رام الله - أعلن الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أنه لن يكون هناك لقاء بين الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، اليوم، فيما قالت مصادر مطلعة إن الرئيس عباس قرر عدم عقد اللقاء، الذي كان مقرراً، اليوم، في أريحا، نتيجة عدم استعداد اولمرت لتقديم أي شيء في الاجتماع. وقال عريقات: لن يكون هناك لقاء بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الخميس (اليوم)،ولكن التحضيرات ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة من أجل عقد لقاء ذي معنى يقود الى نتائج ملموسة، المهم مضمون اللقاء وليس مكانه أو موعده0
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أن الاجتماع تأجل بناء على طلب فلسطيني دون الإفصاح عن الاسباب.
وفي هذا الصدد، اشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى أن الجانب الإسرائيلي أكد خلال الاجتماعات التحضيرية مع الجانب الفلسطيني، أن اسرائيل ليست مستعدة لتقديم أي شيء في الاجتماع، وأنها تريده اجتماعاً عادياً بروتوكولياً، معتبرة أنه ليس من الضرورة أن يخرج الاجتماع بنتائج.
وأكدت المصادر أن الرئيس عباس يريد للاجتماع أن يخرج بنتائج ملموسة، وخاصة البدء بمفاوضات سياسية ذات معنى تقود لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، والى وقف اطلاق النار بشكل شامل ومتزامن في الضفة الغربية وغزة، وفقاً لمبادرة الرئيس ذات النقاط العشر.
وكانت مصادر اسرائيلية أكدت قبل إلغاء اللقاء أن اولمرت ليس مستعداً لتقديم أي شيء للرئيس عباس في اللقاء الذي كان من المقرر عقده في اريحا. وقالت: أولمرت سيؤكد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال اجتماعهما المرتقب في أريحا أن إسرائيل لن تحول أي أموال إلى السلطة الفلسطينية ما لم يتم إنشاء آلية تضمن عدم وصول هذه التحويلات إلى حركة "حماس"0 واضافت " كما أن أولمرت سيستجيب على الأرجح لطلبات عباس الخاصة بتسهيل حياة المدنيين الفلسطينيين من خلال إزالة عدد من الحواجز في الضفة الغربية، وأن رئيس الوزراء يعارض إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ما دام الجندي المخطوف جلعاد شاليت محتجزاً في قطاع غزة".
وقال نبيل عمرو مستشار الرئيس لوكالة فرانس برس "اللقاء تأجل بسبب تعثر التحضيرات التي لم تكن كافية، والأمر يحتاج الى مزيد من الاتصالات".
وأكد مسؤولون فلسطينيون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، لوكالة فرانس برس، أن اللقاء أرجئ بعد رفض اسرائيل خلال مفاوضات تحضيرية الرد على طلب فلسطيني باستعادة مئات ملايين الدولارات من الضرائب والرسوم الجمركية التي جبتها الحكومة الاسرائيلية منذ عدة اشهر لحساب الفلسطينيين.
من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية الدكتور زياد ابو عمرو: إن تأجيل لقاء الرئيس مع اولمرت تم بناء على طلب الرئيس عباس بعدما رفضت الحكومة الاسرائيلية، خلال اتصالات التنسيق التمهيدي للقاء، الاستجابة للمطالب الفلسطينية.
وقال أبو عمرو، خلال لقائه بالصحافيين في مكتبه برام الله: لم تكن هناك أية استجابة من الجانب الاسرائيلي لكي تتمخض عن اللقاء نتائج ايجابية، فطلب الرئيس عباس تأجيل اللقاء . ومن المطالب الفلسطينية، في الاجتماع الذي تم تأجيله، امس، التزام الجانب الاسرائيلي باطلاق عملية تفاوضية وفق افق سياسية واضحة، والافراج عن اموال السلطة المحتجزة، والسماح للجانب الفلسطيني بالبدء في بناء الميناء في غزة. كذلك، طالب الرئيس في الاتصالات التنسيقية، بأن تخرج عن لقائه مع اولمرت موافقة اسرائيلية على اطلاق سراح النواب والوزراء المعتقلين وتسهيل الحركة على المعابر.
وقال ابو عمرو "في ظل عدم استجابة الجانب الاسرائيلي لهذه المطالب، قرر الرئيس عدم الذهاب الى اللقاء، والتقدير الذي كان، أن اللقاء لن تكون له فائدة".
وعلى ما يبدو، فإن تبني الحكومة لمبادرة التهدئة التي اطلقها الرئيس عباس، اسهم الى حد ما في تعزيز موقف الرئيس لدى الاسرة الدولية، خاصة وأن موافقة الحكومة التي تشارك فيها "حماس" و"فتح" على مبادرة التهدئة وضعت الكرة بوضوح لدى الجانب الاسرائيلي.
وقال ابو عمرو "تبني الحكومة لخطة التهدئة التي عرضها الرئيس ابو مازن، كان تطورا بارزا، خاصة وان هذه الخطوة انما تؤكد حرص الحكومة على التهدئة ودعمها بالتالي لموقف الرئيس ابو مازن".
واضاف "مصلحتنا الفلسطينية تقتضي تثبيت التهدئة بشكل شامل ومتبادل ومتزامن، حتى لا نفسح المجال لمزيد من التدخلات الخارجية، ونغلق الابواب امام أي اطراف خارجية". واشار ابو عمرو الى انه سيقوم خلال الايام المقبلة بجولة آسيوية واوروبية لشرح الموقف الفلسطيني، حيث ستشمل هذه الزيارة كلاً من اليابان والصين وروسيا وفرنسا وسويسرا والبرتغال وايران وسورية.(الأيام).
