* لقد خرج الجيش " الإسرائيلي " منهزما ومحطما نفسيا من حرب لبنان ، فكيف يُعَول عليه في إدارة عملية عسكرية كبيرة مثل اجتياح قطاع غزة ، فالأمر يَنضوي عليه خطورة كبيرة و خسارة فادحة قد يتكبدها الجيش في اجتياحه الواسع لقطاع غزة .. أما المقاومة الفلسطينية فمن البديهي ألا تَقف عاجزة أمام هذه التهديدات باجتياح قطاع غزة ، و لديها الكثير من الخبرات في صد الإجتياحات " الإسرائيلية "، فضلا عن التطويرات الحديثة التي تدخلها المقاومة الفلسطينية على أسلحتها وصواريخها ، فالعواقب ستكون وخيمة على العدو في حال نفذ تهديداته باجتياح القطاع وقد يَتكبد في هذه المرة خسائرة كبيرة لم يتكبدها من قبل ،وفي نهاية المطاف سيخرج من القطاع هاربا يَجر أذيال الهزيمة والعار .. * أما الواقع في الدولة العبرية في هذه الأيام فهو مختلف فالدولة تعيش أزمات كبيرة ، لا تُمكنها من تنفيذ عملية واسعة في قطاع غزة ، أهم الأزمات ملفات الفساد والتدهور الداخلي التي تَغرق فيها الدولة العبرية ، فالتدهور الكبير قد لا يُساعد هذه الدولة في اختراق حصون قطاع غزة وتنفيذ عملية الاجتياح المعلن عنها ، فيما تعج ملفات الفساد التي قد تعصف بالدولة العبرية مكاتب القضاء " الإسرائيلي " ، ومن هذه الملفات ، ملفات متعلقة بقضايا الاغتصاب و قضايا التحرش الجنسي والتي تحوم حول رأس الهرم في الدولة العبرية ، و ملفات أخرى تدور حول رئيس الحكومة أيهود اولمرت تتمثل في قضايا فساد بيع نواة السيطرة في بنك الوطني " ليئومي " عندما كان وزيرا للمالية عام 1995، حيث تتمثل الفضيحة في شبهات تدور حول اولمرت في تمكين اثنين من أصدقائه من شراء الحصة المقررة من أسهم البنك ، فضلا عن قضايا التعيينات السياسية في سلطة المهن الصغيرة و قضية الجزيرة اليونانية التي لم تفتح ملفاتها بعد وعدد من القضايا الجنائية ... وقضايا الفساد في الدولة العبرية والمشكلات الكبرى التي تواجهها الدولة قد لا تسعفها في تحقيق أهدافها ويجعلها في مهب الريح أمام أية عاصفة قوية تدك أركانها ، فعملية عسكرية واسعة في غزة تحتاج إلى عنصرين هامين تفتقدهما الحكومة الإسرائيلية أولهما جيش قوي وليس مهزوم ومخلل البنية وثانيهما حكومة سياسية قوية وليست ضعيفة ويعتريها القصور ، فيما تنهش ملفات وقضايا الفساد من لحمها الأمر الذي يجعل منها حكومة ضعيفة ولا تقوى على مجابهة التحديات الكبرى ، ويجعل من عملية اجتياح قطاع غزة أمرا ليس بالبسيط ومخاطرة كبرى على الجيش .. والحديث عن الفساد وملفاته في الدولة العبرية لا ينتهي ، فالفساد منتشر في جسد الدولة العبرية كانتشار السرطان في الجسد السقيم ، فضلا عن الإحصائيات اليومية التي تُصدرها المراكز " الإسرائيلية " حول التردي الحاصل في بُنية المجتمع الصهيوني والجرائم الداخلية التي تعج فيه ، فضلاً عن ارتفاع نسبة المهاجرين من " إسرائيل " إلى الدول الأوربية وغيرها الأمر الذي بات يُشكل خطراً واضحاً على الكيان الغاصب ويهدد وجوده ومستقبله .. أما الشباب والنشء في الدولة العبرية الذين يُمثلون مستقبل الكيان الغاصب ، فالأرقام والإحصائيات تتحدث عن التدهور كبير حاصل في هذه الفئات ، من انتشار الجرائم والسرقات والمخدرات والمسكرات ، فضلا عن الضياع والتيه الذي يحياه الشباب الصهيوني في دولة لا تعيره أدنى الاهتمام ، حيث يحيا جهاز التعليم " الإسرائيلي " أزمات حقيقية كشفت عنها تقارير الكنيست الأخيرة ، حيث اظهر احد التقارير أن أما المدارس الصهيونية تعيش أزمة متفاقمة ، و أن ما نسبته 50% من طلاب المدارس الثانوية في القدس يَتسربون من الدراسة بسبب سياسية الحكومة تجاه جهاز التعليم والإهمال المتراكم له فضلاً عن النقص الحاد في الغُرف الدراسية والمشاكل التي يواجهها جهاز التعليم " الإسرائيلي " بسبب تركيز الحكومة على دعم جهاز الجيش في حروبه الفاشلة والتي تستنزف موارد الدولة العبرية وتهدد بزوالها .. هذا المعطيات وغيرها من الحقائق والقضايا التي تعج بها الدولة العبرية ، تَجعلها في موقف لا يقوى على المجابهات العسكرية الكبرى ، وذلك لأن المجابهات تُنهك هذه الدولة وتَكشف عن سوء إدارتها للأمور وتستنزف من طاقاتها ، لذا فإن التهديدات الإسرائيلية التي تُطلق بين الفينة والأخرى ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي والدعاية الكاذبة ... و يرى المراقبون العسكريون أن اجتياح واسع لقطاع غزة أمر ليس بالسهل والبسيط بالنسبة للجيش الإسرائيلي ولا سيما بعد الإخفاق والفشل الذي حققه الجيش في الحرب على لبنان ، أما هذه التهديدات الفاشية فهي تُطلق بهدف جس نبض الشارع الفلسطيني و الضغط على الحكومة الفلسطينية بهدف دفعها على التنازل عن الثوابت والاعتراف بدولة الكيان .. * لقد اثبت الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة قدرتهم العالية على الصمود ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية ، فالحصار يدك غزة والضفة دكا .. بهدف كسر إرادة وعزيمة الشعب وحكومته ولكن هذه الإرادة الصلبة والعزيمة القوية ستبقى الصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات وكافة التهديدات الصهيونية ، فيوميا بعد يوم يُثبت الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة القدرة على تجاوز كافة المحن و الصمود والاستمرار في وجه التحديات ، فمثل هذه التهديدات لن تُخضع الشعب ولن تذله وسيقوى على مجابهتا ،وستقابل التهديدات الإسرائيلية باجتياح قطاع غزة بصمود وبسالة من قبل الشعب الفلسطيني وحكومته ، وسيُكبد الجيش الصهيوني الخسائر الكبرى في حال اجتياح القطاع ... - مفتاح 1/11/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|