في يوم من الأيام، وقبل أربعين عاماً في أعقاب حرب 1967 مباشرة، سئل أبا إيبان وزير خارجية “إسرائيل” في ذلك الوقت، وأشهر الحمائم “الإسرائيلية”، إن كان يتوقع أن يعترف الأردن ب “إسرائيل” في ضوء نتائج الحرب، فأجاب إيبان بصلف: “السؤال إن كانت “إسرائيل” ستعترف بالأردن أم لا”. ومن أشهر ما قاله إيبان في العرب: “لم يضيّع العرب أبداً أي فرصة لإضاعة الفرص”، ولو كان إيبان، بما له من شهرة أكاديمية، موضوعياً لقال: “لم تضيّع “إسرائيل” أبداً أي فرصة لتدمير الفرص”. كان إيبان في الثامنة من العمر عندما أطلق زئيف جابوتنسكي “1923” نظرية “الجدار الحديدي” والتي تعني باختصار “إقامة “اسرائيل” بالحرب”، وتحولت هذه النظرية إلى استراتيجية على يد دافيد بن غوريون، حيث “عاشت “إسرائيل” للحرب”، أي أن ““إسرائيل” قامت بالحرب وعاشت للحرب”. وفي الفترة التي شغل فيها أبا إيبان منصب وزير خارجية “إسرائيل” “1966 1974”، في وزارتي ليفي أشكول وجولدا مئير، خاضت “اسرائيل” حربين ضد العرب في عامي ،1967 و1973. وفي أعقاب حرب 1967 أسهم إيبان في بلورة قرار مجلس الأمن ،242 وقبيل حرب 1973 حذر إيبان دعاة التوسع في “إسرائيل” “الذين كان موشى دايان من أبرزهم”، بأن العرب إذا فقدوا الأمل في الحصول على أي شيء بالطرق الدبلوماسية، فلا يتوقع منهم الامتناع عن القيام بعمل عسكري. بالرغم من إبداع أسلافنا في الفخر والهجاء، فإننا خسرنا حروبنا الكلامية ضد “إسرائيل”. ففي الحروب الكلامية ظل العرب يتوعدون “إسرائيل”، ويهددونها بالحرب بعد قيامها، في الوقت الذي كانوا فيه غير مصممين على حرب “إسرائيل”، وعدم بناء قوة قادرة على خوض الحرب، أو لجعل تهديدات العرب تحمل على محمل الجد لدى القريب أو البعيد. وكانت “إسرائيل” تقابل تهديدات العرب بصيحات الفزع وهي تعلم أنهم غير جادين فيها، وذلك لتأليب الرأي العام العالمي، والمجتمع الدولي عليهم. أما “إسرائيل” في الحرب الكلامية، ظلت تنادي بالسلام مع العرب، وهي غير صادقة في هذه الدعوة، لأنها تخشى السلام أكثر من خشيتها للحرب. واليوم، كيف تلعب “إسرائيل” لعبة السلام؟ في قمة الرياض الأخيرة، أعاد العرب عرض صفقة السلام المسماة “المبادرة العربية للسلام” على “إسرائيل”، والتي يطالب فيها العرب بعودة “إسرائيل” إلى حدود 4/6/،1967 وإعادة القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين بخياري العودة أو التعويض، مقابل اعتراف الدول العربية ب”إسرائيل” وإقامة علاقات طبيعية معها. وقد قدمت المبادرة على طبق “السلام خيار العرب الاستراتيجي”، ومعنى هذا أن العرب لن يفقدوا صبرهم مهما تباطأت “إسرائيل” في الاستجابة لمبادرتهم، كما حذر أبا إيبان في العام 1973 من احتمال فقدان العرب للأمل والقيام بأعمال عسكرية، وبذلك فإن المبادرة العربية تفتقر إلى هيكل صلب، تقوم عليه حتى ترتقي إلى مستوى المواجهة الاستراتيجية ل”إسرائيل”، لأن السلام هو خيار العرب الاستراتيجي، وأن الخيار العربي الآخر المطروح إذا رفضت “إسرائيل” المبادرة العربية، هو حرمانها من قطعة الحلوى المتمثلة في الاعتراف بها. “إسرائيل” كعادتها السابقة في تدمير فرص السلام مع العرب، اتجهت للعبث بالمبادرة العربية للسلام، حيث جلست باسترخاء على أريكة “السلام خيار العرب الاستراتيجي” وبدأت في تفتيت المبادرة وشل فاعليتها، فلم تترك جزءاً منها على حاله، بل أخذت تقوله من خلال رؤيتها، بحيث لن يبقى من المبادرة العربية للسلام غير العنوان، أما التفاصيل فهي الحل الأحادي “الإسرائيلي”. مشكلة “إسرائيل” أن قادتها قابعون في كهف الأصولية “الإسرائيلية” المتمثلة في شل الجيوش العربية النظامية، وتهديد الأنظمة الحاكمة، ولا يدركون أن البيئة المستكينة من حولهم، بدأت تمور بالغضب. وينبه آلون بن مئير بني قومه في “إسرائيل” إلى أن “الوضع في الشرق الأوسط يتدهور بدرجة خطيرة، في الوقت الذي تتزايد فيه التهديدات ضد أمن “إسرائيل” القومي، من قبل الجماعات الراديكالية المتطرفة”، وينصح “أرميا الجديد” بني قومه بانتهاز الفرصة “لأن المبادرة العربية تقدم عرضاً للتوصل إلى سلام شامل”. - الخليج 2/6/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|