مفتاح
2025 . الأحد 8 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


يولد الفلسطيني لينتظر موعد استشهاده.لا نريد زغردة أمه في استقباله .عليها أن لا تُخفي خوفها من رائحة الوداع. لكل طفل يولد قذيفة تولد على اسمه في الضفة الأخرى من الخط الأخضر. قذيفة تملك حق القتل .تنتظره وتسأل عنه. وهي آتية وإن تأخرت. قد يذهب الى المدرسة لكن ليودع رفاقه. قد يذهب الى العمل لكن ليلوح لزملائه. قد يذهب الى الحقل لكن ليشم رائحة الزعتر والمرمية والزيتون زينة قبره. لكل طفل يولد قذيفة جائعة الى لحمه.

خطأ ان تولد في فلسطين. خطيئة ان تولد في غزة. ومن قلة الأدب والوقاحة ان تقيم هناك. وأن تبني سقفاً وتتوهم انه يحميك. وان تزرع موسماً كأنك ستقطفه. هذا ليس قطاع الوطن. انه حقل رماية. على المدافع ان تُظهر دقتها.على السلاح الجديد ان يُجرب لإعادة ذبح الضحية. على الطائرات ان تثبت تفوقها على إغتيال شعب أعزل. يحتاج حقل الرماية الى اهداف مثيرة. اطفال في احضان الأمهات. صغار تحت عريشة الدار.وعصافير ترتاح على رمال الشاطئ. مدنيون مكدسون في الطابق الأرضي يتوهمون انهم خدعوا الطائرات وضللوها .شرطي يحلم بحماية شعبه.

كم جثة طفل يحتاج الضابط الصغير ليصبح جنرالاً. كم ليتراً من الدم يلزم لصناعة وسام. كم جنازة يحتاج رئيس الوزراء المدني ليجلس في نادي حراس الهيكل. حظهم سيئ اطفال غزة. لم يكن ايهود اولمرت محارباً لحظة ولادة الدولة. لم يرتد يوما بزة الجنرال. لا احتل أرضاً ولا أنقذ الكيان. كيف يجلس قرب اسحق رابين؟ كيف يخاطب ارييل شارون؟ كيف يحدق بأوسمة ايهود باراك؟ تلزم لهذا الرجل مذبحة غير عادية. يحتاج سلماً من الجثث الصغيرة ليتسلق على حبال الدماء الى كتب التاريخ. حظهم سيئ اطفال غزة .

يتمشى اولمرت في مكتبه. فتح تستحق القتل. هذه حركة معادية. تركيبتها. ديموقراطيتها. قدرتها على التحريك والتحريض. من تربتها جاء ياسر عرفات. جماهيرها إحتضنت جورج حبش وابو اياد وابو النوف وابو جهاد. وحين إغتال «جيش قاتِل الأطفال» العِملاق الوطني ابو عمار نبت من التراب الفتحاوي جيل أشد وطأة وهولاً. فتح حالة ميؤوس منها. لا علاج لهذا المريض غير قتله. وهو سيقتلها عضوا عضوا. سيُغطيها بالركام بعد تقطيع أوصالها. لن تفلت خِربة من رائحة الموت. لن ينجو جنين في رحم اُمه. هذه حربه ولن يترك جنرالات اليوم يتحسرون على جنرالات البارحة. يتمنى لو يستيقظ شارون لبعض الوقت ليبلغه كم دفعت فلسطين حتى الآن ثمن اسر جندي واحد وثمن التطاول على هيبة اسرائيل. ليبلغه ان المدنيين ايضاً يجيدون السباحة في دم اللفلسطينيين. يتمشى بيرتس في مكتبه. هذه ليست قصة جندي. سكان عكا وحيفا يلازمون الملاجىء. بعضهم يتحسس جوازات السفر. الغضب يصيب المدن وتثقب الهيبة. ولواء جولاني ينهمك بإخلاء قتلاه ثم ينسحب. ستكون الف غزة بعد قانا وجنين والشاطئ ورفح. غداً ينسى العالم صور الجثث الصغيرة وبيانات الاستنكار. للعالم ذاكرة تنسى. كم طُنا من جثث فلسطين تشحذ ذاكرة العالم.. كم جثة طفل يحتاج مجلس الأمن . كم نهراً من الدم يحتاج لإرسال قوات اُممية لحماية الضحية. كم شعباً من المقابر تحتاج الإدارة الأميركية لتحتفل بولادة الشرق الاوسط الجديد. ماذا ينتظر بوش لتحقيق رؤيته الإكذوبة؟ لماذا يرفض إقتراح السلام الاوُروبي ؟! متى تشرق الشمس من مشرقها لتعود آمنة الى غربها.

يولد الفلسطيني لينتظر موعد ذبحه من جديد. العمر جسر معلق بين جنازتين. البر غدار والبحرغدار والسماء تغتال. كلما ولد طفل ولدت قذيفة لاصطياده. البر دبابات والبحر بوارج والسماء مثقلة بالطائرات. يتوجع العالم عندما يُقتل إنسان من الضفة الاُخرى، يتوجع بألم شديد. هذا لحمنا المهروس تحت الركام. هذا لحمنا يتطاير في كل اتجاه. هذا العالم لا يسمع.لا يرى. هذا العالم مقلوب. منذ 100 عام يقتل القاتل فلسطين ويتهم ضحيته. - مفتاح 19/10/2006 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required