بعد تقديم التهنئة للرجل الكبير ومشاركته فرحته ، لا بد من الاعتراف بأنه ما من عربي أو مسلم تابع آراء وتصريحات عمدة مدينة لندن كين ليفنجستون بما فيها تلك التي تعلقت بقضية الحكم السابق الذي صدر بحقه والجديد الذي صدر لصالحه أو قرأ له مقالاته المتصلة بالصراع العربي الإسرائيلي واحتلال العراق وشئون المسلمين في العالم وبالأخص أوروبا، إلا وأيقن أنه في حضرة واحد من أبرز مؤيدي القضايا العربية ، لما اتسمت به مواقفه من مبدئية وثبات وشجاعة مفرطة عكستها إدانته المتكررة للولايات المتحدة و"إسرائيل" ودفاعه المتواصل عن العرب والمسلمين. ومع أن هذا الرجل غربي ومسيحي بالأصالة، إلا أنه لطالما اعتاد على الصدح بالمواقف القوية والثابتة انطلاقًا من العاصمة البريطانية الحليفة الأهم لواشنطن وتل أبيب دون ما اعتبار لحسيب أو رقيب ، بما في ذلك 'قانون معاداة السامية' الذي وضعته إدارة المحافظين الجدد في واشنطن والقانون الخاص "بالمحرقة النازية" الذي سنته الأمم المتحدة بدعمها وتأييدها ليكونأ سيفاً "إسرائيلياً" ـ يهودياً مسلطاً على أعناق أمثاله. من منا لا يتذكر صرخته الشهيرة "شارون مجرم حرب"... جملة من ثلاث كلمات أطلقها ليفنجستون قبل عام ونصف العام ، تمنى في حينه أغلب العرب والمسلمين أن يكون هذا الرجل زعيمًا لهم يعوضهم عن ما افتقدوه في زعمائهم الذين ما عادوا يعرفون غير الذل والهوان والرضوخ للإملاءات الأمريكية و"الإسرائيلية"، بحيث فقدوا أهلية الدفاع عن قضايا الأمة والقدرة على قول كلمة حق مجردة "لا يراد بها باطل". أشياء كثيرة تدفعنا دائمًا إلى التساؤل عن سر تمتع كين ليفنجستون الملقب بـ"كين الأحمر" بكل هذه الشجاعة التي يفتقر كبار زعمائنا إلى أدنى درجاتها!! فبينما يصر زعماؤنا على مطالبة بعضهم البعض بالامتثال والخضوع للإرادة الأمريكية ـ "الإسرائيلية" المشتركة على حساب قضايا أوطانهم وشعوبهم ، لا يفوت ليفنجستون فرصة دون توجيه الانتقادات العنيفة واللوم الجارح لسياسات واشنطن وتل أبيب !! تساؤل مشروع ، لكن فيه كل العجب العُجاب!! قضية الحُكم' كانت جولة من ثلاث خاضها ليفنجستون ضد الطاغية شارون في شهر واحد اشتهر ليفنجستون بعناده ومواقفه الصلبة في الدفاع عن قضايا العدل وفي مقدمها القضية الفلسطينية ، ومن ثم القضية العراقية. ولعل أبرز مواقفه تلك التي صدرت عنه في العام الماضي وأثارت زوابع إعلامية داخل وخارج بريطانيا خلفت وراءها ارتدادات وارتجاجات حافظت على تأثيراتها حتى الآن. ثلاث مرات خلال شهر واحد من ذلك العام ، أماط ليفنجستون اللثام عن حقيقة "إسرائيل" ورئيس حكومتها آنذاك أرئيل شارون والممارسات الوحشية والتجاوزات التي اعتادت قوات الاحتلال على ارتكابها بحق الفلسطينيين دون وازع من ضمير أو حساب لقانون. ثلاث مرات كشف الحقيقة العارية لمجرم الحرب الذي وصفه الرئيس الأمريكي بـ"رجل سلام" في تحد سافر لمشاعر العرب والمسلمين وتجاهل متعمد لميزان الحق والعدل. ثلاث مرات صدح صوته وانفجر مداد قلمه، فدوت كلماته كالقاذفات الصاروخية فوق رؤوس قوات الاحتلال التي تعيث فسادًا في فلسطين والعراق والجولان السورية وشبعا اللبنانية، في وقت لم نسمع فيه غير "نقيقٍ" الضفادع أو "فحيحٍ" الأفاعي في بلاد العرب والمسلمين. المرة الأولى "وهي القضية التي بموجبها صدر حكم الهيئة التأديبية الجديد ضده" كانت في شهر شباط 2005، عندما وصف ليفنجستون الصحفي اليهودي أوليفر فاينغولا العامل في صحيفة "إيفننغ ستاندرد" بـ"حارس معسكر اعتقال نازي"، لكثرة استفزازه ومضايقته له بسبب تصريحاته النارية الخاصة "بإسرائيل" ورئيس حكومتها أرييل شارون. والثانية وهي الأهم كانت في الخامس من شهر آذار من ذات العام عندما وصف شارون في مقال نشرته له صحيفة "الغارديان" البريطانية بـمجرم الحرب. أما الثالثة فجاءت بعد ثلاثة أيام من ذلك التاريخ عندما أجاب على أسئلة مكتوبة وجهتها له صحيفة "جيروزاليم بوست الإسرائيلية" وقال في أحد ردوده: إن "إسرائيل توحي بالإرهاب لتنظيم القاعدة وتدفع الوضع في الشرق الأوسط إلى حد الغليان". مناهض لسياسات تل أبيب العدوانية وداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في مقال الخامس من آذار 2005 الذي نشرته له صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان "هذا عن إسرائيل وليس عن العداء للسامية"، حمل ليفنجستون بشدة على سياسة أرئيل شارون الإجرامية، ووصفه آنذاك بـمجرم الحرب الذي يجب أن يكون مكانه السجن لا رئاسة الحكومة، مذكرًا بمسئوليته عن المجازر التي ارتكبت بأبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان. واتهمه في ذلك المقال بتنظيم الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني . وفي دفعه لتهمة "العداء للسامية" التي رماه بها المؤيدون "لإسرائيل" بسبب الوصف الذي أطلقه على الصحفي اليهودي فاينغولا، أكد عمدة لندن على ضرورة التمييز بين الانتقادات الموجهة إلى السياسة "الإسرائيلية" وبين "معاداة السامية" التي تسعى حكومات تل أبيب للخلط بينها، رافضًا الاعتذار عن ذلك الوصف أو التراجع عنه. وفي الوقت الذي شدد فيه على معارضته للعنصرية واحترامه للشعب اليهودي، أكد على الفارق بين أقواله وعملية التضليل التي تمارسها "إسرائيل" حول انتشار "معاداة السامية" في أوروبا بهدف تكميم أفواه منتقدي سياساتها العدوانية، مذكرًا بأنها "عملت على مدار العشرين سنة الأخيرة على اتهام أي شخص يجرؤ على انتقاد سياساتها العدوانية بمعاداة السامية". هذا ودان سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين التي "تمارسها إسرائيل خلال توسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة ورفضها حق العودة للفلسطينيين". وفي إدانة صارخة لسياسة التطهير العرقي التي شكلت نهجًا ثابتًا للحكومات "الإسرائيلية" على مدى عقود، قال ليفنجستون: "إن التوسع الإسرائيلي هو شكل من أشكال هذه السياسة، فالفلسطينيون الذين عاشوا على أرضهم لقرون طويلة يُجبرون على الخروج منها من خلال العنف والإرهاب الإسرائيليين المنظمين" ، مضيفاً "إن حكومة تل أبيب تواصل مصادرة أراضي الفلسطينيين لإقامة المستوطنات عليها، وتقوم باجتياحات عسكرية في دول الجوار وتتنكر لحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي شردهم الإرهاب الإسرائيلي منها". وبالعودة إلى أرئيل شارون الذي وصفه بـمجرم الحرب، أضاف أن "لجنة كاهان الإسرائيلية وجدت أنه شارك في مسئولية ذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا"، موضحًا أن "الحكومة الإسرائيلية تقوم برسم صورة مشوهة عن العنصرية والتمييز الديني في أوروبا يظهر فيها اليهود وهم يعانون أكثر من هذا التمييز، في حين يشير الواقع إلى أن ضحايا التمييز العنصري هم اليوم من السود والآسيويين المسلمين الذين أصبحوا الهدف الأول للجماعات العنصرية المتطرفة". وفي عودة جادة لنبش التاريخ، شبه العمدة الثائر أساليب الجماعات الإرهابية اليهودية بأساليب الجماعات الصربية المتطرفة التي أخرجت البوسنيين من بيوتهم بواسطة الإرهاب، متهمًا الحكومات "الإسرائيلية" بمواصلة تنظيم الإرهاب ضد الفلسطينيين ومذكرًا بأن أعداد الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية تفوق عدة مرات عدد القتلى الإسرائيليين، وأن هناك أكثر من 7 آلاف فلسطيني في السجون "الإسرائيلية". هذا واتهم معهد إعلام الشرق الأوسط "ميمري" الذي يديره من العاصمة البريطانية عقيد سابق في الموساد "الإسرائيلي" باختيار مواد منتقاة من الصحافة العربية للتعريض بالعرب والمسلمين وتقديمهم في أسوأ صورة ممكنة تحت دعوى الموضوعية !! تجدر الإشارة إلى أن علاقات كين ليفنجستون مع اليهود البريطانيين ومجلسهم كانت جيدة حتى عام 1982، عندما عارض الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان، ووقف المجلس اليهودي ضد مطالبته حزب العمال الذي كان ما يزال ينتمي إليه بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. وقد نوه إلى ذلك في مقاله بقوله: إن ما أختلف عليه مع المجلس ليس الموقف من معاداة للسامية، إنما السياسات العدوانية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. من هو العمدة كين "الثائر" أم "الأحمر" أم كليهما؟ كين ليفنجستون من مواليد مدينة "لامبث" البريطانية لعام 1945. تم انتخابه عضوًا في مجلس المدينة عام 1971. وظل يحتفظ بعضويته حتى اختير عضوًا عن حزب العمال في المجلس الأعلى لبلدية لندن عام 1973. ثم انتُخب رئيسًا للمجلس عام 1981. وعرف عنه دعمه اللامحدود للتيارات اليسارية في عاصمة الضباب، مما جعل منه هدفًا لأجهزة المخابرات والمراقبين من خصومه السياسيين. وبسبب ذلك الدعم وعدائه المفرط لليمين البريطاني ، اكتسب لقب "كين الثائر" ثم "كين الأحمر"، الأمر الذي دفع رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين يومها "مارجريت تاتشر" إلى حل المجلس البلدي في عام 1986 في سابقة كانت الأولى من نوعها للخلاص من "المشاغب" ليفنجستون. لكن بعد عام من ذلك التاريخ، رشح نفسه للانتخابات العامة وفاز بمقعد في مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال. وفي عام 1999 رشحه الحزب لمنصب عمدة لندن، إلا أنه رفض ذلك الترشيح وخاض معركة "العمودية" كمرشح مستقل، وفرض نفسه كأول عمدة مستقل للمدينة. وفي محاولة يائسة لإقصائه عن المنصب في انتخابات 2004، قررت قيادة الحزب طرده من صفوف الحزب من عام 2000 إلى عام 2004، إلا أنه فاجأها بالفوز من جديد للمرة الثانية. معارض صلب ومناهض للاحتلال ليفنجستون هو معارض صلب للسياسة الأمريكية ـ البريطانية في العراق ومناهض لجميع أشكال الاحتلالات إلى درجة تحفزنا على منحه لقب "كين الثائر" بكل جدارة إلى جانب لقب "كين الأحمر" لما اتصف به الرجل من نزوع نحو التحدي ورفض الخضوع للإملاءات والضغوط من أي جهة جاءت ومهما كان حجمها ونوعها، خاصة عندما تمس معتقداته ومبادئه. ولعل ما أظهره من مواقف سياسية صلبة وثابتة برغم الحملة الشرسة التي شنها اللوبي اليهودي وما يزال ضده ما يؤكد صدق ذلك كله. وأذكر هنا أنه عشية وصول الرئيس الأميركي جورج بوش إلى العاصمة البريطانية في تشرين الثاني 2003، استقبله كين ليفنجستون بتصريحات صحفية حادة وعاصفة، اعتبره فيها "التهديد الأعظم للحياة على الأرض". وأضاف في حينه "إن سياسات بوش ستدفع العالم بأسره نحو الدمار الشامل". هذا وأعلن عدم اعترافه به كرئيس شرعي للولايات المتحدة لأنه حسب رأيه "لم يتم انتخابه بصورة رسمية"، وفي حين عُرف عن ليفنجستون احتفاءه بالرسميين العالميين الذين يزورون العاصمة البريطانية، رفض إقامة حفل استقبال رسمي للرئيس الأمريكي في مقر "عموديته". ويوم فعل ذلك، لم يكن قد مضى على الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق أكثر من سبعة أشهر فقط، مما يعني أن تصرفه جاء في حينه احتجاجًا ورفضًا صريحين لذلك الاحتلال. وما يثير دهشة خصومه وإعجاب مؤيديه أنه لم يعط في يوم من الأيام وزنًا يُذكر للروابط والعلاقات المميزة بين بلاده والولايات المتحدة وزعماء البلدين. ولم يلتفت مطلقًا لكون بلاده الحليف الأوروبي الأكبر للولايات المتحدة في عدوانها على العراق واحتلاله. بل بالعكس من ذلك فقد عارض العدوان مع بدء الإعداد له. وموقفه المناهض لاحتلال العراق كان ولا يزال على ثباته، دون خوف من العواقب التي قد تترتب على ذلك، أكان ذلك من قبل حكومة بلاده أو من قبل حكومة الولايات المتحدة. أيد المسلمين واعتذر عن الإساءة للعلامة يوسف القرضاوي وكما عُرف عن كين ليفنجستون مواقفه الإيجابية والجريئة تجاه الفلسطينيين وحقوقهم، فقد كان له مواقف مماثلة من المسلمين وقضاياهم العادلة. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أنه عندما فجرت النائبة البريطانية عن حزب العمال الحاكم لويز إلمان بإيعاز من المجلس اليهودي في لندن ودعم من تل أبيب حملة سياسية وإعلامية ضد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في شهر أيار 2004 لمنعه من دخول بريطانيا والمشاركة في مؤتمر حول الحجاب كان مقررًا انعقاده في تموز من ذلك العالم، وقف ليفنجستون ضد تلك الحملة بعناد وقوة، واعتذر للقرضاوي ثم قام برعاية المؤتمر. وفي ذات الوقت أرسل برقية لرئيس الوزراء الفرنسي حثه فيها على إعادة النظر في التضييق على الحريات الدينية الأساسية في فرنسا، محذرًا من "أن أي تمييز ديني يوجه ضد الحرية الدينية للمسلمين من شأنه أن يثير اتهامات بحقهم". كما حذر حكومة بلاده من مغبة الإقتداء بالحكومة الفرنسية فيما يختص بمنع الحجاب. وفي اعتذار متجدد أرسله للعلامة القرضاوي في كانون الثاني 2005، كشف ليفنجستون النقاب عن أن "الموساد الإسرائيلي واليمين البريطاني المتطرف كانا وراء الحملة الظالمة التي تعرض لها الداعية الإسلامي". وقد أرفق ذلك الاعتذار بمطالبة الذين اعترضوا على استقبال القرضاوي في لندن بالاعتراف بأنهم "استُغلوا من قبل الموساد واليمين المتطرف ومعهد ميمري" والمبادرة الفورية بتقديم الاعتذار له. عندما يكون كين ليفنجستون على ما هو عليه من صلابة وعناد الرجال في زمن ندر فيه الرجال حتى في بلادنا، لا يسعنا إلا أن نقدم له كل احترام وعرفان بالجميل ونشد على يديه مهنئين إياه بالنصر على اللوبي الصهيوني تماماً مثلما سبق وأيدناه في معركته ضد ظلم القوانين الجائرة التي لا تدور عجلتها إلا لخدمة بني صهيون وبني سام!! وهنا أستعير تعبير بيرنارد شو الشهير : "يا له من رجل! هل هو رجل؟ إنه رجل ولا كل الرجال"! جميل أن بريطانيا لم تفّعل القانون الخاص بـ"معاداة السامية" أو القانون الخاص بـ"المحرقة" لا في وقت إدانته ولا في وقت رد الاعتبار له وإلا لكان أصاب كين ليفنجستون في بلده ما أصاب ابن جلدته المؤرخ ديفيد إيرفينغ في النمسا في وقت سابق من هذا العام !! إلا أنه وبرغم ذلك فقد مثل السيف المسلط على أعناق من لا يحبون "إسرائيل" أو ينتقدون سياساتها الإجرامية القاسم المشترك في الحكم الذي قضى بوقف ليفنجستون عن عمله في قضية وصف فيها يهوديًا بحارس في معسكر نازي ومضى عليها عام ونصف العام قبل أن تبرأ ساحته أخيراً والحكم الذي قضى بحبس إيرفينغ سبع سنوات خُفضت مع الاستئناف إلى ثلاث في قضية أنكر فيها "المحرقة اليهودية" ثم عاد واعترف بها مجبرًا ومضى عليها ثمانية عشر عامًا تقريباً !! ومما لا شك فيه أن حملة ذلك السيف المسموم والمشرع دائماً يكيدون لكين ليفنجستون ويريدون ثنيه هو وأمثاله عن دعم وتأييد العرب والمسلمين وقضاياهم وبالأخص في فلسطين والعراق ، إلا أن العدل الذي يقف إلى جانبه يرد كيدهم إلى نحورهم . تحية تقدير لأحد الغربيين ذوي المواقف والمبادئ: كين ليفنجستون . تحية ومبروك له ولنا انتصاره على الصهاينة . - مفتاح 21/10/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|