يأتي التغني والاحتفاء بل والاحتفال بالإعلانات والمواثيق الدولية وكان الذي لا يدري من الأمر شيئا يحسب أن هذا الاحتفاء والاحتفال بها إنما يجيء في ذكرى تطبيقها وتنفيذها على ارض الواقع وبالتالي إنصاف أهل المظالم من شعوب الأرض وسكانها ، ولكن المخزي في الموضوع حقا أن هذه القرارات لا يزال يحتفي ويتم التأكيد عليها من قبل الجهة التي أصدرتها والتي لاتملك أصلا أن تصدر قرار عدالة واحد تدين فيها إرهاب وجرائم القوى المعتدية ولاسيما إسرائيل وأمريكا اللتان تنتهكان حقوق العرب والفلسطينيين وكثيرا من البشر جهارا نهارا، هذا فضلا عن الحديث بشان قدرتها على تنفيذ القرارات التي تتعلق بحقوق الشعوب سواء في فلسطيني أو لبنان أو سوريا أو غيرها.من المخزي حقا أن يتم تذكيرنا و"الفشخرة" علينا أحيانا بأن هنالك مواثيق وقرارات ومؤسسات لحقوق الإنسان وفي الوقت نفسه والعالم كله يتابع ويعرف بمأساة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال وظلمه وجبروته وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد بل إن ما يسمى بالعالم الحر والديمقراطي وعلى رأسه الولايات المتحدة والدول الأوروبية واتحادها الأوروبي اللذين شجعوا وحثوا دول المنطقة العربية وأنظمتها وبالتحديد هنا لدينا في الأراضي المحتلة على ممارسة العملية الديمقراطية من اجل أن تتخلص الشعوب على حد توصيفهم للداء من داء الكبت والضغط على الحريات وبالتالي المساهمة الفاعلة في محاربة المشروع العالمي الأخطر وهو الإرهاب الدولي، لكن تبين لنا وللأسف أن هذه الديمقراطية المرادة أمريكيا وأوروبيا هي الديمقراطية المفصلة والمعدة لامتصاص دماء وثروات العرب والمنطقة برمتها ، هي ديمقراطية الأشخاص اللذين ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل اللذين يستجيبون طواعية لكل ما تريده هاتان الدولتان ، إنها باختصار ديمقراطية الإذلال والتركيع والقبول بما يطلبه الآخرون دون منازعة أو حتى مناقشة والا فمصير الديمقراطية وأهلها جميعا إلى الجحيم والحصار والتجويع وإثارة الفتن والنزاعات الداخلية وتقزيم حقوق البشر وكراماتهم لتصبح في نهاية المطاف مطلبا يتعلق برغيف خبز لأسرة أو علبة حليب لأطفالها وهذه هي الديمقراطية التي استحثونا عليها ودفعونا إليها دفعا في فلسطين ، فالديمقراطية التي تقول نعم للتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وأسسه وثوابته هي ديمقراطية الإرهاب والإجرام بحق مشاريع أمريكا وإسرائيل الاحتلالية والاستيطانية في المنطقة وفلسطين على وجه الخصوص . للأسف الشديد فالديمقراطية وحقوق الإنسان والقرارات والاعلانات الدولية يبدو من واقع الحال انه لا قيمة عملية لها طالما أن المسيطر على المؤسسات التي تصدر باسمها قوى الاحتلال والاستعمار الغاشم، بل انه تبين بما لا يدع مجالا للشك أن حقوق الشعوب المقهورة يتم الحديث والتذكير بها وعن ضرورة إنصافها حينما تقوم هذه الشعوب بمواجهة دول الاحتلال والاستعمار وتوقع بها الخسائر من كل نوع، وحينما تجد هذه القوىان سياساتها الاحتلالية والقمعية ورطتها وأوجدتها في المأزق تخرج علينا منهم التقارير والدراسات التي تدعوا بشكل خجول ودون الحد الأدنى المطلوب لتتكلم عن ضرورة تغيير السياسات وإنصاف الشعوب في بعض حقوقها ومطالبها المشروعة، فإلى متى يا ترى تبقى قوى الاحتلال سادرة في غيها وجبروتها وتسلطها على الشعوب، هل ستبقى كذلك حتى تصل إلى درجة الخسارة والتورط الذي لا يحتمل، ثم تفطن وتدرك أن دورة التاريخ مع الحق والعدل لامع الباطل والظلم، لتقر بالتالي بحقوق الشعوب ومظالمها ولكن بعد انهار وربما بحار من دماء شعوب وأطفال ونساء وشباب جميع الأطراف من محتلين ومن وقع عليهم الاحتلال في نهاية المطاف ؟؟ * كاتب وباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان- فلسطين - مفتاح 14/12/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|