كلمات مطمئنة من زعيم حركة “الجهاد الإسلامي” د. رمضان عبدالله شلح؟ بالتأكيد. وهي تتعزز بقبول “حماس” و”فتح” السريع لمبادرة وقف إطلاق النار، وأيضاً بترك أبو مازن الباب موارباً في اتجاهين بين الدخول إلى حكومة وحدة وطنية، أو الخروج إلى انتخابات عامة. لكن مهلاً. اصطلاح الحرب الأهلية هنا في حاجة إلى تدقيق وتوضيح من زاويتين: الأولى محلية فلسطينية، وهي تتمحور حول السؤال التالي: ماذا يمكن أن يقال، حين ينشطر المجتمع الفلسطيني إلى نصفين متناقضين سياسياً وأيديولوجياً ومصلحياً، ويترجم ذلك نفسه رمياً بالهاونات والأسلحة الرشاشة، وقصفاً بصواريخ التخوين واتهامات العمالة؟ وماذا يبقى من وشائج السلم الاهلي، حين يتهم قادة “حماس” قادة “فتح” بأنهم “عملاء أمريكا و”إسرائيل”” وينفذون أجندات خارجية، فيرد هؤلاء باتهام قادة “حماس” بأنهم “عملاء لإيران”، وينفذون أجندات فارسية؟ العراق، قبل فلسطين، مر بهذه المرحلة الاستقطابية الحادة، وظلت الأطراف الخارجية ترفض وصف الاضطرابات هناك بأنها “حرب أهلية”، برغم أن العنف السياسي المذهبي كاد يفرغ العراق نفسه من العراقيين انفسهم. فهل يعيد الامر نفسه الآن في فلسطين؟ الزاوية الثانية إقليمية دولية، وهي تتمحور أيضاً حول سؤال: هل ما زال الفلسطينيون يمسكون بقرار الحرب والسلم في مجتمعهم، أم أن الامر خرج من يدهم ليستقر في حضن أصحاب القرار الخارجيين؟ السؤال مشروع كلياً، لأن التقارير والمعلومات المتوافرة هذه الأيام، تشير إلى نية كل من المحورين الإيراني السوري والامريكي العربي “المعتدل” دعم حلفائهما الفلسطينيين في هذه المجابهة الجديدة. نقرأ في “فايننشيال تايمز”: “بعض المستشارين القريبين من الرئيس الفلسطيني عباس قلقون من تنامي صلات “حماس” مع إيران. وهم يخشون ان تقود هذه الأخيرة الفلسطينيين إلى عزلة دولية قاتلة سيحتاج الامر إلى سنوات عدة للخروج منها”. ونقرأ في “هآرتس”: “التوقعات تتزايد حول احتمال تصاعد العنف الفلسطيني، خاصة إذا ما مضت الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة قدماً في تعزيز قوات الأمن التابعة لعباس بالسلاح والتدريبات والتمويل. كما يمكن ان تدخل “إسرائيل” أيضاً على الخط، عبر استئناف اغتيال قادة “حماس”. كما هو واضح، العامل الخارجي، بالغ التأثير في الصراع الفلسطيني الراهن. وبرغم ان هذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها القوى الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي الفلسطيني، إلا ان وجود زعامة كياسر عرفات في السابق على رأس الحركة الوطنية، ضمن دوماً أن تكون الحرب الأهلية الفلسطينية، سواء الساخنة أو الباردة، حرباً اهلية بالفعل في إطار القرار الفلسطيني المستقل، لا معركة بالواسطة لمصلحة حروب الآخرين. الآن الصورة تغيَّرت. عرفات غاب عن الساحة. “فتح” لم تعد العمود الفقري الرئيسي للحركة الوطنية. والقضية الفلسطينية نفسها دخلت طرفاً في حرب المحورين الإيراني والأمريكي، سواء بالاختيار ( حماس) او بالاضطرار (فتح). د. رمضان عبدالله شلح مطمئن ويستبعد الحرب الأهلية. نحن أيضاً مطمئنون قليلاً. لكننا لم نعد متأكدين كثيراً! - الخليج الاماراتية 20/12/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|