قبل عامين أدت عملية التفجير التي أوقعت عشرات الضحايا في إسبانيا إلى انتقال نظام الحكم من حزب لآخر، وأدى مقتل جنود إيطاليين في العراق إلى سقوط حكومة بيرليسكوني وصعود حكومة سارعت إلى سحب القوة الايطالية. واعتدنا القول كل الوقت إن حادثة صغيرة تضر بمصالح الـمواطنين كافية لاستقالة حكومة أو استقالة الوزير الـمعني في البلدان الديمقراطية. هذا الشيء لـم نعتد عليه في الوضع العربي باستثناء مبادرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، التي تحمل بمقتضاها مسؤولية هزيمة 67 وتنحى عن رئاسة الجمهورية، لكن انتفاضة يومي 9 و10 حزيران الـمصرية الشعبية العارمة أعادته للحكم فورا. نحن في فلسطين ما زلنا نتغنى بالانتخابات الديمقراطية والنزيهة والشفافة التي أتت بحكومة الشيخ اسماعيل هنية، وفي نفس الوقت نعيش الأمرّين، فعجلة الاقتصاد تدهورت، توقف التصدير الداخلي بشكل كامل من قطاع غزة وإليه، وقنن الاستيراد الى مستوى برامج "الغذاء والدواء الدولية" سيئة الصيت، وتوقفت الخدمات الصحية والعلاج الحكومي، وشل عمل الـمحاكم وكافة الدوائر الحكومية وكل نظام الخدمات تقريبا، وتدهور الأمن وانتشر الفلتان وعمليات خطف الاصدقاء الأجانب الـمخجلة والتصفيات الدموية البشعة والـمخزية الخارجة عن تقاليد وقيم الشعب، وتصاعد العدوان الاسرائيلي ليصبح اسلوبا لخطف حياة البشر وتهديدها. والأخطر من كل ذلك هو توقف العملية التعليمية والتحصيل العلـمي الذي لا تضاهى خسارته بثمن، إن كل يوم يمضي بدون تعليم يشكل هدرا هائلا للـمعرفة وتشويها للعقول وإضرارا بالحالة النفسية والـمعنوية للفئات العمرية الحيوية التي تصنع الـمستقبل. كيف كانت استجابة الحكومة الديمقراطية للأزمة بمختلف عناصرها؟ بررت الحكومة الأزمة بوجود مؤامرة خارجية، وهذا حقيقة من الـمفترض أن لا نختلف حولها، فالحصار الـمحكم تقوده الولايات الـمتحدة وحكومة الاحتلال، وتجيزه الرباعية الدولية وتلتزم به وتفرضه على مجمل الدول بما في ذلك الدول العربية والبنوك والـمصارف ومؤسسات الاستثمار، لكن الحكومة لـم تأت على ذكر الأسباب والذرائع التي سيقت أو استخدمت لفرض الحصار ولـم تتوقف عند سابقة تربع الدولة الـمحتلة الـمعتدية على عرش الشرعية الدولية لـمعاقبة الضحية الـممثلة بالشعب الفلسطيني. كان وما زال يطيب للحكومة الحديث عن مؤامرة وانقلاب وحصار بشكل مجرد وعمومي، لـم تجب الحكومة على سؤال لـماذا يقف النظام العالـمي ضدنا، ولـماذا فسخت العديد من دوله تضامنها وتأييدها التقليدي الدائم للشعب الفلسطيني؟ اكتفت الحكومة بالحديث عن انصياع تلك الدول لاميركا واسرائيل! وهذا لا يجيب على السؤال. لـم تعترف الحكومة بحقيقة تقديمها الذريعة من خلال تغيير قواعد العلاقة مع النظام الدولي بشكل فجائي وانقلابي، وبدون تحضير للبدائل، وداخليا حملت الحكومة الـمسؤولية للـمضربين وللـمعارضة التي بادرت إلى الإضراب، وحاولت الحكومة كسر الإضراب، ولـم تتوقف عند مسؤوليتها أو حصتها من الـمسؤولية جراء تخلخل وارتباك حياة الـمجتمع الفلسطيني، وجراء توقف العملية التعليمية، لـم تحاول الحكومة حل الـمشاكل الـمتعاظمة وخاصة مشكلة التعليم ايجابيا بتأمين رواتب الـمعلـمين عبر تحالفاتها، والاهم أنها لـم تثر هذه الأزمة على أجندتها وعلى الأجندة العربية والعالـمية بمستوى الحد الأدنى، وكان من الـمدهش تعايش الحكومة مع الـمشكلة التي وضعتها خلف ظهرها بدون حل، فبدت وكأنه لا يعنيها تشرد 160 ألف موظف وعامل مع عائلاتهم، ولا يهمها إذا ما بقي الطلبة بدون تعليم لسنة أو أكثر، الـمهم أن تبقى الحكومة في سدة الحكم، ولا يستوقفها الدمار الذي لحق بالاقتصاد الفلسطيني الـمهلهل أصلا، وبدأت تتغنى بصمودها أمام الإضراب والـمضربين وكأن لسان حالها يقول ليذهب هؤلاء إلى الجحيم، وفي أحسن الأحوال لينتظروا الصدقات وإحسان الـمحسنين كمتسولين! هكذا بدت الحكومة حديثة العهد بالسلطة في الاختبار الأول لسلطتها. بدت حكومة لجزء من الشعب وفي مواجهة أجزاء أخرى، ولفصيل واحد يملك موارد خاصة ولا يعيش أزمة اقتصادية، وطالـما أن حزب الحكومة لـم يمس بأذى فإن الوضع العام بخير، وهذا أكبر دليل على وجود إنجازات للحكومة! وما على الـمواطنين إلا أن يحبوا الحكومة ويتغنوا بإنجازاتها الـمتخيلة في الصمود! وبحيلولتها دون "بيع القدس" ودون "تكريس شرعية الاحتلال" مقابل ثمن بخس هو رواتب الـموظفين، وبصمودها البطولي أمام الانقلاب والانقلابيين!
إذا لـم تعبأ الحكومة بمصالح الشعب والوطن، ولـم تستجب لحل الأزمات، ولا تتحمل الـمسؤولية في رفع الحصار وإنهاء العزلة، فهل الـمعارضة في هذه الحالة معنية بمفاقمة الأزمة الطاحنة؟ من خلال مواصلة الاضراب التعليمي والصحي والخدمي الذي يدفع الشعب ثمنا باهظا له؟ هل يجوز خوض معركة مفتوحة بلا أفق من كيس الشعب؟ الجواب لا بالتأكيد، وخاصة في ظل نظام مختلط يعطي مسؤولية أولى لـمؤسسة الرئاسة، فالرئاسة معنية بحل الأزمات وفقا لصلاحياتها الدستورية، والرئاسة معنية ومطالبة بوقف الحصار الخارجي ورفض ذرائعه وبايجاد ثغرات في جدرانه كحل أزمة الـمعلـمين والاطباء واستئناف العملية التعليمية وتقديم الخدمات وكل شيء عجزت الحكومة عن تقديمه وحله بالتدريج، وسيسجل كل انجاز وحل تقدمه الرئاسة في رصيدها وفي رصيد الاتجاه السياسي الذي تمثله. ولن تسقط ثمار النجاحات في فم الحكومة العاجزة عن القيام بدورها. لا ينبغي اقتصار الضغط على الحكومة من أجل فك الحصار، فلـماذا لا يتوجه الضغط ايضا إلى الرباعية والدول العربية بصرف النظر عن رفض حماس للاستجابة. قد يقال إن ممارسة الرئاسة للضغط والنقد سيقود في هذه الحالة الى مقاطعة مؤسسة الرئاسة وسيتم إحكام الحصار ليشمل كل شيء.
حتى لا يكون هذا الاحتمال وارداً فإن ممارسة الضغط من خلال فتح وفصائل الـمنظمة وكل الجماهير الـمتضررة من الحصار وهي أكثرية الشعب يشكل دعامة كبيرة للرئاسة في مساعيها الدبلوماسية الـمثابرة. لأول مرة تتراجع الحالة الـمعنوية للشعب وتكبح اندفاعته، لاول مرة تصبح الهجرة ملاذا للشباب، لاول مرة تتضعضع وحدته ويغلب التناقض في صفوف الحركة الوطنية على التناقض مع الاحتلال والعدوان الخارجي، لاول مرة يتضعضع التضامن مع نضال شعبنا الذي يتمتع بالعدالة. الخطاب الذي يقدم للشعب خطاب مأزوم يزيد الأزمة اشتعالا، كل واحد معني بإعادة النظر في الشوط الذي قطع، استعدادا لشوط أرحم وأهدأ من أجل صناعة أمل جديد فهذا الشعب يستحق تجديد الامل على أقل تقدير..
احتباس النشر والمواءمة والمساواة- إحاطة أولية بنقاش تقرير ‘سيداو’
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم ريما كتانة نزال
أثارت ملاحظات المجتمع المدني على أداء الفريق الوطني في اجتماع لجنة اتفاقية القضاء
على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، حفيظة الجهات الرسمية المعنية. لا غرابة في ذلك،
أمر مستوْعَب في الحالة الفلسطينية الداخلية، لا يُهضم النقد جملةً وتفصيلاً.
لم تخرج الملاحظات التي أبداها المجتمع المدني عن الموضوعية. من خلال الاطِّلاع على
الأدبيات المصاغة على يد الفريق الحكومي: التقرير الوطني والرد على قائمة الأسئلة
المقدمة من قبل لجنة الاتفاقية والطروحات والردود المقدمة على الأسئلة الجديدة المطروحة
في الجلسة السبعين المنعقدة مع لجنة الاتفاقية في مقر الأمم المتحدة في «جنيف». جميع
الملاحظات التي طرحها المجتمع المدني جديّة وحقيقية وتحليلية ومعرفيّة.
أذكر أن وفود المجتمع المدني إلى الاجتماع مع لجنة الاتفاقية ذهبت وهي محمَّلة
بالمخاوف والقلق، بسبب احتباس الإرادة السياسية كما اُخْتُبِرتْ في اجتماع المجلس الوطني
الفلسطيني (نيسان- أيار 2018)، والامتناع عن تنفيذ قرارات المجلس المركزي المتخذة
في اجتماعاته المنعقدة في عامي 2015 و 2018، تلك القرارات المعززة لمشاركة المرأة
القاضية بتخصيص مقاعد للمرأة في جميع بُنى ومؤسسات الدولة بنسبة 30% من المقاعد.
أضاع المجلس فرصة نظامية مُتاحة لوْ توفرت المصداقية، واختتم الاجتماع دون وضع
الصيغة لتجسيد القرار. في النتيجة، احتقان وفجوة وأزمة ثقة بين المؤسسات النسوية
والطبقة السياسية.
عُقد أكثر من اجتماع مع لجنة الاتفاقية بينما الأسئلة المهمة معلَّقة على إرادة متداعية.
سؤال نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية بالاستناد إلى القانون الأساسي الفلسطيني المُعدل.
سؤال التوجه نحو المواءمة بموجب الانضمام للاتفاقية والمرجعيات المحلية ممثلة بإعلان
الاستقلال والقانون الأساسي. سؤال قرار المحكمة الدستورية (تشرين الثاني 2017) الذي
قررت بموجبه "سموّ الاتفاقيّات الدولية على التشريعات المحلية بما يتواءم مع الهوية
الوطنية والدينية والثقافية للشعب العربي الفلسطيني."
في الجلسة السبعين؛ سمعنا بعض الإجابات على الأسئلة المبدئية التي تلخص نوايا الجهة
الرسمية، إجابات أعادتنا إلى الحالة المتشكلة ما قبل الانضمام الفلسطيني المُمَيَّز إلى
الاتفاقية دون تحفظ. سابقة عربية جديدة من نوعها في حساب البيدر بينما تتكشف الحقيقة
بعد زوال القشرة اللامعة مخلفة بقاء المحتوى على حاله.
الردود التي تقدم بها الفريق الحكومي لم تكن وليدة اللحظة، أكدت التخوفات من أن
التوقيع لم يتعدَّ كونه توقيعاً سياسياً مع جملة من الاتفاقيات والمعاهدات. وهي الردود التي
تخلخل أساس الاتفاقية، وتهزّ بشدة ركائزها وحجر رحاها ممثلاً بالمساواة دون انتقاص.
ولغايات الاقتراب من الواقع كما هو البعيد عن الانطباعات نطرح ما سمعناه في الاجتماع
مع الفريق الحكومي بحضور صامت للمجتمع المدني:
أولاً: قالوا إن الاتفاقية لن يتم نشرها إلا بعد استكمال عملية مواءمة. عدم النشر يلغي
التزامات الدولة تجاه التوقيع والمصادقة وفق القانون الأساسي. يحول الانضمام إلى شبح
يمكن أن يحضر شكلاً في الخطاب ويختفي فعلياً في الجوهر. استخدام الاتفاقية شبيه
بالملابس التي يتم ارتداؤها على وجْهَيْها، التجمل بأحد الوجهين أمام المجتمع الدولي،
وطمأنة الاتجاهات السلفية المحلية ونيل الرضا في الوجه الآخر.
ثانياً: قالوا إنه لن يتم التعامل مع مبدأ المساواة، بل سيتم إدماجه في عملية المواءمة دون
ذكر المصطلح بالاسم! بما يعني إبقاء التمييز ضد المرأة وضَرْب أساس الاتفاقية
وجوهرها ومحتواها بدءاً من عنوانها: مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة..؟!
ثالثاً: قيل إن الحكومة طلبت رأياً تفسيرياً لقرار المحكمة الدستورية حول قرار المحكمة
الدستورية واشتراطها اتفاق عملية المواءمة مع الهوية المحلية. تم تجاهل السجال الجاري
في فلسطين حول قانونية قرار المحكمة المتهم بمعارضة القانون الأساسي وصلاحيات
المحكمة. علاوة على أن القرار بحد ذاته يُعَدُّ بمثابة تحفظ عام على الاتفاقية وعلى
مقاصدها الحقوقية، بل يندرج في إطار التجزئة وانتقائية التعامل المزدوج مع الاتفاقيات
الدولية.
ما سبق غيض من فيض من ملاحظات المجتمع المدني على أدبيات الحكومة وردودها.
وفي التفاصيل حيث تختبئ الشياطين يوجد ما يُقال. لكن لا يمكن إغفال أن النقاش
والسجال صِحّي، لكنه حوار عن بُعْد؛ يفتقد إلى القنوات المنظمة بما يوصل السياق الداخلي
إلى حالة مشحونة بالاصطفاف والاحتقان والشخصنة الضّارة. والأسوأ انه يفتعل التصادم
بين المرجعيات دونما سبب إلا تعالي أطراف المصلحة على الواقع.
بعد عامين سنكون على موعد جديد مع تقرير جديد، يرصد التقدم المُحْرز المحدد ضمن
المؤشرات المهنية يُجيب على توصيات اللجنة وملاحظاتها المنبثقة على أثر اجتماع
«جنيف». وبقناعتي، حَرِيٌ بالمعنيين في المستوى الرسمي الذهاب الى النقاش مع المجتمع
المدني لتحديد اتجاه البوصلة، وقف التصادم بين المرجعيات التي تتمتع جميعاً بالمقاصد
والمبادئ الحقوقية: الكرامة والعدالة والمساواة للجميع..هذا ما تنادي به نساء البلد وأن
يمثل أمام لجنة الاتفاقية المؤسسة السياسية التنفيذية والتشريعية والمؤسسة الدينية، القابضين
على بالقرار.
نميمة البلد: والمسكوت عنه في الوطني... المرأة وفشل المجلس الوطني
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم جهاد حرب
(1) فشل المجلس الوطني
فشل المجلس الوطني مرتان، الأولى قبل أن تنفض جلساته وقبل قراءة وإعلان بيانه الختامي في التعاطي مع قرارات المجلس المركزي الخاصة بالكوتا النسوية، بضمان تمثيل المرأة بما لا يقل عن 30% في جميع مؤسسات منظمة التحرير ودولة فلسطين، وابقاءه في حالة "التوهان" بترحيله الى وضع اليات التنفيذ، وكأن قرار المجلس المركزي يحتاج الى اليات لا يستطيع وضعها المجلس الوطني أو أن قمة الهرم في منظمة التحرير غير مواتية لوجود النساء.
والثانية لعدم قدرته تنفيذ قراره سواء في تضمين البيان الختامي للفقرة التي تم إقرارها والمتعلقة بصرف رواتب موظفي قطاع غزة "فورا" أو قرار الرئيس المعلن في الجلسة الختامية. وهنا الفشل سياسي أكثر منه اجرائي بحيث لا يتم التعامل مع المجلس الوطني باعتباره السلطة التشريعية الأعلى للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجه من قبل السلطة الحاكمة. وهي تعيد الأحجيات السابقة المتمثلة "مَنْ مرجعية مَنْ المنظمة أم السلطة".
(2) المسكوت عنه في المجلس الوطني
صدر البيان الختامي للمجلس الوطني صباح الجمعة الفارطة دون ذكر للنقاشات او السجال المتعلق بتوسع صلاحيات المجلس المركزي الفلسطيني بحيث يتولى جميع مسؤوليات المجلس الوطني الفلسطيني أي أن يصبح بديلا عن المجلس الوطني لتكريس مقولة أن هذا آخر مجلس الوطني، أو مدة ولايته أو توسيع صلاحياته ليحل محل المجلس التشريعي، وفي ظني أن البعض لا يعلم ان المجلس المركزي يتولى جميع الصلاحيات بين دورتي انعقاد المجلس الوطني، بقرار من المجلس الوطني في دورته السابعة عشر المنعقدة في العام 1984، باستثناء الصلاحيات الخاصة بانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية وتعديل النظام الأساسي والميثاق الوطني، وإلغاء قرارات المجلس الوطني.
تبنى البيان الختامي للمجلس الوطني قرارات المجلس المركزي الصادرة في العام 2015 وكذلك في منتصف شهر كانون ثاني/ يناير من ذها العام. لكن دون تقديم آلية واضحة أو تحديد آجال محددة. الامر الذي يبعث على الدهشة إذ لم تنفذ اللجنة التنفيذية السابقة قرارات المجلس المركزي آنذاك! فهل لها أن تنفذ اللجنة التنفيذية الجديدة هذه القرارات؟ في حين أن البنية والتركيبة السياسية للجنة الجديدة لم يحدث فيها تغييرا جوهريا كما أن المجلس الوطني لم يحدث الانعطافة السياسية أو التغيير في المسار السياسي.
النقاش الذي جرى على ارتفاع متوسط عمر أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة في المقال الأسبوع الذي جاء تحت عنوان "68 سنة متوسط اعمار أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة"؛ بكل تأكيد المسألة ليست بالسنوات ذاتها لكن بما تحمله من تبعات، فكما ذهبت إليه الصديقة المقدسية غادة الزغير في تعليقها، "أن هناك علاقة طردية بين السن والاستعداد للتغيير "أو المخاطرة" وكلما ارتفع العمر كلما مال الشخص نحو المحافظة على ما هو قائم وطلب الستر والمشي جنب الحيط تحت مسمى الحكمة، وكذلك المحافظة على الامتيازات التي يتمتع بها" وهي طبيعة بشرية في علاقة الكبار في العمر ليس فقط في الحياة العامة بل في الحياة الخاصة.
ملاحظة: ورد خطأ في مقال الأسبوع الماضي أن 27% من أعضاء اللجنة التنفيذية هم من اللاجئين فيما ان النسبة هي 40%. وفي كل الأحوال فإن القراءة المقدمة في المقال الفارط تفتح الافاق لقراءة معمقة لتركيبة أعضاء اللجنة التنفيذية ليس فقط اللجنتين الأخيرتين بل لجميع اللجان التي تم اختيارها لقيادة الشعب الفلسطيني لفهم التحولات السيسولوجية في إحدى أهم مؤسسات النخبة السياسية الفلسطينية.
اليكم عدد العاطلين عن العمل في الضفة وغزة
تاريخ النشر: 2018/5/2
بقلم وكالة معا الاخبارية
أفاد الجهاز المركزي للإحصاء بأن عدد العاطلين عن العمل في 2017 بلغ حوالي 364 ألف شخص، بواقع 146 ألفا في الضفة الغربية، و218 ألفاً في قطاع غزة، وبلغ معدل البطالة في فلسطين 27.7% في العام 2017، وما يزال التفاوت كبيرا في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ في قطاع غزة 43.9%، مقابل 17.9% في الضفة الغربية.
ونوه في بيان استعرض خلاله الواقع العمالي في فلسطين 2017، عشية الأول من أيار، عيد العمال العالمي، إلى أن الارتفاع في معدلات البطالة للنساء أكثر منه للرجال مع زيادة هذه الفجوة في الأعوام الأخيرة، حيث بلغ المعدل للذكور 22.5% في العام 2017، بينما بلغ معدل البطالة للإناث 47.8% للعام ذاته.
وجاء في البيان:
مشاركة الرجال في القوى العاملة حوالي 4 أضعاف مشاركة النساء
بينت النتائج بأن نسبة القوى العاملة المشاركة في فلسطين للأفراد 15 سنة فأكثر بلغت 45.3% في العام 2017، ومن الواضح أن الفجوة في المشاركة في القوى العاملة بين الذكور والإناث ما زالت كبيرة، حيث بلغت نسبة مشاركة الذكور 70.9%، مقابل 19.0% للإناث في العام 2017، وبلغت نسبة المشاركة في القوى العاملة في الضفة الغربية 45.3% مقابل 45.1% في قطاع غزة.
666 ألف عامل مستخدمون بأجر
يقدر عدد الفلسطينيين المستخدمين بأجر من فلسطين 666 ألف عامل، بواقع 333 ألف عامل يعملون في الضفة الغربية و221 ألف عامل يعملون في قطاع غزة و92 ألف عامل يعملون في إسرائيل و20 ألف يعملون في المستوطنات. بينما بلغ عدد المستخدمين بأجر في القطاع الخاص 351 ألف عامل من فلسطين؛ بواقع 231 ألف عامل من الضفة الغربية، و120 ألف عامل من قطاع غزة.
القطاع الخاص هو القطاع الأكثر تشغيلاً في فلسطين
52.7% من المستخدمين بأجر في العام 2017 يعملون في القطاع الخاص، بينما بلغت نسبة المستخدمين بأجر في اسرائيل والمستوطنات 16.8%، في حين بلغت النسبة للقطاع العام 30.5% في العام 2017.
أكثر من نصف المستخدمين بأجر يعملون في القطاع الخاص بواقع 52.0% في الضفة الغربية و54.3% في قطاع غزة مقابل 22.9% يعملون في القطاع العام في الضفة الغربية و45.7% في قطاع غزة، في حين 25.1% من المستخدمين بأجر في الضفة الغربية يعملون في إسرائيل والمستوطنات.
حوالي ربع المستخدمين بأجر في القطاع الخاص يعملون في مهن فنية ومتخصصة بلغت نسبة المستخدمين بأجر في القطاع الخاص الذين يعملون في مهنة الفنيين والمتخصصين 23.6% من فلسطين؛ 14.4% للذكور مقابل 67.6% للاناث. في حين بلغت النسبة للمستخدمين العاملين في الحرف وما اليها من المهن 17.0%؛ 20.0% للذكور مقابل 2.3% للاناث.
معدلات أجور حقيقية متدنية في القطاع الخاص
بلغ معدل الأجر اليومي الحقيقي (سنة الأساس= 2010) للمستخدمين بأجر في القطاع الخاص في فلسطين حوالي 71 شيقل في العام 2017 ، حيث بلغ الأجر الحقيقي في قطاع غزة حوالي 44 شيقل، بالمقابل بلغ الأجر الحقيقي حوالي 84 شيقل في الضفة الغربية (لا يشمل العاملين في اسرائيل والمستوطنات).
سجل قطاع النقل والتخزين والاتصالات أعلى معدلات للأجور اليومية الحقيقية في القطاع الخاص في الضفة الغربية بمعدل 106 شيقل، يليه قطاع البناء والتشييد بواقع 96 شيقل، أما في قطاع غزة فقد سجل قطاع الخدمات أعلى معدلات للأجور اليومية الحقيقية في القطاع الخاص بمعدل 71 شيقل، يليه قطاع البناء والتشييد بمعدل 42 شيقل. بينما سجل قطاع الزراعة أدنى معدل أجر يومي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بواقع 65 شيقل و24 شيقل على التوالي.
حوالي 36% من المستخدمين بأجر في القطاع الخاص يتقاضون أجراً شهرياً أقل من الحد الأدنى للأجر (1,450 شيقل) في فلسطين
16.2% من المستخدمين بأجر في القطاع الخاص في الضفة الغربية يتقاضون أجراً شهرياً أقل من الحد الأدنى للأجر أي 37,500 مستخدم بأجر وبمعدل أجر شهري قدره 1,079 شيقلاً في العام 2017.
أما في قطاع غزة فقد بلغت النسبة 74.0% أي 88,800 مستخدم بأجر وبمعدل أجر شهري قدره 731 شيقلاً.
في سياق متصل، بلغ معدل ساعات العمل الأسبوعية للمستخدمين بأجر حوالي 42 ساعة عمل؛ 40 ساعة للمستخدمين بأجر في القطاع العام و43 ساعة في القطاع الخاص خلال نفس العام.
حوالي خمس المستخدمين بأجر في القطاع الخاص يحصلون على تمويل التقاعد 21.8% من المستخدمين بأجر في القطاع الخاص يحصلون على تمويل التقاعد أو مكافأة نهاية الخدمة، و21.8% يحصلون على إجازات سنوية مدفوعة الأجر، و21.0% يحصلون على إجازات مرضية مدفوعة الأجر، و35% من النساء العاملات بأجر يحصلن على إجازة أمومة مدفوعة الأجر.
أكثر من ربع المستخدمين بأجر في القطاع الخاص يعملون بموجب عقود عمل 25.4% من المستخدمين بأجر في القطاع الخاص يعملون بموجب عقد عمل في فلسطين؛ 26.2% في الضفة الغربية و23.9% في قطاع غزة في العام 2017.
حوالي خمس المستخدمين بأجر في القطاع الخاص منتسبين لنقابات عمالية/ مهنية 17.4% من المستخدمين بأجر منتسبين الى نقابات عمالية/ مهنية في فلسطين؛ 12.4% في الضفة الغربية و29.6% في قطاع غزة في العام 2017.
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131