مفتاح
2025 . الجمعة 6 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


كتب صحافي قبرصي شمالي, قبل أقل من شهرين, في إحدى الصحف المحلية الناطقة بالتركية, عن الإقتتال الداخلي الفلسطيني, في ذروة السفاح الدموي الحرام, الدائر بين حركتي فتح وحماس, مستغربا من الحالة القائمة بالقياس مع ما كان مُختزلا في مُخيلته عن الشعب الفلسطيني, معلنا أنه كان مخدوعا طيلة السنوات التي خلت, بالهوية الثورية الفلسطينية, قائلا إن شعبنا ليس مثاليا ولا يصلح أن يُقتدى به, فيما ذهب به الشعور بالذنب تجاه نفسه, لأنها كانت تحترم الذات الوطنية الفلسطينية, بالشكل الذي لا يجدر بالفلسطينيين, بعد ما بدا منهم من مسلكيات همجية, وظهروا على حقيقتهم حسب فهمه, ذهب بالقول حد مطالبة وزير الخارجية التركي السيد عبدالله غُل, و كذاك عميد القبارصة الأتراك المناضل رؤوف دنكطاش, بالإعتذار للشعبين التركي والقبرصي, لأنهما طالبا سابقا الشباب القبرصي والتركي, الإقتداء بالشباب الفلسطيني, كمثل ومثال على الإصرار على الحياة بالموت دفاعا عن الأوطان, والتضحية والفداء والإقدام , فيما أثبتت الأيام كما قال الكاتب بحكم التجربة, أن الشباب الفلسطيني ما هو إلا عصابات وميليشيات وقتلة أطفال ومرتزقة و قُطاع طرق,,, فشكراً لكل حَملَة الآربجيهات والبنادق والقنابل من شباب فتح وحماس, في شوارع غزة على مجهودهم الاستثنائي, في بعثرة كرامتنا في الداخل والخارج, وصبغنا بكل صفات الإجرام والشيطنة .

وفي نفس الفكرة؛ يذهب بي الحنين نحو العراق, لأستشهد بمقولة للزعيم الشهيد صدام حسين, حينما سأله سائل في جلسة خاصة, عن المعايير التي يتبعها صدام حسين في الحكم على الساسة العرب, بالشرف أو الخيانة, سؤال بحاجة إلى إجابة دبلوماسية, لأن المجيب رئيس, وعلى جوابه تتحدد علاقات بلاده مع دول,حينها لم يتردد صدام حسين في الإجابة تفكيراً أو سكوتاً, إذ قال إذهبوا إلى الشعب الفلسطيني واسألوا الشارع, عن أي قائد أو سياسي أو حاكم, فإن قال لكم الفلسطينيون أن فلانا شريف فهو كذالك, وإن قال لكم إن فلانا خائن فهو كما قالوا,,, وهنا أعجب من حال شارعنا الفلسطيني, هل نحن حقاً من يوزع شهادات الشرف والخيانة على كل أنواع الساسة ؟ فيما نحن نخون كل مقدس, بهذا الإقتتال الداخلي الذي حط من قدرنا, وجعلنا مضربا لأمثال الإنحراف,,, أظن المسألة كما جزم صديق عُماني في تفسير عصري شمولي للوضع الفلسطيني, للأية الكريمة, "كنتم خيرَ أمةٍ أُخرجتْ للناسِ", لا تعني حسب رأيه بالضرورة أننا لازلنا خير أمة حتى الآن, وذلك أن كنتم لا تفيد واقعكم الحالي أي أنتم, هكذا قال .

يقول لسان حال ساستنا المتحزبين الذين يستهويهم نشر الغسيل على الفضائيات, أنهم ليسوا بحاجة إلى نصائح او توجيهات فالمطلوب خطوات, وهذا أمر صحيح بحكم ذهاب كل ما يكتبه الكتاب الفلسطينيون والعرب في الصحف الأولى أدراج الرياح, فيما لا تكاد دعوات واستغاثات علماءنا ومثقفينا ودعاة مجتمعنا المدني, تلامس أسماع المتناحرين وربما أهواءهم, إذ تنتشر نار الفتنة يوماً بعد يوم, حتى باتت إطفائية الفصائل الملتزمة الأخرى, ومعها إطفائية الوفد المصري الشقيق المتواجد بغزة, غير قادرة على إخماد نيران فتح وحماس بشكل قاطع ومنع نشوب حرائق أخرى, ليبدو مؤكداً أن البعض ينفذ أجندة خاصة به وبمصالحه الشخصية أو الحزبية ذات الأفق الضيق, بينما القضية الفلسطينية كلها أضحت ليست في أيدٍ أمينة على الإطلاق.

هناك مفارقة قريبة, يتعالى جنون المتحزبين الكبار عن تذكرها, وذلك لأن العقل معطل في كثير من الإتجاهات الفكرية لديهم, وهو أن الأحداث الميدانية الحاصلة في قطاع غزة, قد تخرج فعلاً عن سيطرتهم ودائرة تحكمهم, على المدى المتوسط القريب, بحيث يمكن أن تظهر مجموعات تأتمر بإمرة قادة ميدانيين, تعمل بدافع ثأري ذاتي, وأخرى تتبع قوى غير فلسطينية معادية أو لها مصالح ترتبط بساحة الصراع, تستمر في توسيع دائرة الموت والإنتقام المتبادل, ومن ثم التصفية والإغتيال السياسي, وتغيير ملامح الخارطة الإجتماعية الموجودة حاليا, لمصالح خارجية مثلاً, إذا ما استمر الصراع الداخلي بين فتح وحماس شهورا وليس لسنين, حينها سيكون مستحيلاً ضبط هذه العناصر أو الميليشيات, وستتبخر وقتها كل الحلول الوسط, فيما ستتجه كل رؤوس الصراع من طرفي النزاع حاليا, إلى مجاراة الأحداث المتأزمة, إضطراراً وليس رغبة,,, تماماً كما حدث مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات والإنتفاضة, التي أشعلها وقواها, فخرجت عن سيطرته حينما كانت ضرورة سياسية, لتتحول إلى عكس ذلك تماماً, ولم يعد أبو عمار ناظمها الرئيسي بعد تفرق الخيوط بيد الجميع, مع فارق التشبيه بين إنتفاضة عرفات الوطنية, ودموية الآخرين من الفريقين غير الوطنية ولا الأخلاقية .

ليس هناك من وصف لما يجري فلسطينيا من إقتتال, أقل من خطيئة فاضحة, يشهد عليها هذا الزمن المنافق, الذي يعد أيامه علينا من حسابنا وثمن دماءنا, فيما نفقد مؤازرة التاريخ بما تجنيه آيادي العابثين من شعبنا, الذين نشعر بالخزي والعار, ونحن نراهم على التلفاز يبددون الحياة الفلسطينية قولاً وعملاً, فحسبنا الله ونعم الوكيل .

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required