أنا متأسف أكثر من أي شيء على ما ترتب على الحرب حيث أقصت أعيننا جميعا عن الكرة. أنا تخبطت كثيرا إلى الحد الذي نسي الناس معه أن المريض مصاب بالمرض حقا. والآن أنا أعتذر، وآمل الآن أن تكفوا عن النظر إلي وأن تبدأوا بالنظر إلى ساحاتكم الخلفية: القوى والأمراض التي جلبتها هجمات 11 سبتمبر إلينا ما زالت باقية وتتضاعف. أيها الأصدقاء، نحن نخسر الحرب في العراق. لكن لصالح من نحن نخسر؟ هل للفيتكونغ العراقي؟ حملة الوطنية العراقية الحقة؟ لا ليس كذلك. نحن نُهزَم على يد المهاجمين الانتحاريين الذين ظل عددهم يزداد في العالم المسلم. نحن نخسر لصالح الأشخاص الذين يفجرون المساجد والأسواق والمستشفيات ومدارس البنات. إنهم لا يخبروننا ما هي أسماؤهم، ناهيكم من تقديم أي مستقبل. أنظروا إلى ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين: يوم الخميس قُتل 9 جنود عراقيين عند نقطة تفتيش بعد أن فجر انتحاري نفسه هناك. فجر انتحاريان سيارة مفخخة داخل مكتب للحزب الديمقراطي الكردستاني في زامار. وقبل يوم واحد قتل مهاجم انتحاري 4 رجال شرطة في بلدروز. وقبل يومين قتل 9 جنود أميركيين على يد مهاجمين انتحاريين كانا يسوقان شاحنة قمامة مملوءة بالمتفجرات. وقبل أيام قليلة قتلت خمس هجمات بالقنابل ما يقرب من 200 شخص في بغداد. ويوم الاثنين الماضي فجر مهاجم انتحاري نفسه في جنازة في الخالص قاتلا معه ما لا يقل عن 30 شخصا. وذلك يعني 12 مفجرا انتحاريا في ما يزيد قليلا على اسبوع. وكان الحال شبيها بذلك كل شهر. وهؤلاء الجهاديون الانتحاريون يصعب الحاق الهزيمة بهم لأنهم لا يمتلكون اية رغبة في بناء أي شيء. وهدفهم الوحيد هو التأكد من فشل اميركا في مساعيها لإقامة وضع سياسي تقدمي تعددي في العراق. انهم سيقتلون أي عدد من المسلمين لضمان فشلنا. لا توهموا انفسكم ان هذا يدور حول العراق فحسب. ففي مارس الماضي فجر انتحاري مقهى انترنت في المغرب، وفي 10 ابريل الماضي نفذ اربعة انتحاريين آخرين هجوما هناك. وفي 11 ابريل الماضي قتل مفجران انتحاريان، زعم انهما ينتسبان الى القاعدة، 24 شخصا في الجزائر العاصمة في هجوم على مكتب رئيس الوزراء. وفي فبراير الماضي فجر انتحاري في كويتا بباكستان قاعة محكمة فقتل القاضي وما لا يقل عن 14 آخرين، وكان ذلك التفجير الانتحاري السادس في ذلك البلد خلال شهر. وفي يوم الجمعة الماضي اعتقلت الشرطة السعودية 172 شخصا قالت انهم ارهابيون خططوا للقيام بعمليات مثل قيادة طائرات الى حقول نفط لتفجيرها. وفي يوم السبت الماضي قتل مفجر انتحاري في باكستان ما لا يقل عن 28 شخصا بينما كان يحاول تفجير وزير الداخلية. وقد تعتقدون انني اكثر خطرا من بن لادن وان اميركا القوية اكثر خطرا من القاعدة. انكم مخطئون. فإذا ما هزمنا في العراق فإنهم سيأتون اليكم، وهذا ما يفعلونه الآن. وإذا ما هزمنا في العراق فانه لن يتعين عليكم ان تتنافسوا مع عالم فيه الكثير من القوة الأميركية. بل سيتعين عليكم المنافسة مع عالم فيه القليل من قوتنا، وسوف لن تحبوا ذلك. لا تدعوا غضبكم مني يعميكم عن رؤية مصالحكم. أريد ان أخرج من العراق بأسرع ما يمكن ولكنني اريد منكم ايها الزعماء العرب أن تزيلوا الجدار. أعرف انكم تتهيبون الديمقراطية في العراق. ولكن البديل أسوأ كثيرا. فإذا ما انتصر الارهابيون فانه لن يكون هناك مستقبل للعالم العربي. أحتاج مساعدتكم في صياغة تسوية في العراق وإدانة الجنون الانتحاري من كل جامع ومنارة كل ساعة في كل يوم. ولأوروبا والصين وروسيا اقول أيضا: أزيلوا الجدار. لا يمكن ان احقق الاستقرار في العراق بدون مساعدتكم. ليست لدي الموارد. أنا هنا لكي اصغي الى ما تريدون مني فعله. ولكن ما لم نوحّد جهودنا، نحن عالم النظام، فإن قوى الفوضى ستجد سبيلها، وليس هناك جدار يحميكم. - الشرق الأوسط 3/5/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|