تناقشت وتحاورت مع العديد من الأخوة والزملاء الذين اختلفت معهم ، وفي إجابة علي أحد الأسئلة لأخ اختلفت معه في الطرح السياسي بموضوع حكومة الوحدة الوطنية ، فكان ردي عليه بأنه لن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ولن يكتب لها النجاح ورؤية النور للعديد من الأسباب منها التاريخي ،ومنها يعود للظرف السياسي الحالي ، ومنها قناعات بعض القوي بمبدأ الشراكة الوطنية ، ولنعود ونفكر معا فهل يمكن لبعض القوي التي رفضت هذا المبدأ بكل صوره وتجلياته وأشكاله أن تقتنع فجأة بهذا المبدأ ، فمن رفضه وهو ضعيف لا يقبله وهو قوي ، فمن رفض مبدأ الشراكة في القيادة الوطنية الموحدة التي قادت انتفاضة 1987 ، ومن رفض منظمة التحرير ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني سابقا وحاليا ، ومن رفض كل أشكال الشراكة حتي في تجمع القوي العشرة التي شكلت بدمشق لمواجهة أوسلو ولم تخرج عن الإطار الخطابي البرامجي ، لن ينزل السماء عليه فجأة ويوافق بمبدأ الشراكة الوطني . لأنه في الأساس ليس مقتنعا بها وفق أجندته السياسية . وعلي الطرف الأخر هناك بعض العناصر التي لا تريد النجاح لتشكيل حكومة وحدة وطنية لأنها تتعارض مع مصالحها وأجندتها ، وهذه العناصر لم تخفي هذه الحقيقة بل أعلنت عنها في العديد من المناسبات وبكل وضوح وصراحة . هذه التجاذبات السياسية أخضعت قضيتنا الفلسطينية لاهتزازات شبهها أحد الأخوة بما يحدث في لبنان بين قوي 14 آذار والقوي اللبنانية الأخرى ، وهي سياسة عض الأصابع فمن سيصرخ أولا؟ السياسة عالم الغموض ، دهاليزة معتمة يكتنفها السواد ، لا تخضع للعواطف ، لها العديد من الحسابات والثوابت . وعليه نشهد هوجة التصريحات التي تطل علينا يوميا عبر الفضائيات والصحف منها ما يبعث الأمل والتفاؤل ومنها ما يغلق أي بصيص أمل يتسرب لأعماقك . فماذا سيحدث في حال أعلن أبو مازن حل الحكومة وتشكيل حكومة أخري وإعلان موعد للانتخابات ؟ سببت هذه التصريحات الإرباك ، وعصرنا أدمغتنا لنجتهد كلا برؤيته لما سيحدث ، هناك من يقدر بأن نيران الفتنة ستشتعل ، وهناك من يري بأن المأزق الفلسطيني سينفرج ، وهناك من يؤكد بأن ما يحدث توافق سياسي يتم في الدهاليز بعيدا عن حرب التصريحات المتبادلة . وبكل الحالات فأنا من أكثر المتحمسين لإعلان حل هذه الحكومة ،وتشكيل حكومة جديدة ، ولكن ليس حكومة وحدة وطنية ، بل حكومة للقوي التي كانت تسيطر علي الوضع قبل الانتخابات بما إنها قائده مسيرة التسوية المزعومة ، واستثناء كل الفصائل الفلسطينية المعارضة ، لأن هذه القوي لا نحتاجها ولا نريدها في مقبرة التسويات ، بل إن شعبنا يحتاجها في خندقه ، ولتغتسل هذه القوي من الوحل الذي زجت بنفسها به من خلال الانتخابات ، هذا الشرك الذي ابتلعت طعمه ، وتذوقت علقمه ، لا نريد هذه القوي علي مقاعد السلطة ، التي هدرت دماء أبنائنا في البحث عن المصالح الحزبية . في حوار مع أحد الأخوة بحماس وإذ به يقول لي هل تريدون من حماس أن تبقي العصا التي تريدون أن تضربوا بها الاحتلال ؟ نعم نريدها العصا المتينة التي لا تنكسر أمام العدو ، وإن لم تكن العصا بوجه الاحتلال فلماذا شكلت حماس وغيرها ، ولماذا خلقت إذن ؟ نريدها هي وفصائلنا الوطنية العصا التي تهوي علي رأس العدو وعملائه . إن حل الحكومة هو قرار إنقاذ لقوي الفعل الكفاحي ، والمنصف لحركة حماس ولكل من حمل الهم الوطني ، فحل الحكومة سيحررهم من عبث الديمقراطية التي لا تمتلك سوي سلطة علي ربطات العنق ومواكب الوزراء . فأي سلطة هذه التي تبكون عليها ؟ - مفتاح 2/12/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|