يستحق أول مؤتمر من نوعه (وإن كان الزميل منتصر حمدان يقول إنه الثاني بعد مؤتمر 1998) الثناء لا السخرية.. فعلى الأقل ليت مؤتمر الحوار الفصائلي ـ غزة يتحلى بمناقبية الزملاء المؤتمرين في أريحا، ولو أن وجه الطرفة في مؤتمر "الميديا" الفلسطينية (ودور الإعلام المحلي في الأزمة الداخلية) كان أن نقابة الصحافيين "غير ذات صلة" بالمؤتمر، لكن المؤتمر وثيق الصلة بهمومه المزمنة مع هذه النقابة الكاريكاتورية "الكادوكية"، أي المتقادمة. لا بأس بنقاشات مهنية تتحلى بروح مناقبية في غياب مطبق للنقابة، لأن الحضور خليط من إعلاميين ملتزمين، وليبراليين، ومستقلين؛ عائدين ومقيمين أيضاً.. ومن "ضفتي الوطن"، حيث حضر خمسة زملاء من غزة (وفي أعطافهم وأصواتهم رائحة تهديد: إما المسارعة إلى نقابة صحافية وطنية.. وإما يكمل الزملاء في القطاع دربهم). الوحدة الزمالية عال ـ العال، وهذه لا تنفي الخلافات المهنية، لأن الصحافة مرآة الأمة (الرأي العام) والصحافيون صورة الأمة في المرآة. لا أدري هل يدور حوار غزة الوطني ـ الفصائلي مع ضفاف وطنية حقيقية، ولكن حوار أريحا الإعلامي له ضفاف مهنية، باعتبار أن الإعلاميين ملتزمون بميثاق شرف إعلامي ـ صحافي غير مكتوب، فلا يتهجمون على بعضهم البعض.. إلا في حوار قد يحتد حول المهنة، ولكنه يصفو حول سبل الخروج من الأزمة الداخلية. بالصدفة، ربما، توافق مؤتمر الإعلاميين في واحة أريحا، مع لقاء صحافي نظمته، في رام الله "المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار" (مفتاح)، حول دور الصحافي في صد ظاهرة الفساد، ومن أجل تعزيز سيادة القانون.. وبالذات حماية الحبر (والقلم ودماء الصحافيين وأرواحهم) من الفساد ومن البارود معاً. إلى مؤتمري أريحا ورام الله، نظم إعلاميون وفصائليون في رفح، بمبادرة فصيل ـ حزب "فدا" ندوة بالاشتراك مع "المبادرة الوطنية" حول حماية حرية الرأي والتعبير من حالة الاحتقان والفلتان الأمني.. هذا، إضافة الى "ورشة" نظمها مركز "شمس" في مدينة البيرة حول مسائل ذات صلة بكل ما سبق!. هذه "الفورة" الإعلامية قد تكون بشارة تحرك المجتمع المدني والإعلام، لإحياء دور النقابات ومؤسسات المجتمع المدني، وخاصة بعد سنة وطنية فلسطينية تعتبر الأسوأ على غير صعيد، وبداية التمرد على سطوة الفصيل وبارودته وباروده باسم المقاومة، وبخاصة بعد أن نجحت نقابة الموظفين في قيادة أطول إضراب مطلبي في عهد السلطة الوطنية. مؤتمر أريحا الإعلامي كان أشبه بـ "ميديا ـ إن" أي مؤتمر إعلامي حول الإعلام، بما قد يذكر بموجة "سينما ـ إن" أي أقلام سينمائية تعالج هموم إخراج فيلم سينمائي. أخيراً ومتأخرين، يلتفت الإعلاميون إلى الاستطباب الإعلامي الذاتي ـ المهني، بعدما تكرسوا للهم الوطني، وللدمقرطة.. وللإصلاح. السؤال الممض هو: هل سيلد الديك الإعلامي المخصي، أخيراً، بيضة نقابة الصحافيين.. وهو الأمر الذي أثار سخونة النقاش في الجلسة الثالثة من اليوم الثاني للمؤتمر؟. هناك مؤتمر دافوس السنوي العالمي، ومؤتمر هرتسليا السنوي الإسرائيلي، ومؤتمر باريس 3 حول لبنان.. وحوار ـ الحوار الأبدي الفلسطيني الفصائلي.. فلماذا لا يضاف حوار إعلامي ـ إعلامي، نرجوه مؤتمراً سنوياً. جريدة الأيام (27/01/2007). اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|