وحيا غبطته سيادة الرئيس، ومعه صحبه الكرام، قائلاً: "لكم، يا سيادة الرئيس نصلي، ونسأل الله أن يلهمكم الحكمة والقوة، لتقوموا بمهامكم في الظروف والنـزاعات الداخلية، التي نعيشها اليوم، وأن تروا في زمن قريب إن شاء الله العدل. وأشار إلى أن عيد الميلاد، يعود على شعبنا هذا العام، في الظروف الصعبة نفسها، بل وزادت الصعاب مع المخاصمات الداخلية، لافتاً إلى أهمية أن لا يكون الشعب في هم من شيء في الظروف التي نعيشها، مع كل الهموم التي تأتينا من الاحتلال بكل نتائجه، ومن السور العازل، بالإشارة إلى جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في عمق الأراضي الفلسطينية وحول القدس، وانعدام الحرية، وقلة الأشغال، والحياة الاجتماعية الآخذة بالاختناق، والعائلات التي تحول دون لم شملها القوانين العسكرية، وفوق ذلك كله المخاصمة الفلسطينية الداخلية. وحث غبطة البطريرك صباح، جموع المؤمنين وجماهير شعبنا، ليكونوا أقوياء ولا ينهاروا تحت ثقل الهموم، معتبراً أن كل يوم هو ميلاد في حياة كل مؤمن، في كل يوم وفي كل ظرف، مشدداً على أهمية أن لا تكن الهموم الكثيرة سببا يحملهم على الشر، ينسون معه أنهم قادرون على أن يردوا الشر بالخير، فيسكتوه ويوقفوه، بمقاومتهم، يصنعون بها الحياة لا الموت، والعدل لا استمرار الظلم، وزوال الاحتلال لا بقاء ثقلا لا يطاق. وأوضح أن سلام الله يفوق كل إدراك، لأن مصدره هو الله، يفوق الإدراك ولكنه يحيي الإنسان في هذه الأرض، ويدل المتقاتلين على طرق السلام الصحيحة، مشيراً إلى أن الطريقة المتبعة في الصراعات في العالم، وفي الصراع الذي يمزق أرضنا والناس فيها منذ أجيال، يستوجب أن تكون دعوة الإنسانية، وكلِّ إنسان، هي أن يعي طرق الروح وأن يجد فيها النور والحكمة، التي تساعده على الخروج من مآزق الموت. وقال:"الكل مدعو إلى مراجعة نفسه، في ضوء ما وضع الله فيه من صلاح، الرؤساء والقادة والخصوم من الطرفين، والميليشيات ومن دمغهم الناس بأنهم "متطرفون" و"إرهابيون"، وكل الذين يقولون إنهم يريدون السلام، إلى أن يراجع الكل نفسه، ليدخل طريقاً جديدة، تضع حداً لما نحن فيه من دماء، ومن مخاصمات جديدة. وأضاف: "هكذا يُصنَع السلام ويستعيد كل إنسان كرامته، وليس بإضافة دم على دم،هذا كلام للفلسطينيين المتخاصمين فيما بينهم، وللجنود الإسرائيليين في مطاردة وقتل الفلسطينيين في داخل مدنهم الفلسطينية. ونوه غبطته إلى أن الصراع طال هنا كثيراً، وأنه آن الأوان أن نرى من كل مسؤول، في يده مقدرات الإنسان في هذه الأرض المقدسة، المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون والأسرة الدولية، يتخذوا إجراءً جديداً يضع حداً لمرحلة الموت في تاريخنا، ويدخلنا في مرحلة جديدة في تاريخ هذه الأرض المقدسة، لأن هذا ما نحتاج إليه. وخاطب المسيحيين في العالم، قائلاً: "من بيت لحم نقول لكم، كل عام وأنتم بخير، ونحن بحاجة إلى صلواتكم وإيمانكم وعملكم، من أجل هذا الدخول في مرحلة جديدة في تاريخنا". ونفى غبطة البطريرك صباح، أن يكون عدم الاستقرار الكامل في علاقة المسيحيين والمسلمين في هذه الأرض، مرده أن المسيحيين يعتبرون أقلية بين أكثيرتين ولا هي علاقاتهم مع المسلمين، مشداً على أن القضية التي تهدد حاضر ومستقبل المسيحيين في هذه الأرض المقدسة، وتحمل بعضهم على الهجرة، هي قضية مصيرية بالنسبة إلى بقائهم في هذه الأرض المقدسة، وهي قضية عدم الاستقرار السياسي، التي تهدد الجميع، بسبب الاحتلال وما يجره من أنواع الخلل والاضطرابات في كل مجالات الحياة. وأوضح أن من كان مهتم بمصير المسيحيين ويريد مساعدتهم، فهذا هو مجال العمل، الاستقرار السياسي، والعدل والسلام ونهاية الاحتلال والمصالحة، قائلاً: "ساعدوا الشعبين على أن يبدآ مرحلة سلام جديدة، مبنية على العدل، ومن ثم على المصالحة في المنطقة كلها، وبذلك يزول الخطر الذي يهدد مستقبل المسيحيين هنا". ولفت إلى أن التطور الجديد للصراع، والذي نشهده اليوم، أي الاقتتال الفلسطيني الداخلي، فهو أيضا خطر إضافي، وعيد الميلاد رسالة له أيضا: رسالة سلام، رسالة تدعو إلى أن يرى كل واحد في أخيه الكرامة، التي جعلها له الله، معتبراً أن من اعتدى على إنسان، ومن اعتدى على أخيه، اعتدى على الله سبحانه خالقه وخالق أخيه. وقال:"لهذا عيد الميلاد يقول: ضعوا السلاح، وحكِّموا العقل، وليس اقتتال الإخوة طريقا إلى الحرية المنشودة، بل هو طريق إلى مزيد من الموت والفوضى، وإلى عبودية جديدة نقيِّد بها أنفسنا". وأضاف: "نذكر في صلواتنا في هذه الليلة المقدسة، كل بلداننا العربية ولاسيّما المعانية أكثر من غيرها، لبنان والعراق، نسأل الله للجميع سلاماً وحكمة ورؤية الإنسان، كلِّ إنسان، خليقة لله كريمة في عينيه، نصلي من أجل الأسرى ليمنحهم الله الحرية ويعيدهم إلى أهلهم وأحبائهم، نصلي من أجل جميع المتألمين والمرضى، ومن ابتعد عنهم فرح الحياة، ليملأ فرح الميلاد ولتملأ رؤية الله المحب الحاني على كل واحد منا نفوس الجميع". وختم قائلاً: "نسأل الله أن يمنحنا جميعا هذه القوة والنعمة، وأن نتعلم كيف نصبح صانعي سلام لا حرب، ومانحي حياة لا موت، وأن نحمل نعمة الميلاد دائماً وفي كل لحظة في نفوسنا" آمين". اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|