مفتاح
2025 . الثلاثاء 27 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


من ثلثاء دموي الى أربعاء أسود... بين قذيفة فلسطينية تبيد عائلة من الفلسطينيين وصاروخ اسرائيلي يدمر ويبيد بعضهم، بين رئاستي سلطة وحكومة وحرس رئاسي وقوة تنفيذية باتت متهمة بأنها عصابة بعدما كانت عصباً لحركة «حماس»، «حركة المقاومة الإسلامية»... صرخة الشعب المعذب في يوم ذكرى النكبة ان «الاحتلال أرحم».

«تل الهوى» في غزة أمس كان تل الدم والجنون، لأن بين الفلسطينيين مَن لم يدرك بعد معنى الجريمة الكاملة في ما يرتكبه، ويمعن ولا يرتدع. لم يعد أمر الاقتتال الأسود أن نصدق أو لا نصدق ما نشاهد من فظاعات أبشع مما ارتكبه الإسرائيلي منذ يوم النكبة، وأن يأمل المنكوبون بقياداتهم باتفاق آخر لوقف النار الذي ضل طريقه. وهو إن سمّي يوماً «إرهاباً» بحق الإسرائيلي، فما عساه يكون أقل من تكفير أهل غزة والضفة، بل شعب فلسطين كله، بحرمة القضية؟

إن مسار الجولة الجديدة من صراع الإخوة الألداء في غزة، يهدد مصير اتفاق مكة المكرمة، وينذر بإطاحة «حكومة الوحدة الوطنية»، بل بنسف كل هياكل السلطة الفلسطينية وبذرّ رماد كل أجهزتها أمام خطوط «الدفاع» الإسرائيلية الرابضة بانتظار اللحظة المناسبة. ولن يصدق أحد ببساطة ان هدف إطلاق الصواريخ على الإسرائيليين، هو إعادة لملمة أشلاء الوحدة الفلسطينية في مواجهة العدو. فالنتيجة الجلية على رغم بارود الأخوة وغبار القصف الناهض خلف الطيران الإسرائيلي، أن اهل غزة الذين ذكّرتهم قياداتهم بنكبة أكبر من تلك الغابرة عام 1948 باتوا محاصرين بين صواريخ العدو وقذائف الشقيق.

هل يكفي «رفع عتب» بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، في اتصال أو أكثر، لوقف عقارب الساعة الفلسطينية اللاهثة سريعاً باتجاه حرب أهلية «شاملة»؟ وهل تتذكر «حماس» والسلطة وعودهما وتعهداتهما في مكة المكرمة، خصوصاً تحريم الدم الفلسطيني؟ بل هل يصدق أي من المنكوبين بأهلهم ان داحس والغبراء في غزة ما هي إلا لحظة الحسم في الصراع على مَن يفاوض الاحتلال؟!

ألا يخجل أرباب الأجهزة وأجنحتها، ان تدّعي واشنطن وإسرائيل رأفة بالأبرياء الذين يحاصرهم القناصة والموت، وبأس المقاتلين ممن كانوا رمزاً لصمود فلسطين وباتوا خنجراً في قلب وحدتها؟!

إن قوة تنفيذية وأخرى للتفكير أو التكفير وثالثة باسم إنقاذ الوطن، لم تعد مطلباً لأي فلسطيني سكت على ضيمها كلها في ظل الحصار والجوع، فكافأته بالتحضير لحروب ضروس، في الداخل، لعلها هذه المرة تجلب الحسم، فينتصر من يربح في معارك الزواريب، من دون أي خجل امام جثث الشهداء... شهداء الرصاص الفلسطيني.

ومرة أخرى، لا يخطر في بال الذين وعدوا وتعهدوا وأقسموا في مكة، كم تربح اسرائيل وتخسر فلسطين كلما حُشر الفلسطيني بين نار الأخوة وضلال البندقية حين تضل. ولا يخطر في تشاطرهم السياسي أن أقصى طموحات عصابات العدو إثبات ألاّ أهلية لشريك يمكن التفاوض معه على السلام... إذا بقي من يفاوض بعد داحس والغبراء، على «جمهورية الأجهزة».

بلغة الوقائع والسياسة، ووقائع الدم، لا مبالغة في توقع انهيار فلسطيني شامل، معه قد يشهد العرب موجة نزوح جديدة أقسى من النكبة الأولى عام 1948، وهذه المرة الى ما وراء «الخط الأخضر»، أي الى الأراضي المحتلة الأكثر أمناً تحت الحراب الإسرائيلية، وإلى الأردن الذي يحذّر حكومة الشراكة بين «فتح» و «حماس» وحكومة أولمرت من ان الوقت ينفد امام «فرصة فريدة» للسلام... وهو يدرك بالتأكيد تداعيات أي نزوح بعد النكبة الثانية، المتسارعة على وقع رصاص الأخوة.

أما إعلان حال الطوارئ فلن «يرهب» المتقاتلين، فيما يصنّف بعضهم نفسه بطلاً في مواجهة «عصابة». وبين هذا وتلك، السياسة في غيبوبة والجسد الفلسطيني، كفلسطين، وحيداً بين الإخوة الأعداء. - الحياة 17/5/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required