مفتاح
2025 . الجمعة 6 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


كعادته مع العظماء الخالدين المتكئين في سِفره اتكاءه العمالقة, شهوداً على أية مرحلة مروا بها, استعجل التاريخ حظه في تقاسم مجد أحرار العالمين, وأسرع في خطاه مبتهلاً من القدر, أن يهبه مبكراً سؤدد احتضان فارس بني يعرب الأوحد, قائد الأمة وحادي ركبها صدام حسين في زمنه الأوحد, ليكون شاهداً وشهيداً على حقبة مرت به أكثر مما مر هو بها, وشتان بين مرور كريم وآخر أكثر كرامة,,, فيرحل صاحب الصحابة من هذه الدنيا دون أن يموت, مخلفاً وراءه عروبة أرملة, وأكثر من ثلاثمائة مليون عربي يتيم, فعلى روحك الطاهرة الصلاة والسلام يا أبانا الزعيم المترجل في غير أوان .

ترتقي سيدي صدام إلى علا ربك,عند غسق فجر يوم عيد الأضحى, مقدماً نفسك كما أعلنت فداءاً لشرف العراق والأمة, ضارباً بذلك المثل الأعلى في التضحية والإيثار, تماماً كما فعل نبي الله إسماعيل, الذي جعل من امتثاله لأمر ربه فادياً ومفتدى, سنة يستن بها المؤمنون حتى يومنا هذا, وهكذا أراد الله الكرامة لك عبداً محتسباً أن أنزلك منازل بني إبراهيم الخليل عليه السلام, ولنِعم المنزلة ما أنزلك ربك أبا عدي, فيما يستمر الحدث متصلاً بالحدث على الضفة الأخرى من صفحات التاريخ المرتبط بالإيمان, حينما تجتزئ أيها الشاهق فينا, مشهداً من مشاهد صلب السيد المسيح المبتلى, في صعودك إلى المقصلة هادئاً مطمئناً لأمر الله, لنراك تعلو على جلاوزتك صاعداً إلى السماء, الذين توهموا هذراً ومذراً أنهم شجعان وهم أجبن من أن يظهروا بوجوههم, وقد أعد الله لهم في الدنيا خزيا وفي الآخرة عذابا أليما .

سيدي الجامع المانع الشمولي, منبتاً وسلوكاً وفكراً وقولاً وعملاً, تجلت الأقدار كلها في شخصك كراعٍ مؤتمنٍ أمينٍ مأمونٍ رشيدٍ على تاريخ العروبة والإسلام؛ فارتضيناك ورضيتنا, لندفع في دفاعك بكل ما امتلك العربي من شجاعة واقتدار, عن مقدرات وانجازات السلف والخلف, أما هم فقد أعدموك جزاءاً وفاقاً في نظر من أرادوا لك النهاية, عما كان قديما وحديثاً, في ذروة محاكمة تاريخية عدائية للمجد العربي.

وعن أصل الحكاية سيدي القائد الملهم, أنك رويتنا عشقا مشبعاً بالكرامة, ورويتهم منذ آلاف السنين الذل واليأس والهوان, فرغم كل سنين التيه التي مروا بها عبر الأزمنة, لم ينس بنو إسرائيل ما فعلت فيهم يوم سبيك البابلي المجيد, فتراك يا رائع السيرة, أسطورة ما انفكت تستعصي على الموت أو النسيان, فأنت وحدك نبوخذنصر البابلي, الذي سقى قومه عزاً لا ينضب,فيما عجز أعداؤك عنك منذ الأزل, واليوم جاءت فرصتهم في لحظة التشفي,,, فإعدامك بالنسبة لهم بعد كل هذه السنين يمثل العدالة التاريخية, التي لطالما انتظروها, سيما وأنك دون سواك الذي كان أول من أسر وسبى وأول من قصف مدنهم وما اكتفى,وأنت وحدك وليس إلا إياك الذي اختزل روح قانون حمورابي وزاد على مسلاته مسلات, فبالله عليك سيدي لا تزهو علينا بما شرفتك الأيام أكثر, بعدما كُتبت لك الزعامة وحدك, بينما القيادة التي تأتي وتذهب,تركتها طواعية انحيازاً للمبادئ, كي يتصبب بها الفرحون من كل أنواع الملوك الأخوة العجزة, الذين لطالما ما عبء التاريخ بذكرها لهم, فيما أكدتك أسفاره الخالدة مع سبق الإصرار زعيما كل حين .

هنا أو هنا, كان شرقك سيدي, حيث اجتهد الفرس للثأر فيك من سعد ابن أبي وقاص على انتصاره عليهم في القادسية الأولى, لتستمر المؤامرة,ببقاء رستم المأزوم ببابك, يتربص بدارك حتى هُزم مرتين, لتنكس ساسان أعلامها كما عودتها, بعد أن خسرت حربها عليك في القادسية الثانية, التي أسست هي لها رغم مرور ألف وأربعمائة سنة على الثأر, ونشهد أنك قد استكملت في الفرس ما أبقى عليه سعد من انتصار, فحفظت دين الله والعروبة بخليجها من أي انكسار,,, ومرة أخرى؛ يستنهض الفرس إسماعيل الصفوي الذي صببت في غيه غينا, فيهزم أيضا ويندحر في صفحة الغدر والخيانة, ولكنه بقي شعوبيا, حينما استعان بأبي لؤلؤة المجوسي, الذي أجاد بحكم التجربة الأولى الطعن من الخلف, فيما أجادت الملائكة وتمرس المؤمنون لعنته حتى تقوم الساعة, فكان مقتلك فينا مقتل ابن الخطاب عمر, فلكما الرحمة والرضوان أيها الصحابيان.

إلى حين, تتوارد الأفكار وتخبو فيك يا أيها الحسين,,, فكم حملوك على الأعناق, وكم أكثروا فيك العناق, وكم أشهروا لك البيعة والولاء, وكم تجند بعضهم مستزيداً فيك المدح والثناء, فلمعت سيوفهم في سماءك, وغطت رؤوسهم أمامك فضاءك, ارتجلوا في رسمك وصبرك الشعر, وكتبوا في إيمانك وجهادك الخطب والنثر,,, حتى جاء يوم الزحف الذي تولى فيه البعض منهم الأدبار, وقالوا لا سلطان لنا أمام سلطان يزيد, فإن كان كذاك, فهل ليزيد من أمرٍ بقطع رأسك, أم أن المسألة ارتجال في "المرجلة" واغتيال متجدد للثورة التي جمعت شملها فيك ! فعلوها وكرروها, تماما كما صلبوك اليوم و شنقوك بعد أربعة عشر قرنا, بطريقة بربرية التنفيذ في الوقت الحرام,ألا لا لعنة الله على اليزيد بعد الآن, وأزيد؛ لك الرحمة يا ابن معاوية, ما دامت بعض صفحات التاريخ قد برأتك من خطيئة الغلمان المستعبدة لكسرى وقيصر, لك الرحمة يا ابن معاوية ما دمت حراً, لا يتسيدك فارسي أو رومي .

ومع فارق الزمن, ترتفع بعزمك الراية يا صلاح الدين, لاموك وكم أنبوك غيرةً ونكداً, على ما اتسعت له همتك من صولات وجولات, رجموك بالبذاءة ما استطاعوا رجمك به, وأنت لنا وعليهم منتصر, صاغوا فيك حقدا, وأشعلت فيهم منك حسدا, جمعوا عليك الأرض, ولما كان النزال وشديد القتال, طهرت بلادك المقدسة بالمقاومة وهي في طريقها إلى ذلك, فارتد ريتشارد خائفا بلا قلب أسد, وولت الجموع إلى كل فج أتت منه عميق, أما نقطة التأليب,أن بعضا من بني جلدتنا قد نسوا أن انتصارك لم يتأتى إلا بعد خوضك سبعين حربا, فماذا لو هُزمت يوم حطين, وغيرت تكتيك حربك التي استحقت وتستحق منك التضحية! ربما أعلنوا أنك هربت من المعركة, واختبأت في حفرة, إلا أنك سيدي ,,, قد بدوت كما عهدنا مفتاح 4/1/2007

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required