كان الجميع يتوقع ان يدين محمود عباس، الزعيم المنتخب ديمقراطيا، انقلاب «حماس» وان ينادي بتدخل دولي بغرض إعادة سيطرته على الاوضاع. لكنه ظل جالسا في رام الله لا يريد ان يواجه الحقيقة في الوقت الذي سقط فيه الجزء الوحيد المحرر من دولته الافتراضية في ايدي ألد اعدائه الفلسطينيين. أخيرا اصدر محمود عباس قرارا بحل الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة «حماس»، ولكن بعد ان استكملت الحركة السيطرة على غزة. منتقدو عباس سيقولون ان ما حدث منه أمر ليس بغريب، إذ ينظرون اليه كزعيم ضعيف يفضل استرضاء من يتحدونه بدلا عن مواجهتهم. إلا ان عباس يدرك فيما يبدو الواقع هناك على نحو افضل منا. ظل أفراد قوات «فتح» على مدى عام تقريبا ينفذون ردودهم الانتقامية في الضفة الغربية، حيث يسيطرون على الوضع، كلما تعرضوا الى هجوم من حركة «حماس» في غزة. ولكن عندما بدأ القتال هذه المرة لم تتخذ «فتح» خطوات تذكر داخل الضفة الغربية لمواجهة هجوم «حماس». في واقع الأمر تخلى كل من عباس وحركة «فتح» عن غزة لصالح «حماس» وتمسكوا بالضفة الغربية، وانتهى الأمر بكياني «حماستان» وسفتحسطين» «حل إقامة دولتين»، لكنه ليس الحل الموجود في ذهن جورج بوش. سيحاول القادة الفلسطينيون، بالطبع، مواصلة إعلان عدم قابلية تقسيم الوطن الفلسطيني. ولكن من المحتمل ان يستمد محمود عباس وقادة فتح الآخرون عزاءهم من المأزق الذي ستواجهه حركة «حماس» الآن. دولة غزة الفاشلة التي تسيطر عليها «حماس» تقع بين مصر وإسرائيل. مياهها وكهربائها وبضائعها الاساسية تستورد من الدولة اليهودية، التي أعلنت حركة «حماس» ان تدميرها هدف اساسي للحركة. وفي حال إطلاق صاروخ «قسام» واحد على اسرائيل من داخل قطاع غزة باتجاه أي قرية اسرائيلية، ستهدد اسرائيل بإغلاق الحدود. ستلجأ «حماس» حينها الى التوصل الى وقف لإطلاق النار مع اسرائيل او السعي الى الحصول على مساعدة مصر في توفير الاحتياجات الاساسية لسكان قطاع غزة الذين يقدر عددهم بحوالي 1.5 مليون نسمة. ولكن هل ستسمح مصر بأن تكون على حدودها دولة ارهابية تديرها حركة تنتمي الى «الاخوان المسلمين» ولها علاقات مع ايران و«حزب الله»؟ ام ستصر على المحافظة على معايير محددة من النظام لمقابل تعاونها؟ وتطور الاحداث بهذه الطريقة سيحرر عباس للتركيز على الضفة الغربية، حيث يمكنه الاعتماد على قوات الدفاع الاسرائيلي لضرب التحديات المتوقعة من حماس، وعلى الاردن والولايات المتحدة للمساهمة في تشكيل قوات الامن. وعباس باعتباره رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية يمكنه التفاوض مع اسرائيل حول التخلي عن الضفة الغربية. وإذا ما سيطر على المنطقة يمكنه التوصل الى اتفاقية سلام مع اسرائيل تؤدي الى تأسيس دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة في الضفة الغربية والضواحي العربية للقدس الشرقية. وفي غضون ذلك يمكن للفلسطينيين في غزة مقارنة مصيرهم تحت حكم حماس بمصير شعبهم في الضفة برعاية عباس، وهو ما يمكن ان يجبر حماس على قبول واقع اسرائيل مما يؤدي في النهاية الى توحيد غزة والضفة الغربية كهوية سياسية واحدة تعيش في سلام مع الدولة اليهودية. ومن الصعب الاعتقاد بأن مثل هذه النتائج الحميدة تنتج عن الحرب الاهلية الفلسطينية. وتجدر الاشارة الى ان ايهود اولمرت لديه مصلحة في هذه النتائج ايضا. فقد انتخب بتفويض لترك الضفة الغربية، وقد اضعفت الحرب اللبنانية في الصيف الماضي اولمرت كثيرا. وأفضل آماله في الخلاص السياسي يكمن في تحريك عملية السلام. ومع انتخاب ايهود باراك زعيما لحزب العمل اصبح اولمرت الان شريكا مع الاجهزة الامنية التي يمكنها منحه المصداقية ومنع الضفة الغربية من المضي في طريق غزة. - الشرق الأوسط 16/6/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|