يبدو أننا لم ندرك تماما ماذا حل بصورتنا كفلسطينيين وكقضية خارج فلسطين، وعلى كل الأحوال من لا يعلم يجب أن يعلم أن القيمة الأخلاقية للقضية الفلسطينية والتي كانت على الدوام مصدر قوتنا، هذه القيمة الأخلاقية قم ضربها بالصميم، العالم الخارجي أصبح مشتت وغير آبه بما يحدث عندنا، ومن كان يعتقد أن العرب والمسلمين والعالم لا ينامون الليل من أجل سواد عيوننا فهو مخطئ ومضلل ولا يعرف ماذا يدور خارج حدود فلسطين، وبعد انهيار القيمة الأخلاقية لقضيتنا أصبحنا نعيش مأزقا حقيقا أمام أنفسنا وأمام العرب والمسلمين والعالم، وتمظهرات تراجع القيمة الأخلاقية تتلخص في كوننا غير قادرين لغاية اللحظة من تقديم خطاب سياسي واحد، وغير قادرين على تحديد الاولويات، وغير قادرين على حسم وسائل المقاومة، وغير قادرين على إرسال رسائل إعلامية واضحة، وغير قادرين على صنع شراكة سياسية حقيقية بعيدا عن منطق المحاصصة. وما يصل العالم الخارجي من رسائل صادرة عنا هي عبارة عن مجموعة من الخراريف والخزعبلات والتشويهات والشتائم، ومجموعة من الصور المخيفة والمحزنة لما آلت إليه الأوضاع، وجملة من المقابلات والتصريحات المتضاربة والمتناقضة ففي مجمل الرسائل يتم اتهام الآخر الفلسطيني، وغابت رسالتنا الموحدة التي كانت ساطعة في انتفاضتنا الأولى، والتي غزونا العالم بها والمتمحورة حول كوننا شعبنا أعزل مضطهد يسعى نحو الخلاص والانعتاق والاستقلال، وحلت محل هذه الصورة البسيطة والسهلة والمقنعة صورة أخرى مشوهة ومدمرة وتم تقديمنا للعالم بأننا شعب يقتتل يوميا من أجل السلطة ونتحول تدريجيا إلى مقديشو جديدة بوعي أو بدون وعي، شعب منقسم، لا اتفاق على أي برنامج. يبدو أننا نسير بخطى متسارعة نحو الفشل الجماعي، وللأسف فالذي يحدث ليس بحجم وتضحيات شعبنا، ولكن الاستثمارات السيئة تنتج الخسارة على الدوام، والشيء الوحيد الذي من الممكن أن يوقف انحدارنا هو الشراكة الحقيقية، والتوافق الحقيقي، والقناعة الراسخة بأننا عشنا وسنعيش معا على هذه الأرض، ومن المحزن أن نتحدث عن الانقسام الذي يحدث في الشارع الفلسطيني وكأنه انقسام طائفي أو اثني أو عرقي، كنا نعتقد أننا الشعب الوحيد في العالم الذي سيبقى خارج الانقسام، والمطلوب فعليا هو رفع الزيف ووقف التحريض الأعمى عبر الفضائيات والصحف المواقع الالكترونية والإذاعات والمنشورات الحزبية، من لا يؤمن بان فتح وحماس والشعبية والديمقراطية وفدا وحزب الشعب المبادرة والجهاد الإسلامي والألوية والعربية والنضال الشعبي وغيرها من فصائل وقوى العمل الوطني هي مكونات حقيقية في صلب نسيجنا السياسي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي فعليه ان يبحث له عن وطن أخر على مقاس قدميه، وليترك هذا الشعب الصابر ويرحمه. - مفتاح 29/5/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|