مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


ربما كان للمؤتمر الذي نظمه مكتب التعبئة والتنظيم "العمل الجماهيري"، في حركة "فتح"، أول من أمس، في رام الله، وقع كبير سواء على الحضور، أو المتابعين لمجمل النقاش الذي دار فيه. قد تكون هذه هي أول مرة خلال سنوات طويلة نرى فيها نقاشاً عاماً مفتوحاً لكل الافكار والاطياف في حركة "فتح"، والقوى الفلسطينية الفاعلة على الساحة.

تنوع الحضور والمتحدثين أعطى مصداقية أكبر للمؤتمر، وربما أن الانتقادات اللاذعة التي وجهت من قبل بعض المتحدثين أو من مداخلات الجمهور، تؤكد أن هناك انفتاحاً كبيراً في "فتح" رغم كل المصاعب التي تمر بها، والسلبيات التي التصقت، أو ألصقت بها. الاهم في تلك النقاشات هو تأكيد المشاركين سواء من "فتح" أو من القوى الوطنية والاسلامية الأخرى، أن الحركة ليست في حالة احتضار أو موت سريري كما يتمنى البعض أو يحاولون تصويره.

ولا شك ان هناك تغيراً كبيراً طرأ على "فتح" إثر تحولها من حركة ثورية (جامعة لكافة فئات الشعب الفلسطيني منذ ستينيات القرن الماضي، وحملها الهم الوطني، وكان شعارها وما زال فلسطينياً خالصاً، حيث دفعت الحركة وقيادتها ثمناً باهظاً لتمسكها بخيارها الفلسطيني)، الى حركة قائدة لدفة السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث تحمل وزر وأخطاء السلطة وكأنهما اصبحا وجهين لعملة واحدة... وهذا ما أثر عليها سلبياً، وأدى إلى ترهلها تنظيمياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً أيضاً.

لعل الجديد هو أن قيادة الحركة اليوم تمارس نقداً ذاتياً، وتستمع الى نقد الآخرين، حتى لو كان جارحاً وشخصانياً... وهي لا تنكر الأزمة.. ولكنها بدأت فعلاً في وضع حلول ربما لا تكون شاملة وجذرية لكنها في الطريق الصحيح.

إن اقرار القيادة العليا (اللجنة المركزية) بأهمية وضرورة انعقاد مؤتمر الحركة السادس قبل نهاية العام، سيكون داعماً قوياً لعملية الإصلاح المتواصلة في ظل استمرار عملية الانتخابات الديمقراطية في الاقاليم، وان شابها كثير من الانتقاد لخلل هنا وآخر هناك في كيفية حصر العضوية.. وتصنيف الاعضاء.. والحد من الاتساع الافقي ما يخلق عبئاً ثقيلاً يساهم في الحد من قدرة "فتح" على الحركة، الا ان هذه العملية تتم بهدوء في كثير من المناطق... وتقبل بها الاغلبية، وهذا المطلوب بالحد الأدنى.. ولكن دمقرطة الحركة يجب ان تسير بشكل متواز، ليس مع المناطق فقط، وانما هي بحاجة ماسة اليوم الى المؤسسات النقابية والاكاديمية والاهلية، فكثير من هذه المؤسسات المحسوبة على "فتح"، في أسوأ حال.. وكثير من القائمين عليها يسيئون للحركة الأم اكثر من افادتها.. فلماذا كل هذا الانتظار.. ولماذا لم يتم التحرك سريعاً من اجل اصلاح المؤسسات الشعبية لتكون رافداً مهماً سواء للعضوية او للقيادات البديلة مستقبلاً. إن الأهم والأخطر هو برنامج الحركة... والمطلوب اليوم برنامج متكامل، وواضح قادر على التعامل مع المستقبل دون انكار للماضي.... والمحافظة على ثوابت اساسية قامت عليها الحركة وتحقق استمراريتها من خلال هذه الثوابت، ولكن مع مرونة ليتم استيعاب التغيرات الاقليمية والمحلية والعالمية.

برنامج الحركة يجب ان يحقق الحد الأدنى لتطلعات الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية... ولعل الجانب الاجتماعي كان الاكثر سلبية خلال السنوات الماضية، حيث ابتعدت الحركة عن دورها التقليدي كرافعة للقضايا الفلسطينية اجتماعياً، ومع تأكيد كثير من المحللين أن الدور الاجتماعي للحركة في الستينيات وحتى التسعينيات كان افضل وأهم بكثير مما هو واقع اليوم.

أما فيما يتعلق بالجانب السياسي، فإن "فتح" كحركة جامعة بحاجة الى اعادة ترتيب الاوراق بشكل يحقق مصالحها من جهة على اعتبار تحقيق مصالح الوطن، ولهذا فان المقاومة يجب ان تنظم في اطار امكانية تحقيق مكاسب سياسية وليس العكس..

إن التوصيات التي خرج بها مؤتمر "فتح" الواقع والتحديات، واجتماعات المجلس الثوري في هذه الايام والنقاشات الدائرة بصوت عال... والحراك القيادي، كلها دلائل وقوة ومؤشر جيد على أن "فتح" ما زالت الحركة الأم والأكبر القادرة على حماية المشروع الوطني، والوحيدة القادرة اليوم على الدفاع عن وحدانية القرار الفلسطيني وعدم تبعيته لاية جهة مهما كانت. رغم أخطاء "فتح" الكثيرة، ورغم السلبيات التي لصقت بها... إلا أن الاحداث خلال السنة الماضية أثبتت انها الحركة الاكثر جماهيرية، والمطلوب مساعدتها، وليس اضافة اعباء جديدة على جسدها المثقل بكثير من المشاكل والهموم.

ربما هي كلمة حق تقال اليوم في بحر فلسطيني مظلم في كثير من جوانبه... وان "فتح" ما زالت قادرة على حمل المشعل في النفق المظلم!!؟ - الأيام 9/6/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required