مفتاح
2025 . السبت 31 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


لا ندري إن كانت الهجمة “الإسرائيلية” المكثفة على المبادرة العربية على جبهة “التعديل” كاسم حركي لنسفها من أساسها، هي التي فرضت المبادرة كبند أول على جدول القمة العربية الأخيرة التي أعادت إنتاج المبادرة من دون تعديل و”ذلك أضعف الإيمان”. فقبل القمة ببضعة أشهر تبادل المسؤولون “الإسرائيليون” وكتّاب الصحف والمعلقون الإعلاميون، الأدوار في جبهة واحدة موحدة وشنوا هجوماً منسقاً على المبادرة، وبخاصة على محوري “حق العودة” و”حدود السادس من حزيران 67”.

فوزير الحرب عمير بيرتس قال إن المبادرة تصلح كأساس لبدء المفاوضات، مكرراً كلاماً مشابهاً أطلقه رئيس الوزراء ايهود أولمرت، فيما قال نائب رئيس الوزراء العجوز شيمون بيريز إن “إسرائيل” لا يمكنها قبول المبادرة كما هي ولا بد من تعديلها، ثم جاءت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وكانت في جولة خارجية، لتعلن، في إعادة اختراع للماء الساخن، أن على العرب أن يطبعوا العلاقات مع “إسرائيل” من دون انتظار تحقيق ما سمته “السلام”.

عندما لم تحقق الهجمة هدفها في خلخلة موقف أضعف الإيمان العربي، أطل رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود أولمرت في الأول من ابريل/نيسان الحالي، من نافذة أخرى مستغلا وجود المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى جانبه، ليعلن استعداده حضور اجتماع مع الدول العربية “المعتدلة”، بهدف “إسماع كل طرف رأيه للآخر”. وهذا الهدف الذي حدده أولمرت لا يحمل بعداً حوارياً تقليدياً بقدر ما ينم عما هو أبعد من ذلك، في ظل عدم استعداده لتقديم الحد الأدنى المقبول عربياً.

وعلينا ألا ننسى أن المساعي “الإسرائيلية” للحصول على التطبيع المجاني، ليست وليدة اللحظة، ولا هي ردة فعل على المبادرة التي أطلقتها قمة بيروت وردت عليها “إسرائيل” في اليوم التالي باجتياح الضفة وارتكاب المجازر، إنما هي سياسة ثابتة تظهر وتخبو وفقا للظروف السياسية، وهي هدف يستند إلى مراهنة على أن العرب يخففون سقف ثوابتهم سنة بعد أخرى. ولمن ينسى نذكره بقول بنيامين نتنياهو في إطار هجومه على اتفاقات أوسلو “لماذا نذهب إلى حيث العرب يقفون ماداموا عوّدونا على القدوم إلينا حيث نقف؟”. ويواصل أولمرت هذه السياسة مستعينا بضغوط أمريكية وغربية، على أمل تحقيق اختراق ولو شكلي يساعده على تسويق نفسه ل “الإسرائيليين” كمحطم لجدار المقاطعة العربية، بما يسمح بزيادة شعبيته المستقرة في الحضيض منذ هزيمة جيشه أمام حزب الله.

من هنا تبدو دعوة أولمرت في الأول من إبريل، حقيقية باعتبارها تحقّق تطبيعا عربيا مجانيا، أما الهدف الذي تحدث عنه فهو ينتمي إلى كذبة إبريل، وهو يعلم أن تحقيق ما يسمى ب”السلام” مع هذه ال “إسرائيل” أشبه بالمعجزة، وأن محاولته الدعائية غير ذات جدوى وإن أطلقها بمعيّة ميركل التي يعني اسمها بالعربية “معجزة”، والأسماء تسقط من السماء كما يقولون. - مفتاح 7/4/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required