مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


"إن تحرير النساء والأوطان لا ينفصلان ولا يتقدم أحدهما على الآخر" من ميثاق الشبكة العربية

في زمن تعاني فيه بلادنا العربية، من تفتت وتشرذم لم يسبق لهما مثيل، وفي زمن يختلط فيه الحابل بالنابل؛ حيث تسلب الحريات باسم الحرية، وتغتال الديمقراطيات باسم الديمقراطية، وتبرَّر الجرائم الوحشية المتعددة ضد الإنسان وضد الشعوب، تحت ستار الدفاع عن النفس، ويبرَّر انتهاك الحريات تحت اسم الحفاظ على الشرعية.

في زمن يسعى فيه الاستعمار والاحتلال إلى تغذية الفتنة الطائفية، والإثنية، والعرقية؛ مما يؤجج الحروب الداخلية، في فلسطين، والعراق، ولبنان، والسودان؛ يأتي انطلاق الشبكة النسوية العربية؛ ليشكل بارقة أمل نسوية، تبحث عما يجمع، وتنبذ ما يفرِّق، و"تحمل رؤيا نسوية عربية منبعثة من احتياجات النساء العربيات، تنطلق من أن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، دون الفصل بين قضايا النساء والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي. آخذة بعين الاعتبار احترام اشكال التعددية الفكرية والسياسية والاجتماعية لكل النساء في الوطن العربي. تنسق الشبكة فيما بينها من أجل النهوض بأوضاع النساء في مختلف الأقطار العربية، كما تسعى للتنسيق مع كافة الشبكات العربية والدولية، التي تلتقي وإياها في الرؤيا".

في العاصمة الأردنية عمان، وفي 17-18 حزيران 2007م، نظمت الشبكة النسوية العربية، بالتعاون مع اتحاد المرأة الأردنية، ندوة عربية، "لمناقشة تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2005م"، حزيران 2007م. هذا التقرير الذي نشره المكتب الإقليمي للدول العربية/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في العام 2006م، تحت عنوان: "نحو نهوض المرأة في الوطن العربي". اختارت الشبكة النسوية العربية أن تعلن عن انطلاقها، في سياق نشاط عربي، اعترافاً منها بالحاجة الماسة إلى خطاب نسوي نقدي، يبحث في عوامل نهوض النساء، ويستفيد من طاقاتهن المعطلة، كمدخل أساس لنهوض الوطن العربي، ومن أجل بناء مجتمع مدني، قادر على التأثير والتغيير.

أكدت المشاركات، من سبع عشرة دولة عربية، ما جاء في التقرير حول المشكلات المركبة التي تعيق نهوض المرأة العربية، واعتبرن أن بإمكانهن الإفادة من تقارير التنمية الأربعة، التي صدرت حتى الآن، كمدخل علمي لوضع خطة عمل نسوية، تأخذ بعين بالاعتبار التغيرات العالمية، التي غيرت قوانين الصراع، دون أن تلغي الصراع؛ الأمر الذي استلزم تغيير الخطاب النسوي، وتنويع أساليب النضال.

وبالرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها النساء العربيات، في ميادين المعرفة الإنسانية؛ إلاّ أن تقرير التنمية الإنسانية قام بالكشف بالأرقام والحقائق العلمية، عن تدني مشاركة المرأة العربية في التنمية الاقتصادية؛ إذ تبقى المشاركة الاقتصادية للمرأة العربية هي الأدنى في العالم، كما أن مشاركة المرأة العربية نسبة إلى الرجل العربي، هي الأدنى في العالم. كما ورد في التقرير. ولا شك أن هذه الأرقام لا تعكس حقيقة المشاركة الاقتصادية للنساء، إذا قيَّمنا مشاركة المرأة الاقتصادية داخل الأسرة، ومشاركتها في سوق العمل غير الرسمي؛ مما لا تأخذه الدول بعين الاعتبار، حين قياس مشاركة النساء الاقتصادية. ناقشت الندوة خطر الارتداد عن مكتسبات الحركة النسوية في البلدان العربية، في ظل انتشار الحركات الأصولية، وتراجع الحركات الديمقراطية؛ الأمر الذي يستوجب مراجعة خطاب المؤسسات النسوية، وبرامجها، والوقفة المسؤولة أمام طرق النهوض بها، واستعادة دورها الطليعي، في ربط العمل السياسي بالاجتماعي، دون أن يلغي أحدهما الآخر.

عبَّرت الشبكة في بيانها الختامي، عن ضرورة "عولمة المؤسسات النسوية الديمقراطية، في مواجهة سياسات الليبرالية الجديدة"، هادفة إلى إعادة الاعتبار للعمل النسوي العربي؛ لتكون قادرة على التصدي للمخاطر والتحديات، التي تواجهها النساء العربيات. "إن التحديات الجديدة المفروضة على أوضاع المرأة العربية بكافة مستوياتها وعناصرها، يمكن مجابهتها فعلاً، بوجود مشروع نهضوي للمرأة العربية، وهو المشروع الذي دعا له تقرير التنمية الإنسانية العربية، مؤكدين على ان المشروع يشكل في حال تحقيقه جزءاً من مشروع نهضوي عربي شامل".

*****

في مواجهة شرذمة منظمات المجتمع المدني، إلى منظمات صغيرة، وفي مواجهة الشبكات، التي تنظم ندوة أو نشاطاً، وينتهي عملها بانتهاء النشاط؛ أعلنت الشبكة النسوية العربية، أن هدفها ضم المنظمات العربية ذات الأهداف المتقاربة، من أجل العمل المشترك، الذي يمكن أن يشكل قوة مؤثرة، تساهم في بناء مجتمع مدني فاعل.

*****

ما هي المصالح التي تجمع النساء العربيات؟ وكيف نعرِّب مفاهيمنا وفقاً لهذه المصالح، بدلاً من أن نترجمها؟ هل نستخدم مصطلح "النهضة" المُعَرَّب، بدلاً من مصطلح "التمكين" المُتَرجَم؟ وكيف يُدار الصراع داخل الحركات النسوية؟ هل يُدار بطريقة تؤدي إلى التوافق، أم إلى استبعاد الآخر؟ كيف تربط النساء بين السياسي والاجتماعي بطريقة خلاّقة؟ كيف نبرز الجوانب المضيئة من تاريخ المرأة العربية بشكل أفضل؟ وما هي الوسيلة المثلى لاستحضار النساء المنسيات والمغيبات، في جميع مجالات المعرفة الإنسانية؟ كيف تعود الثقة بين منظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية التي انبثقت من رحمها؟ وهل يمكن للاجتهاد الفقهي "أن يتجاوز إسار المؤسسات الدينية القائمة وشخوصها، ويصبح حقاً واجباً على كل مسلم عالم وقادر على التفقه في شؤون دينه، سواء أكان رجلاً أم امرأة"، كما أوصى التقرير؟ وكيف يمكن الاستفادة من كافة المذاهب الفقهية في الاجتهاد دون اقتصار الاجتهاد على مذهب فقهي بعينه؟ كما أوصت نقاشات الندوة؟ وبما أن الطائر لا يمكن أن يحلِّق سوى بجناحين؛ وإذا اعتبرنا مناقشات "الندوة العربية لمناقشة تقرير التنمية الإنسانية"، وانطلاق الشبكة النسوية العربية، صياغة متقدمة لبداية جادة للجناح الأول للمرأة: بناء حركة مكافحة مناضلة، كما عبَّر رئيس الفريق المركزي، لإعداد التقرير: د. نادر فرجاني، فماذا عن الجناح الآخر؟ ماذا عن الإصلاح المجتمعي؟ وكيف يمكن للجناحين أن ينموا بشكل متوازٍ، على أرض الواقع؛ حتى يتسنى للطير أن يطير؟

أسئلة عديدة، تطرحها مناقشات الندوة، على الحركات والمنظمات النسوية العربية، وعلى الخطاب النسوي العربي؛ الأمر الذي يفتح باب الحوار على مصراعيه، حول العديد من القضايا، بين منظمات المجتمع المدني (النقابات والإعلام والأحزاب)، والمنظمات النسوية، وبين جميع المهتمين بنهضة العالم العربي.

faihaab@gmail.com - مفتاح 9/7/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required