الآلة العسكرية الاسرائيلية متفوقة ورهيبة. قادرة على تقطيع أوصال كل ما تستهدفه. وإعادة فلسطين الى مناخ الفوضى والتقاتل والحصار والظلام وهاجس الراتب وربطة الخبز وقطرة الوقود. قادرة على تهجير الصيف والطيور والزائرين. وإطلاق عدد غير محدود من الجنازات اليومية. وتدمير المطار والمرافئ وجعل الشوارع مدمرة ومُغلقة بأكوام التراب ومقفرة حتى من سيارات الاسعاف المستهدفة. قادرة على انهاك فلسطين واعادة الركام الى طرقها وملامحها. وإعادة الجِمال والتنابير. الآلة العسكرية الاسرائيلية رهيبة. طائراتها تعتقل الأجواء ودباباتها تستبيح الحدود وحرمات بيوت الأطفال والجامعات.تأسر شعبي وتحتمي وراء لحمه. ضرباتها تقصم ظهر الجيوش. لكن مشكلة إسرائيل انها استخدمت هذه الآلة الى حد الاستنفاد. وان الحروب الحالية مختلفة تماماً. وان الخلل في ميزان القوى لا يعني الانتصار الحاسم. فالجيش الذي هدد بالأمس بقصف بيروت كان احتلها في 1982. والجيش الذي يهدد بالإطباق على غزة غادرها منذ فترة قصيرة. فسحق عائلات فلسطينية كاملة وهي تستحم على شواطىء غزة لا يعني كسر ظهر «الشعب » واثخانه بالجروح لا يعني كسر شوكة «المدافعين». هذه الحروب مختلفة. تستطيع اسرائيل اعادة فلسطين1000 عام الى الوراء. وتدمير منشآت دفع الفلسطينيون ثمنها من دمهم وعرقهم. تستطيع تنفيذ حكم الاعدام بمحاولة فلسطين النهوض واعادة الإعمار. لكنها لا تستطيع بالتأكيد الحصول من فلسطين على توقيع بأن الحرب انتهت وان الهدوء سيخيم على الأرض وعلى الحدود. لا تستطيع اسرائيل ان تعيش آمنة وجيشها يحتل شبراً من فلسطين وسجونها تحتفظ بأسير من ابنائها. انها أبسط دروس الأعوام الماضية. وهي دروس ترفض اسرائيل قراءتها أو التوقف عندها. إذا أرادت إسرائيل السلام فعليها الإنسحاب من فلسطين . عندها يقيم أصحاب البلد دولتهم ويبنون ديمقراطيتهم وتُجرى الأنتخابات الديمقراطية لتتنافس الأحزاب المُنتخِبة لمرشحيها بموْتمرات حزبية ديمقراطية حسب قانون إنتخابي ديمقراطي واضح المعالم. المواجهة الدائرة على أرض فلسطين قاسية ومؤلمة و تفوق قدرتها على الإحتمال. لكن السبيل الوحيد لخفض كوارثها هو ان يتسلح الفلسطينيون بالوحدة في مواجهتها مهما كانت أثمانها مرتفعة.مع الوحدة تذهب «حكومة» وتأتي «الحكومة لخدمة الشعب حتى الإستقلال» ومع الوحدة لا بد من تمكين الرئاسة من التحرك ديبلوماسياً خصوصاً لدى الدول الكبرى لمنع الآلة الاسرائيلية من استكمال احراق ما تبقى من فلسطين. كل تفريط بالوحدة يجعل الأثمان مضاعفة والكوارث أكثر هولاً. كل اغلاق لنافذة التحرك الديبلوماسي يرسخ دور فلسطين ساحة لحروب أكبر منها، وربما لحرب أهلية تفجرها أدوات مظلمة تلبس السواد وتُؤمر من خارج البلاد. الذي يُقتل ويتطاير لحمه هو وطني المحتل. والذي يُنزف دمه وتتطاير أشلاءه هو شعبي. إصحوا يا أخوان «الدين» البريء من الألوان والفقاقيع التي تعمي شعبي عن الحقيقة التي تتطاير مع لحم وطني لإنهائه وتلاشيه. وطني تحت الإحتلال لا يحتاج وزارات وكراسي تُبعد شعبي عن حقوقه التاريخية.تصبح نافذة لرياح خارجية. شعبي لا يحتاج لمجلس برلماني يكون مسرحا لتباعد رِفاق الدرب والنضال عن هدف التحرير وبناء دولة عصرية مستقلة تكون زهرة المدائن عاصمتها الأبدية ويكون ترابها ميناءٌ لعودة اللاجئين. ويعود السلام والأمان لشعبي ووطني.ويعم السلام في البلاد كلها. ثمة مخرج جدي وحيد للخروج من هذه الزلازل التي تغيب لتعود. ان تنتهي المواجهة الحالية بين أبناء وطني بإرادة فلسطينية وعربية ودولية تنهي الاحتلال الاسرائيلي وتضمن تبادل الأسرى. وحينها لن يكون هناك مبرر لخطف جندي أو لترسانات خارج سلاح الشرعية الفلسطينية. من دون هذا الحل سيكون كل اتفاق لوقف النار مؤقتا وكل هدوء مهدداً وكل هدنة طويلة أم قصيرة مُباحة. ولبلورة هذا المخرج لا بد من تحرك الشرعية الدولية والدول الكبرى ومن دور نشط للدول العربية القادرة ومن توافق فلسطيني حقيقي على ان عودة كل الأرض وجميع الأسرى تعني وضع كامل التراب والشعب في عهدة الشرعية ومؤسساتها متمثلة بمنظمة تحرير قادرة وفعالة.هي الممثل الشرعي والوحيد لوطني وشعبي بكل أطيافه وألوانه وأديانه. - مفتاح 12/10/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|