ثمة ما يدعو إلى الوضوح فيما يقع من وقائع على الأرض, فلا مجال للإصطفاف الشللي, بنصرة فريق على فريق, أو فصيل على فصيل, مادامت المحاكمة مؤجلة, بينما الجريمة مستنكرة, منذ أن بدأ تواردها تقليداً, كإرث شيطاني منقول عن خطيئة قابيل في حق أخيه هابيل, فالقتلة يبقون قتلة في أعراف السماء والأرض, الشيء الذي لا يزكي أحدهم أو يحميه, إن كان محسوباً على هذا التنظيم, أو منتمياً لذاك, فيما ليس هناك من أفق أخلاقي يقبل التبريرات أو التأويلات لما يجري من شيء يشبه إلى حد كبير المغالبة, وهذا ما يجب ألا نتحول إليه, حتى لا تكون فتنة بين الناس, الذين يقع عليهم استبداد عظيم, تسوقه أفعال ونتائج أفعال عناصر حركتي فتح وحماس, اللتين أضاعتا حق الناس في المشاركة, وأقصيتا من تفاهماتهما الحكمة والعدل والمرؤة والحياء, الذي بات كائنا معطلا, كما تشهد بذلك الفضائيات والندوات, التي تستضيف هواة نشر الغسيل . لقد ضجت الأرض والسماء, على مقتل ثلاثة أطفال في غزة, والحقيقة أن قتل الأطفال لا يحزن لكونهم أطفال فقط, فالأمر الموجع فعليا, هو وجود مجرمين يمزقون النسيج الاجتماعي للوطن, ويعبثون بأمنه السلمي, و يصيغون معادلات ثأرية غير تقليدية, قد يصبح إن طال غياب القانون, ما يحدث الآن مأسسة جديدة, لاستحداث دوائر إنتقام وإنتقام مضاد, في ممارسة لعبة القتل على طريقة الميليشيات والعصابات, مما ينذر بكارثة جدية, ندخل في حيزها دائرة التصفية الإنتقائية غير المغلقة, التي يحاول البعض التحذير منها, على أساس أنها حربا أهلية وهو ما لن يكون . إن الخوف مما يحدث الآن في غزة, قد فتح لي الباب للهذيان متحاملاً جالداً للذات في حالة إنفعالية, لأتسائل في مقالة لم تُنشر, لماذا مشهد القتل والإغتيال والتصفية لا يتم في الضفة الغربية ! فتداركني هاتف صديق كبير راداً بسؤال, ولماذا يحدث ذلك في غزة بالذات ؟ فكان رائعاً ما سمعت من تعقيب, مما يؤكد أن المسألة تقتضي حكماء, يجلسون في غزة للحل و وضع حد للتصفية المسماة بالفلتان, وتغيير قواعد اللعبة بالاتجاه السلمي, وهو ما ينبغي عمليا. يسيئنا في الغربة على بعض الفضائيات التابعة أو الموالية أو المؤججة, أن نرى فضيحتنا مدعاة سؤال استنكاري محرج, بفضل بعض المتمجدين من مدعي القيادة, الذين نشده وهم يزبدون ويرعدون, ويتوعدون ويتقصصون, ويتشدقون بالوطنية والشرعية والتاريخ والباع الطويل, وهم من الفريقين كذلك, و بين التلهف والتأفف الظاهر على الشاشات, نكتشف بحكم الدراية, أن أحدهم يحاول خداع الناس, وما يخدع غير إمرأته التي تتحفف بين عجائز الحي في دارها, أن زوجها من كبار ذوي العقول والرأي, وما رأيه إلا رأي سوء ونزاع, فيما يبدو آخر مغاليا في التفلسف والإصلاح, يلجأ إلى الرجولة, كما يلتجأ قليل العز للتكبر, وقليل الصدق لليمين, وما هو إلا صبي في فقه الإفادة والإدلاء, يؤجج المشاعر ويبعث كلامه على التأهب للجريمة. كثيراً ما تكون بعض الألسنة والأقلام, أساساً لتحريك فتن ونزاعات, وما أكثر الأقلام التي تكتب لمجرد أنه يجب أن تكتب, فتسعى بعضها إلى الأحداث الجارية, لتضعها في موازين الشخصنة والهرطقة, فترى كتاباتهم تحريضاً وتثويراً, مرةً باسم التجربة النضالية, ومرةً أخرى باسم الله, فيما الواجب على الجميع أن يقول خيراً أو لا يؤجج, بينما نستعيذ بالصمت من الكلمات, التي أحيانا قد لا تعبر عن شيء من غضب النفس - مفتاح 14/12/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|