مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


2-2)

"إن المؤتمر النسائي الشرقي لم يخدم القضية العربية سياسياً وإنسانياً فقط؛ بل خدم القضية النسائية أيضا،ً لأنه جاء فوزاً لا ينكر للآراء الحديثة على الخزعبلات العتيقة"

سيزا نبراوي نجيب

من اللافت للنظر، عند قراءة أوراق المؤتمر، ومتابعة تنظيم جلساته؛ تميّز الوفد الفلسطيني، في عدده وفاعليته؛ إذ شارك الوفد الفلسطيني في الجانب التنظيمي والإداري، إلى جانب مشاركته في النقاشات السياسية، وتقديم التوصيات؛ فمن وكيلة للرئيسة: "زليخة الشهابي"، إلى أعمال السكرتاريا: "عقيلة شكري ديب"، إلى السكرتاريا المساعدة: "متيل مغنم مغنم" و"ميمنة القسام" و"ريا القاسم"، إلى المراقبات: "ملك حمدي حلاوة"، إلى مكتب استعلامات المؤتمر: "متيل مغنم".

ولدى نتتبع كلمات الوفد الفلسطيني التي قيلت في المؤتمر؛ يلفت نظرنا: الوعي المبكر لأهمية النضال الفلسطيني للعروبة والإسلام، والربط بين القضايا المحلية والعالمية، والدعوة إلى استقلالية قرار النساء السياسي عن قرارات الرجال السياسية، والتأكيد على قيمة العمل النسوي العربي المشترك.

وجَّهت "عقيلة شكري ديب" نظر المؤتمر، إلى أن العرب في فلسطين "لا يدافعون عن وطنهم ولا يذودون عن بلادهم فحسب؛ وإنما يدافعون عن تاريخكم ومخلفاتكم وعن كرامة العروبة وشرف الإسلام". ودعت إلى استقلالية قرارات المؤتمر: "نحن هنا غير متقيدات في قراراتنا بما يتقيد به رجالنا الرسميون من مراعاة لقواعد المجاملات الديبلوماسية؛ بل نحن أحرار من كل قيد بحيث نستطيع أن نصوّر شعور الأمة العربية أصدق تصوير، وبحيث نستطيع أن نتخذ من القرارات ما يكون تعبيراً صحيحاً عن ميولها ورغباتها، وما تعتزم أن تقوم به لنصرة هذه القضية العادلة".

وذكَّرت "وحيدة حسين الخالدي" المؤتمِرات بارتباط قضية فلسطين بالعالم: "اسمحوا لي أن أذكِّر أن قضية فلسطين قد خرجت عن كونها قضية محلية وأصبحت قضية عالمية، واذكرن أن العالم الآن ينظر إلى المرأة العربية نظرة الناقد البصير، فبرهنَّ على أن الأقطار العربية قادرة أن تقف صفاً واحداً وجسماً واحداً، وأفهمنه أن فلسطين ملك لكلّ عربيّ في مشارق الأرض ومغاربها، وأنها إن هانت لدى عدوّها وان احتقرها لصغرها؛ فإنها ليست كذلك لدى العرب في الأقطار العربية".

وتحدثت "طرب عبد الهادي" عن قيمة تضامن النساء والعمل العربي المشترك، حيث شكَّل المؤتمر "فاتحة عهد جديد لتضامن نساء الأقطار العربية والإسلامية، وتوحيد جهودهن على الظلم الصارخ، في سبيل الدفاع عن الحريات المهضومة. وللسيدات العربيات كل الشرف في أن يكون أول مظاهر تضامنهن: الدفاع عن فلسطين المعذبة، والصيحة في وجه ظالميها، وتخفيف ويلاتها، وتضميد جراحها".

وأكَّدت "نبيهة ناصر" على الوحدة العربية: "لا حياة لأهل فلسطين إلا كجزء من الأمة العربية المتحدة"، وربطت بين الحرية السياسية والوحدة الاقتصادية والثقافية: "الواجب الأولى هو السعي المتواصل لاستعادة الحرية السياسية، في كلّ بلد من البلدان العربية، وجميع الجهود في كافة الأقاليم يجب أن تتوجّه متضافرة نحو هذه الغاية. ويجب علينا أن نضع أساس الوحدة العامة بتشييد وحدة اقتصادية وثقافية بأسرع ما يمكننا من الزمن، وبدون أن ننتظر نضوج الوحدة السياسية".

أما ميمنة عزّ الدين القسام، فقد غلبها التأثر، وهي تلقي كلمتها؛ لكنها وبعد أن تماسكت؛ استعادت رباطة جأشها، وثمَّنت عمل المرأة العربية، وجعلته شرطاً لتحقيق النصر: "أدعو أن تكون كل سيدة منهن في بلدها مبشرة لقضية فلسطين، وإذا عملت المرأة العربية في أقطارها، ولا سيما في مصر موئل العربية، وبلد النخوة، وموطن هدى شعراوي، فالله بنصره كفيل ولحقنا ضمين".

*******

شكل مؤتمر "نساء الشرق للدفاع عن فلسطين" (15- 18 تشرين الأول 1938م)، علامة مضيئة في تاريخ نضال المرأة العربية؛ إذ أثبتت المرأة العربية قدرتها على التنظيم والتعبئة المستقلين، وبدلاً من الجلوس في المقاعد الخلفية؛ جلست النساء في المقاعد الأمامية، وأعددن للرجال مكاناً خاصاً في شرفات قاعة الاجتماع، كما خصصن مكاناً للصحافة.

كان المؤتمر هو الأول من نوعه؛ الأمر الذي جعل الصحافة تعتبره بداية عهد جديد في تاريخ تحرّر النساء الشرقيات، حيث لا رقيب أو مراقب أو مرافق، سوى الذات الواعية المستقلة: "يعتبر اليوم الذي وفدت فيه على مصر مندوبات الأقطار الشرقية المساهمة في المؤتمر؛ بدء تاريخ اجتماعي شرقي جديد. فهو أول يوم يعرفه الشرق العربي، سافرت فيه من نسائه زوجات وفتيات منفردات بأنفسهن غير محميات بأغوات ولا حراس ولا أتباع، كما كان يتبع من قبل. وهو أول يوم يعرفه الشرق العربي سافرت فيه من نسائه نساء سافرات متعلمات متوقدات حمية وطنية لا للسياحة، ولا للهو، ولكن لأداء أقدس خدمة وطنية. هذه إذن رسالة الجيل النسوي الحديث، وهذه إذن بداية تاريخ لنهضة الشرق العربي الاجتماعية".

*******

إذا كان المؤتمر النسائي الشرقي، قد عقد العام 1938، استجابة لتردي الوضع الفلسطيني السياسي؛ الأمر الذي استلزم حشد طاقات المرأة وإمكاناتها، فماذا عن الاستجابة لتردي الوضع السياسي الفلسطيني، العام 2006، والحاجة الماسة إلى طاقات المرأة وإمكانياتها؟

وإذا كان المؤتمر قد خدم قضية المرأة النسائية، وانتصر للآراء الحديثة على الخزعبلات، فماذا عن تقهقر قضية المرأة اليوم، وعودة بعض الخزعبلات العتيقة إلى الصدارة؟

كيف يمكن أن نعيد قضية المرأة إلى مكانها الصحيح، ونبني على إنجازات النساء بدلاً من أن نهدرها؟

أكدت زعيمة النهضة النسائية، هدى شعراوي، على ارتباط نهضة الأمة بنهضة المرأة، من خلال حديثها لأحد الصحفيين الفلسطينيين: "لا يمكن أن تنهض أمة ونصف أهليها معطل مما يجب أن يكون عليه الإنسان المسئول"، فماذا تقول زعيمات النساء وممثلات تنظيماتهن وأطرهن اليوم؟ كيف تربطن بين الوضعين السياسي والاجتماعي المترديين؟

faihaab@p-ol.com - مفتاح 7/11/2006 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required