي - جامعة الأقصى - مفتاح 9/10/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|