في ذلك الصباح البارد والعادي حد اللعنة، تخيل لكثير منا أن كل طفل يحمل حقيبة المدرسة انما يتجه نحو حتفه، وأن كل سيارات الوطن مزقها الرصاص وأن كل رجل في الشارع هو مسلح مجنون، انه هوس القتل. في ذلك الصباح بحثنا مع أنفسنا خيارات الخلاص، منا من التجأ الى نفسه وتكور داخلها خوفا، منا من جلس حبيس المنزل، ومنا من فكر في بلد آخر، وأخرون ربما استذكروا بألم وهلع روايات لجزائريين تصف أناسا يبحثون عن القتلة بينهم، يتوقعون الرصاصة مع كل نفس، وينشدون الخلاص، وحين يسأمون الخوف يتجهون شمالا نحو المهجر بعيدا عن رصاصة طائشة. أصبحنا نفكر بالقتلة أكثر ما نفكر بالضحية، ربما لاننا كلنا ضحايا، وربما نحصي القتلة لنقدر أعداد وشكل ضحايا اليوم التالي المحتملين. نتقمص القتلة لنجيب عن أسئلة غبية، بماذا فكر مطلق النار، بماذا شعر؟ هل رأى الاطفال في السيارة؟ هل نظر في أعينهم، هل تخيل مشاعر الام الثكلى؟ هل استذكرت القتلى ضمائرهم؟ هل قبلوا أطفالهم صباحا قبل الانطلاق في مهمة القتل؟ هل باستطاعتهم المرور من ذلك الشارع دون أن تنز الدماء من قلوبهم وضمائرهم؟ هل جربوا الفقدان؟ هل وهل وهل؟؟؟؟ وماذا عن أولئك الاطفال، هل نظروا في عيون القاتل؟ بمن استنجدوا في تلك اللحظة؟ خبرتنا الصحف أن الاجساد الممزقة تلك ودعت الرفاق في المدرسة قبل أن تحتضنها الارض، فأي مشهد علق في أذهان الزملاء؟ كيف أمضوا النهار؟ هل قدموا اختبار الاملاء الذي كان مقررا لذلك اليوم؟ وكيف فسرت لهم المعلمة القصة؟ ماذا سنقول لأبنائنا؟ ماذا سنقول للشهداء؟ كيف نعزي أنفسنا؟ كيف نهدئ من روع قلوبنا؟ حتى لا نرضى بكوننا ضحايا الصمت والهلع، وحتى لا يتخيل كل منا ابنه أو ابنته، حتى لا تتحجر ضمائرنا، حتى لا يتمكن منا رصاص الغدر يهوي على رؤسنا وقلوبنا، وحتى لا نفقد قلوبنا تليها عقولنا ثم ضمائرنا ونقول لا نعرف القتلى، لنقول لا، لنعري القتلة، لنجمع سلاحنا ونلقيه في البحر، لننبذ كل ما وصلنا اليه أو أوصلنا أبناءنا اليه، كفانا صمتا، كفانا خوفا، ليس من أجل فلسطين، ولا من أجل الحرية والاستقلال، لأجل أرواحنا، وكرمى لأبنائنا وللشهداء، وللزيتون والحياة. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|