دائما ما يكون القتلى منا.. وكثيرا ما تبكي أمهاتنا ونساءنا على فقدان قرة أعينهن أو بعولهن، ولهذا لابد أن نسأل سؤال برئ.. إلى متى هذا الذبح والدمار بحقنا كفلسطينيين في وقت لم يحرك العالم ساكنا إزاء ما يحدث لنا من مجازر وتدمير.. ويتعبه سؤال برئ آخر، أما إن لفصائلنا أن تقف جادة أمام مسؤولياتها تجاه المواطنين الفلسطينيين، وأن تضع خطة للحيلولة دون التوغلات المتلاحقة لمدننا وقرانا..؟ ندرك تماما أننا أمام معضلة صعبة المنال ولكن إذا ما كنا واقعيين، فعلينا إن نوقفها بأي ثمن طالما كانت خسارتنا أكبر بكثير من خسارة الاحتلال الإسرائيلي، ولهذا فعجزنا حتى اللحظة في إنهاء مشكلة الحكومة الوطنية المقبلة دليل ضعفنا الواضح في بلورة أفكار ورؤى تنم عن عقلية فلسطينية سياسية، فما بالنا لو بدأنا مشوار المفاوضات حول الحل النهائي وترجمة الثوابت الوطنية التي من اجلها استشهد أبو عمار وأحمد ياسين والشقاقي وأبو علي مصطفى وغيرهم الكثيرين من قادة العمل الوطني والإسلامي في فلسطين. لقد تعودنا جميعا كشعب فلسطيني على تحمل صور المجازر الإسرائيلية بحقنا، وباتت مقلتانا جافة أمام مشاهد القتل والذبح بحق أطفالنا، وصار الموت عندنا شيء طبيعي ومطلب جماهيري، ما دام الموت أهون علينا من اختلاف فصائلنا وقادتنا على كراسي سلطة وهمية، أشك أن ترى النور في السنين المقبلة على أقل تقدير. الموت ونحن أصدقاء.. فكيف لنا أن نكره صديقنا المدلل والمحبب إلينا والى قلوبنا، ومثلما يقول الكثيرين أننا لا بد من اختيار طريقة موتنا لطالما هو آت لا محال.. صرنا نتذكر المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت فوق أراضينا بالخير والذكريات السعيدة، ذلك لأنها كانت في فترة التلاحم الفلسطيني الداخلي والخندق الواحد الذي يقف فيه كافة الفصائل الفلسطينية دون تردد أو حتى التفكير بأي حزب أنا أتخندق معه.. ذكريات جميلة عندما كانت المجموعات الفلسطينية المقاومة تجلس وتناقش وتتفق ليس على تشكيل حكومة وحدة وطنية أو على آلية عمل حكومة فلسطينية أو توزيع المناصب الوزارية بحسب الجهد والعمل العسكري.. وإنما كانت تتفق وتشرع دوما في عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي. هكذا كانت الأذرع العسكرية دوما تقود التلاحم الفلسطيني وتصل بالشعب إلى بر الأمان على الرغم من بعض التجاوزات الهفوية التي كانت تحصل بين الحين والآخر، بينما فصائلنا السياسية فهي منغمسة حتى أخمس قدميها في انتزاع الصلاحيات وفرض القوة والهيمنة على الفصيل الآخر... سؤال برئ جدا، مَن مِن قادتنا يستطيع أن ينتقل من غزة إلى الضفة الغربية أو العكس دون إذن من الاحتلال الإسرائيلي...؟ والجواب طبعا معروف لطفلتي فرح التي لم تتجاوز العامين، ولماذا إذن هذا العناد الفكري والسياسي لطالما نحن ضعفاء إلى هذا الحد...! لقد سئم شعبنا وشارعنا الفلسطيني من كل المناكفات الداخلية التي أوصلتنا إلى حافة الهاوية إن لم تكن أدخلتنا في توابيت الموت صديقنا الحبيب.. وسئمنا كل سياسيينا الذين يلعبون بنا كرة قدم تتقاذفنا رياح الحقد. اتقوا الله فينا أو في أطفالنا أو أمهاتنا يا فصائلنا الغير عزيزة على قلوبنا.. أما الموت، فأنت مرحباً بك في كل وقت دون استئذان من أحد، فرائحة الدبابات الإسرائيلية التي تجلبك يا موت، أهون من الموت القادم من الأهل والأحبة. Yousefsadek2004@hotmail.com - مفتاح 21/11/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|