وطبعا الجميع يستنكر ويدعو للتهدئة ويستحلف بدماء الشهداء ويذكر بالاحتلال، ولكن أي منا لم يجرب تحميل نفسه كمواطن جزءً من المسؤولية، بل ان الكثيرين أصبحوا على قناعة بأن الأمور يجب أن تتصاعد أكثر ليضع أحد الطرفين حدا للأخر وننتهي من هذه الإشكالية، فيما تزداد حدة الاصطفاف ويعبر كل شخص عن وقوفه إلى جانب فصيله فيما يدور. والأغرب بل المقلق أكثر هو نزوع البعض ممن يعتبرون أنفسهم إما لا منتمين للون سياسي معين أو المنتمين الذين يرفضون العنف كمبدأ، هؤلاء أيضا أصبحوا يحملون القناعة نفسها. هذا ما نحن عليه حاليا، نستنكر ونلقي باللوم على الآخرين، ونخجل مما يجري ونرفضه، ولكن في الوقت ذاته لا نتحرك لفعل شئ، بل نتجه أكثر إما نحو التعصب أو نحو اللامبالاة. نخاف على أنفسنا ومستقبل مجتمعنا وحياة أبنائنا وبناتنا، نقلق بشأن قضيتنا، ندرك مخاطر ما يدور، أحيانا نبحث عن الخلاص الفردي ونمضي في تعبئة طلبات الهجرة للخارج ونحلم بها، وفي لحظة غضب نصطف خلف أحد الطرفين ونشرع القتال. حالة ملتبسة بكل معنى الكلمة، كحالنا الكياني والسياسي، فلا نحن دولة مستقلة كاملة سيادة، ولا نحن مواطنين أكفاء، ولم نحقق بعد حالة ديمقراطية حقيقية، ومع ذلك نقتتل على السلطة والنفوذ ونتغنى بالديمقراطية. ولا أحد يمكنه التنبؤ باللحظة التي سنعترف بها بمسؤوليتنا كمواطنين ومواطنات عما يجري ونتحرك الى الشارع مطالبين بالاستقلال والديمقراطية الحقيقيين. فنحن تماما كقادتنا الذين نناشدهم لنا دور وعلينا واجب ويقع علينا اللوم ذاته. ما الذي يمنعنا من التحرك الجماعي؟ لماذا تنظم كل فئة وكل قطاع على حدا تحركا جماهيريا؟ لماذا لا تتوحد الجهود؟ لماذا لا يخرج الجميع معا في الوقت والمكان نفسه؟ ربما هذا بالتحديد سبب تعفف المواطنين عن الاستجابة لدعوات التحرك، فكل منا يعتبر نفسه قد أدى واجبه من خلال الاعتصام مع القطاع الذي ينتمي اليه سواء المرأة، أو العمال، أو المحامين، بالتالي لا داعي ليخرج يوميا مع كل مظاهرة احتجاج. ما الذي يمنع مثقفينا وكتابنا عن التحرك النخبوي وتصميم أشكال مختلفة من الاحتجاج مستخدمين أفكارهم المبدعة وأدواتهم المختلفة؟ ما الذي يمنع قادتنا من تجميع التواقيع ان كانوا لا يستطيعون اخراج الجمهور للشارع؟ هنالك ألف سؤال وسؤال، فهل سنستمر في طرح السؤال ذاته حول المسؤولية بينما الضحايا تسقط والمواطن عاجز ومحبط وفقير والوطن يضيق والقضية تضيع؟ اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|