مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


غيب الموت اليوم الزميل أحمد أبو حسين مدير موقع عرب 48 ، وأحد رموز التجمع الوطني الديمقراطي في فلسطين المستباحة ، لقد فاجئنا أبو حسين برحيله عن عمر يناهز ال44 عاماً ، حيث قضى معظم سنوات شبابه في ميادين النضال لأجل وطنه وشعبه وأمته ، مؤمنا بعروبة فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني بالعودة والحرية والانعتاق من سجن الاحتلال.رحل الزميل أحمد بعدما توقف قلبه عن النبض لأجل الحياة كأنه اختار الشهادة في هذا الشهر الذي شهد في مثل هذه الأيام من سنة 1987 تفجر الانتفاضة الفلسطينية الأولى.مضى زميلنا الى حيث سوف يمضي كل إنسان على وجه البسيطة .. رحل لكنه باق في الجريدة وفي قلوب محبيه رمزا للمتشبثين بأرضهم وللمنتمين لعروبتهم.

تعرفت على الراحل أبو حسين بداية الانتفاضة الثانية وعبر الكتابة في موقع عرب48 الذي كان يديره حتى قبل ساعات قليلةمع رفاقه أبناء التجمع الوطني بقيادة الدكتور عزمي بشارة. كان أبو حسين رفيقا صاحب موقف وكلمة ورأي، لم يبخل بالوقوف إلى جانب شعبه في الأوقات الصعبة والحالكة. وهذه هي طبيعة الرجال الأقوياء والأوفياء ، أن يكونوا مع شعبهم على خط التماس ، يواجهون العدو والعدوان بإيمانهم الكبير بحتمية انتصار العدالة على الإرهاب ، والحب على الإجرام ،والسلام على الاحتلال ، والأبرياء على الظالمين والأشرار.

ولد الزميل احمد أبو حسين سنة 1962في أم الفحم حيث تلقى تعليمه ليواصل فيما بعد مسيرة العلم والجهاد في سبيل المعرفة ، فتخرج من الجامعة ثم عمل وأدار مكتبا للتأمين في أم الفحم.وعرف عن الزميل احمد أبو حسين جرأته ومبدئيته ووقوفه مع شعبه وامته.حيث كان يعبر في مواقفه المكتوبة عن انتماء عربي كبير ونزعة قومية عربية محترمة. كما كتب أبو حسين المقالات والدراسات في عدد كبير من الصحف العربية ووسائل الإعلام في العالم العربي. وشارك ايضاً في جمعيات عديدة أهمها جمعية الثقافة العربية وجمعية إعلام. وكان يعتبر ناطقا غير رسمي باسم رئيس التجمع الوطني الديمقراطي عزمي بشارة، الذي قال بعد وفاة أبو حسين بقليل أن رحيل أبو حسين يعتبر : "خسارةً فادحةً للحياة الثقافية والحزبية، وله شخصيًا، "خصوصًا وأنّ المرحوم كان مُحرّكًا أساسيًا من مُحرّكات العمل الوطني الإعلامي في الداخل، في مواجهة تُرّهات وسخافات الإعلام الرخيص. وقد عُرف بعناده وصلابته وسعة ثقافته وتصديه لكل ما هو زائف ومتخلف في الحياة الثقافية والإعلامية. أما بالنسبة لعُمق المُصاب الشخصيّ لي فهذا أمر يصعب التعليق عليه أو شرحه في هذا اليوم لأني لم أستوعب الخسارة بعد ".. وأضاف بشارة: "كان أحمد قريبًا مني جدًا، وكنت أعتبره ناطقًا باسمي في عدة دول عربية، وفي الاتصالات مع الحركات الثقافية والوطنية، حيث تمتع بمكانة خاصة بين المثقفين والفنانين والأدباء، خصوصًا في مصر، الذي كان بمثابة حلقة الوصل بيننا وبين هذا البلد".

إنخرط المرحوم أبو حسين في الحركة الوطنية منذ نعومة أظفاره. ونشط سياسياً ونقابياً وإعلامياً، كما أنه كان عضوًا في حركة "أبناء البلد"، التي آمنت بعروبة فلسطين وبأن شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة هو عنوان من عناوين الصراع. عمل ابو حسين بعدما غادر حركة أبناء البلد جنبًا إلى جنب، مع د. عزمي بشارة وقياديين آخرين، في تأسيس "التجمع الوطني الديمقراطي". ومنذ اللحظة الأولى لتأسيس موقع "عرب 48"، شغل المرحوم منصب رئيس مجلس الإدارة، تطوعًا حتى يومه الأخير.

اذكر أنني في أحدى المرات احتججت على صديقنا احمد أبو حسين لأنهم في موقع عرب48 تجاهلوا مقالة لي فكان رد الصديق سريعاً حيث كاتبني معاتباً ومعتبراً أنني من أكثر الكتاب تمتعاً بالنشر في موقع عرب48 منذ انطلاقته وبداياته. وقال أيضا أنني من أهل البيت.. لم أملك يومها سوى ان أرد التحية لأحمد بأحسن منها..

اشعر اليوم بفقدان الزميل احمد أننا في الوسط الإعلامي الفلسطيني أينما كنا ،في الداخل والخارج وداخل الداخل وفي المهاجر والمنافي والشتات واللجوء ، فقدنا مناضلا إعلامياً صلباً. سوف يترك رحيله بصمته على عرب48 وعلى التجمع. لكن ثقتنا كبيرة برفاق وزملاء وأصدقاء وإخوة الراحل ، فهم اختاروا درب فلسطين العربية ، وهذا الدرب صعب وملغم ، مليء بالأشواك والحواجز والسدود والموانع. لكن بالرغم من صعوبته وموانعه وأشواكه ، فانه سيظل درب الآلام والأحلام التي عبدها الفلسطيني بدمائه وتضحياته وصمت دقات قلوب الآباء والأبناء.. انه درب الحرية والعنفوان والتحدي والمواجهة. فإما الأرض وإما الأرض لا خيار أمامكم أمامنا سوى المواصلة والتشبث بالأرض لأجل حماية الأرض والإنسان من الضياع والذوبان. ولأجل مواصلة درب احمد أبو حسين ومحمد حمزة غنايم وتوفيق زياد وراشد حسين وشهداء يوم الأرض وهبة أكتوبر .. هذا هو الوفاء لكل شهداء فلسطين .. وهذا عهدنا لك أيها الزميل المغادر.

وداعا أحمد أبو حسين ..وداعاً أيها العائد إلى الجذور تحتضنك تربة كنعان ، أرض فلسطين ..

www.sfasaf.org

* مدير موقع الصفصاف الإخباري العربي النرويجي من أوسلو - مفتاح 9/12/2006 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required