وما حققته الجزيرة من نجاحات جعلها تصبح موضع تقليد ومنافسة ونموذج مثالي لشكل القنوات الاخبارية الناجحة، وأصبحت الجزيرة في ذات الوقت عرضة للنقد والتساؤلات المفتوحة حول علاقة الجزيرة بالنظام القطري، وتمويلها وما هي الاجندات السياسية لتمويل الجزيرة، حتى ان البعض يذهب للحديث حول وجود شريك اسرائيلي. ولكن الذي بدأ في السنوات الثلاث الاخيرة ( منذ تولي المدير منصبه)يثير الانتباه هو علاقة الجزيرة بجماعة الاخوان المسلمين، ونشاطات *الجماعة*، وتغطية كل شاردة وواردة تمس *الجماعة* والحركات التابعة لها* في فلسطين ومصر والاردن والخليج وشمال افريقيا، وشيئا فشيئا أصبحت الجزيرة ناطقا رسميا باسم الاخوان المسلمين في العالم، وبدأ هامش الرأي الاخر يتقلص ويهمش ويقزم ويتم تسخيفه على أيدي مقدمي برامج ومراسلين جلهم ينتمون للجماعة ذاتها، والعملية المبرمجة لتشويه الرأي الاخر ( المخالف للاخوان وامتداداتهم) تتم وفق نسق معد سلفا، ومع انسجام عالي ما بين الصورة والكلمة والصياغة وشكل الاسئلة وطريقة طرحها والتقارير وكيفية عرضها. بكل تأكيد هناك بعض المظاهر الخارجية للتمويه مثل وجود مذيعات مكشوفات الرأس وبعض مقدمي البرامج اللبيراليين ولكن وجودهم لا يضر بالنسق العام المحدد سلفا بل يضفي جمالية كذابة على الحقيقة التي بدأت تتكشف يوما بعد يوم. هذه الردة التي تعيشها الجزيرة على مستوى الحياد الصحفي والمهني أصبحت تذكر بشعراء البلاط السلطاني، والمحطات الاذاعية والتلفزيونية الناطقة باسم الانظمة الشمولية والاستبدادية، وتغوص الجزيرة تدريجيا بعدم الحياد، ولأجل عيون الاخوان المسلمين فقد قامت بدورها بالهجوم الكاسح على كل مخالفي الجماعة واشبعتهم نقدا وشهادات على العصر ملفقة ومزورة ومسطحة ومقزمة ومشوهة، تمس بكل ما هو عروبي وقومي وعمدت الى محاولة تحطيم شخصية الزعيم القومي كعبد الناصر، وخاضت الجزيرة معارك طاحنة ضد كل من عارض الاخوان كجماعة واختلف معهم، كل ذلك حتى لا يبقى في الذاكرة من مرحلة مقاومة الاستعمار ومرحلة الاستقلال الى يومنا هذا، الا كل ما هو سيء، وفي المقابل يتم تقديم *الجماعة* على المسرح التاريخي الخاص بالجزيرة كمنقذ وكمظلوم وكقوة صاعدة وكثوب أبيض وكإصلاح وتغيير وكقوة مقاومة وممانعة وكصاحب حل للمعضلات، وكل من خالفهم زنادقة ومرتبطين بأجندات خارجية وعملاء للاستعمار والامبريالية، وتستمر الجزيرة بدورها لزعزعة ثقة الناس بكل ما هو موجود، وأن الأمل فقط باتباع الاخوان. اعرف ان هنا من سيقول عكس ما أقول ولكنني اقول ما أقول من واقع متابعتي اليومية للجزيرة، فكل خطب ومقابلات الناطقين الرسميين باسم *الجماعة* في فلسطين والشام واوروبا وامريكا يتم وضعهم يوميا في الجزيرة بشكل مكثف. ويتم تهميش الكثير من اللقاءات والندوات والمحاضرات الخاصة بمستقلين او علمانيين او حركات يسارية، ولا يتم تغطية الا القليل منها من باب رفع العتب. ولكن في الفترة الاخيرة أشبعنا لقاءات وحوارات حول الجماعة بمناسبة المئوية الاولى لميلاد مؤسسها، وتغطية خطب الجمعة لرجال *الجماعة* في فلسطين، ويتم استبعاد الاخبار الحقيقية حول ما يحث في فلسطين، فالجزيرة وبتنسيق محكم قامت بمحاولة تشويه الحقائق والصاق التهم بكل من يخالف الحكومة أو تهميش أخبار المعارضين لها وذكرهم بأضيق الحدود. ولم تلتفت الجزيرة للمعاناة اليومية وحالة الجوع والبؤس الموجودة في فلسطين اليوم. الجزيرة أصبحت تماما مثل الشيخ بن لادن وبوش في تقسيمهما للعالم لفسصطاطين، فقد قامت الجزيرة وبمنهجية محكمة بتقسيم العالم والناس والحركات الى مع وضد، ضد *الجماعة* أو معها. المهم كنت أتمنى ان تكون الذكرى العاشرة محطة للمراجعة والنقد الذاتي، فالجزيرة تجربة فريدة لا بد من الدفاع عنها من الانزلاق المقصود الذي يريده البعض، وأعرف ان كلامي هذا سيلامس عقول ومشاعر الكثيرين مما يرون الانزلاق الذي أراه، ومن المعيب ان تقوم ادارة الجزيرة باستغفال عقول الجميع على هذا النحو المريع، فالاستغفال يطال الموظفين فيها ويطال المشاهدين على سطح هذه المعمورة. *باحث فلسطيني anwerhm@hotmail.com - مفتاح 19/10/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|