خبر وتعليق من السعودية
الخبر :
نوقشت الأربعاء الماضي 23 ربيع الأول 1428ه رسالة دكتوراة بعنوان "صورة المقاوم الفلسطيني في الشعر العربي المعاصر منذ الإنتفاضة "1408- 1422ه" دراسة موضوعية ونقدية مقدمة من الباحثة السعودية "حنان بنت جابر بن عبد الرحمن الحارثي" الأستاذة بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب للبنات بالدمام ، وقد قدمت أطروحتها للحصول على درجة دكتوراة في الفلسفة في الآداب تخصص الأدب والنقد الحديث. وقد تمت مناقشة الرسالة من لجنة المناقشة وقررت اللجنة منحها درجة الدكتوراة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف والتوصية بطبع الرسالة على نفقة الكلية.وحضر المناقشة لفيف من الأساتذة في الكلية وبعض أساتذة الجامعات السعودية ولفيف من الأقارب والمدعوين. وقد أثار موضوع البحث نقاشاً علمياً مثمراً ونال استحسان الحضور.
نقاط البحث:
كان من أهم ما عالجته الدراسة ما يحدث في هذا العصر من صراع الحضارات وتمييع المصطلحات والإزدواجية والخلط بين الأمور ، مع توضيح الخطوط الفاصلة بين الجهاد المشروع من جانب ، والإرهاب من جانب آخر ، كما فرقت الدراسة بين الإرهاب الناتج عن الفكر المنحرف والجهاد الذي يقاوم الإحتلال ، وبينت كيف تناولت أقلام الشعراء تلك القضايا من زوايا مختلفة.
وناقشت الدراسة دور جيل الحجارة وأثره في أشكال العلاقات المختلفة ومن ذلك العلاقات السياسية ، حيث ركّزت على كون هذه القضية قضية العرب والمسلمين الآولى ، ومفتاح الحل لجميع قضاياهم ، وليس بخافٍ على ذي البصيرة المتدبّر في أحوال الأمة اليوم ، أن ما يحدث في العراق ، وفي لبنان وفي الصومال وفي شتى أقطار العالم الإسلامي ، إنّما هو إنعكاس وامتداد للقضية في أصلها ، قضية الإحتلال الصهيوني.
وقد أشارت الدراسة الى الأثر الذي يحدثه الشعر المناضل في العدو الصهيوني مثل قصيدة "للشهداء" للشاعر الدكتور غازي القصيبي ، التي كان لها صدىً واسعاً ومؤثراً في العلاقات السياسية.
وقد أوضحت دراسة الباحثة ما طرأ على صورة المقاوم من تطور فيما بين الإنتفاضتين ، الآولى والثانية وما بعدهما، وتطرقت الى أشكال المقاومة المختلفة التي ينتهجها جيل الإنتفاضة ، فدرست الإستشهادي والشهيد ، والمقاوم بالسلاح ، والمرأة المقاومة ، والمناضل من الأدباء والشعراء والزعماء ، وأطفال الحجارة ، والعلاقة الأزلية ، وتوظيف العلاقة بالحجر توظيفاً رمزياً. وخلصت الى نتائج أهمها : أن الإنتفاضة قد ولدت قصيدتها الخاصة بها ، ووسمت الشعر بميسمها الخاص ، بل إن الإنتفاضة الثانية وما شهدته من أحداثٍ بارزة ، مثل استشهاد الطفل محمد الدّرة ، قد نجحت في ابتكار نمط شعري خاص ، كان من أهم النتائج التي حاولت الدراسة إبرازها في تطبيقات شعرية وضحت جلية من خلال البحث ، كما أثبتت الدراسة عدم صواب القول إن شعر الإنتفاضة كله مباشرة وتقرير وتقليد وغير ذلك ، فقد أثبتت قدراته الفنية ، وأخذ شعراؤه يرتادون فضاءات إبداعية جديدة.
التعليق:
نبارك للدكتورة حنان الحارثي بهذا الإنجاز المتميز ، ونقدم لها التهنئة على نيل درجة الدكتوراة بامتياز وبمرتبة الشرف الآولى ، والرسالة مصداق للمقولة والحقيقة بأن " فلسطين في ذاكرة ووجدان كل العرب والمسلمين وأصحاب الضمائر الحية في هذا العالم ، وهي قضيتهم الآولى والمركزية ومفتاح الحل لكل مشاكل الأمة ،ولن يهدأ للأمة بال ولن تنعم بالإستقرار إلاّ بحلها حلاً عادلاً ومشرفاً" - مفتاح 18/4/2007 -
