مفتاح
2025 . السبت 7 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


وصلتني رسائل عديدة حول مقالتي الأسبوع قبل الماضي، بتاريخ: 3 كانون الأول 2006. كان محور الرسائل: الحديث عن قدرة الحكاية الهائلة على العلاج النفسي، والتركيز على أهمية جمع الحكايات، ووصف أثرها اللامحدود، في تشكيل التاريخ الفلسطيني. كما وصلتني دعوة لإطلاق حملة "من حقي أن أكتب قصتي"، على مستوى الوطن والشتات:

* "العزيزة فيحاء، شكرا لإرسالك نسخة من المقالة التي نشرتها. وأنا أقرأها تمنيت لو أنك تطرقت إلى قوة الشفاء التي تملكها القصص، وكيف نستخدمها في الصحة العقلية. هناك شائبة قصور كبيرة تلحق بالصحة العقلية، ومنبر مثل الذي تملكين، يذكر فيه كيف تساعد القصص على منح أصوات لمن تقمع أصواتهم؛ يمكن أن يكون رائعاً. ونحن نحاول أن نخلص عملنا من هذه الشائبة. كانت القراءة الممسرحة؛ محاولة لإعلاء قيمة الصوت، ولم تكن مجرد تظاهرة لرواية القصص. بالنسبة لي، وكما كان واضحاً في المداخلات المختلفة، رواية القصص لها تأثير علاجي هائل. كل الخير". ريم أبو كشك/ عمان

* "عزيزتي فيحاء، أنا ممتنة جدا لمقالتك. لقد شعرت بأنني في عالم سحريّ بعيد. لا أعرف أيا من الناس الذين تحدثت عنهم، لكن الموضوع قريب جداً إلى قلبي. في العام الماضي، عندما كنا في لقائنا العائلي، اقترحت أن نستمدّ ثروتنا من المعلومات من كبار السنّ، مثل أمّي وأمك وأم نزار وهكذا.

لسوء الحظ فإن أمي مريضة الآن، وهي في المستشفى، وقد حصلت من معلوماتها على ما لم أكن منتبهة له. عاشت عائلتها في الرملة، وكانت وسيلة المواصلات لديهم هي الباص. هل تعرفين أنه بعد هجرة 1948، جاء جميع أفراد عائلة أمي للعيش معنا حتى وجد أخوالي وظائف؟ صدقيني أنّ كلّ فلسطينيّ يملك حكايات مدهشة.

أنا سعيدة أنك وأصدقاءك تقومون بشيء تجاه ذلك. حظّاً سعيداً ويوماً أسعد".

أمل الجرف/ الولايات المتحدة الأمريكية

***** "عزيزتي فيحاء،

أحبّ جداً أن أكتب عن تجربتي، تجربة حكواتية حيفاوية في بريطانيا. بدأت الحكاية مثل كل الحكايات، من زمان زمان عندما كان والدي طفلاً صغيراً، يعيش بهناء وسعادة في قيساريا، تلك القرية الوادعة، ببحرها الرائع وأهلها الطيبين، والتي كانت من أجمل قرى فلسطين. وطبعاً مثلما يحدث دائما في الحكايات، لا يبقى الحال على ما هو: تهدمت قيساريا وتهجر أهلها في أنحاء الوطن والشتات، ولم يبقَ من قيساريا غير المفاتيح، والأغاني والحكايات، التي أبقت في القلب الذكريات، حملها والدي وحافظ عليها في رحلة هجرته داخل الوطن، مثله مثل جميع أهل البلاد، الذين ربما فقدوا البيت والسكن؛ ولكنهم حافظوا على الوطن حياً ينبض في قلوبهم وقلوب أولادهم وأحفادهم من بعدهم.

المفتاح والأغاني والحكايات كانت رفاق طفولتي، زينوا أيامي بالفرح، وحافظوا على هويتي من الضياع، والأهم زرعوا حب قيساريا والوطن في قلبي، وبعد مرور السنين، كانوا زادي ومصدر حكاياتي، في جولة العروض التي قمت بها في أنحاء بريطانيا، في الربيع الماضي.

لقد نظم جولة العروض الحكواتي البريطاني: "غراهام لانغلي"، مؤسسTraditional Arts Team، وهي جمعية تهتم بفن الحكي للبالغين، وتقوم بمشروع قهوة الحكواتية، حيث يتم إقامة أمسيات حكواتية في أنحاء بريطانيا، ويقوم بالعروض حكواتية محليون وأجانب. والمشروع مدعوم من وزارة الثقافة البريطانية. عندما اختارني "غراهام" لأكون أول حكواتية عربية، تشارك في مشروعه الثقافي؛ ذعرت جداً، خاصة وأنه طُلب مني أن أقدم سبعة عروض مختلفة، كل عرض مدته ساعة ونصف الساعة، لجمهور متمرس يفهم ويقدر فن سرد الحكايات، وبالطبع كان علي أن أحكي القصص بالإنكليزية. لم أستسلم للذعر طويلاً، خاصة عندما تذكرت والدي وقيساريا، وسرعان ما عدت بذاكرتي إلى أيام الطفولة، أسترجع قصص طفولة أبي في قيساريا، وحكايات سرايا والغول، وظريف الطول، وحكايا الحرب والتهجير، وقررت أن يكون عرضي إحياء لذكرى قيساريا، وفرصتي لأحكي قصة والدي، التي هي جزء من قصة الوطن. كان اختياري موفقاً، وتفاعل الجمهور الإنكليزي بشكل رائع مع حكاياتي، خاصة وأنها كانت، بالنسبة لأغلبيتهم، المرة الأولى التي يسمعون فيها حكايات النكبة من مصدر فلسطيني. بالنسبة لموضوع: "حقي أن أحكي قصتي"، لم لا تكون هناك حملة على مستوى الوطن والشتات؟ لنعطي الفرصة لكل الناس في رواية حكاياتهم. أنا واثقة من أنك ستدفعين بالموضوع إلى الأمام. شكراً، وإلى لقاء قريب".

دنيس أسعد/ حيفا

*****

يا لقوة تأثير الحكاية وسحرها!

يتجسّد الإنسان على أرض الواقع من خلالها، ونتعرّف بواسطتها على آلامه وأحلامه، وعلى وجهة نظره في الأحداث التي تجري حوله. يتوقف عن كونه رقماً، ويكتسي لحمه ودمه نبضاً.

*****

أضم صوتي إلى أصوات الصديقات، من الوطن والشتات: هناك حاجة لجمع الحكايات من أفواه الناس، وبالذات من الفئات المهمّشة في المجتمع. من منا لا يملك حكايات مدهشة؟! لم لا نجمعها، ونسجلها، ونُسمعها للعالم؟!

وإذا كان العالم الغربي يهتمّ كلّ هذا الاهتمام بفن الحكاية، رغم التقدم العلمي، وثورة الاتصالات؛ فالأحرى بنا، نحن من شكلتنا الحكايات؛ أن نولي هذا الفن اهتماماً جدياً. لم لا نعيد إحياء تقليد رواية الحكاية للأطفال والشباب، في البيوت، والمدارس، والجامعات، والمعاهد العلمية، والنوادي، والمقاهي، ونعيد الاعتبار لمهنة قديمة جديدة، هي مهنة الحكواتي، والحكواتية؟!

faihaab@gmail.com مفتاح 18/12/2006

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required