مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في محاولة للإجابة عن الأسئلة المطروحة للنقاش، في مقالتي المنشورة، الأسبوع الماضي، بتاريخ 8 تموز 2007؛ وصلتني بعض الرسائل، من المهتمين والمهتمات، بشأن الحوار النسوي، أستضيفها تباعاً ضمن "مساحة للحوار"، وآمل أن تسنفز المزيد من المعنيات والمعنيين بشؤون نهضة العالم العربي: المجتمع المدني (النقابات والإعلام والأحزاب)، والمنظمات النسوية، والمراكز البحثية، والحقل الأكاديمي.

*****

حضرة الدكتورة فيحاء عبد الهادي المحترمة، بعد التحية والاحترام، أتفق مع الكثير من الأفكار الايجابية والتقدمية التي طرحتِها في مقالتك، في جريدة الأيام، تعقيباً منك على انطلاقة الشبكة النسوية العربية، وانعكاسات ذلك على الخطاب النسوي العربي، في ظل وجود أنظمة شبه شمولية وأنصاف توتاليتارية. لقد شاركت في بعض ورشات العمل والندوات والمؤتمرات التي تناولت الحركة النسوية الفلسطينية، وآخرها كان في الجامعة العربية الأمريكية، بمناسبة الثامن من آذار, وها أنا في صدد مناقشة رسالة ماجستير في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، تتناول موضوع المشاركة السياسية العامة، ودور السلطة في تعزيز المشاركة السياسية .في نفس الوقت، اسمحي لي أن أبدي الملاحظات الآتية:

1- ما زال الخطاب النسوي الفلسطيني بعيداً عن الموازنة بين الأصالة والمعاصرة، حيث المفردات والمصطلحات المختلفة، المستخدمة في حيز مساحة هذا الخطاب، تميل إلى الغربنة والتغريب، وعدم مراعاة الخصوصيات الثقافية والتراثية. لذلك أرى أن تقوم مفكرات ومفكري النسوية والأنثوية، بتوطين هذه المفردات والمفاهيم، مثل: الديموقراطية وحقوق المرأة، واستنباتها في تربة فلسطينية وعربية.

2- ما زالت الحركة النسوية الفلسطينية نخبوية، ومدينية الطابع والأداء, ولم تفلح في رأيي الشخصي، في استنهاض مئات الآلاف من النسوة الريفيات المهمشات والمقصيات، وإيصالهن إلى درجة معقولة من القيادة والفاعلية، حتى تحصل هناك نقلة نوعية حقيقية على صعيد احترام مكانة المرأة.

3- الخطاب النسوي ما زال ضائعاً ومشتتاً، بين الفصائلية والحزبية والمناطقية، وما زال الصراع محتدماً، بين العلمانيات واليساريات والإسلاميات.

4- الكثير من الورشات والمؤتمرات، يكون فيها المتحدثون والمدربون والمنظِّرون، على درجة من البؤس الفكري، واللاعطاء، لدرجة يمكن القول فيها أنهم/ن وصلوا/ن إلى مكانة التحدث باسم المرأة، بالواسطة والعلاقة الشخصية والزبائنية.

د. أيمن يوسف/ الجامعة العربية الأمريكية/ جنين

*****

العزيزة فيحاء، قرأت مقالتك حول الخطاب النسوي العربي الديمقراطي، وانطلاق الشبكة النسوية العربية، وبما أنني إحدى الناشطات لتفعيل شبكة مشابهة محلياً، تعمل على صياغة وطرح خطاب نسوي تقدمي واضح المعالم، وغير مهادن، وانطلاقاً أيضاً من الأسئلة المطروحة في نهاية المقالة، فقد تبادر إلى ذهني بدوري بعض التساؤلات، إضافة إلى ملاحظات حول القضايا المطروحة: ما الذي سيجعل هذه الشبكة – أو هذا الجسم الفني- مختلفة عن الشبكات والائتلافات والمبادرات العديدة والمتنوعة، التي أنشئت بحماسة فائضة لدينا في فلسطين، وفي مختلف الدول العربية؟ ربما من الصعب ذكر مؤسسة نسوية فلسطينية ناشطة (وربما أيضاً عربية) لم تشارك، في وقت ما، في ائتلاف ما أو طاقم ما (تمخضت عن أفكار عظيمة) وانتهت كأجسام فنية - بيروقراطية، تمعن في حوارات داخلية، وترف فكري، كما وتحولت إلى وسيلة جذابة، لاستقطاب المزيد والمزيد من الممولين، وبالتالي أغرقت نفسها دون أن تدري – أو بدراية تامة- في توجهات ليبرالية غربية بحتة، تسقط من حساباتها أن التمييز الجنسي مرتبط تماماً بآلة التوسع الإمبريالي، ومصالح الأسواق العالمية، بتحويل السواد الأعظم من البشرية إلى تابعين – مستهلكين مربوطين بإحكام إلى عجلة العالم، "الأول": بعيداً عن أي عوامل نماء وتنمية حقيقيتين. وبالتالي تتحول الأجسام، المنطلقة من أفكار ورؤى هامة فعلاً، إلى أدوات للنشاط الليبرالي – التوسعي، ونعود ثانية لنغرق في نقاشات مستفيضة، حول سبل تطوير السياسات، وتحسس جندري للقوانين، في حين نتابع الغرق نحو القاع، كحجر ثقيل، ومع ذلك نهلل كمنتصرين بإنجازاتنا العظيمة! من المهم أيضا الإشارة إلى أن مصطلح" الخطاب الديمقراطي" هو إلى حد ما غامض وفضفاض، ولا ينجو بنفسه من ملامح السياسات الليبرالية الجديدة، التي هو بصدد مواجهتها كما يرد في المقال! لماذا لا يجري الحديث عن خطاب تقدمي فعلاً، مواجه ومتصدي؟ وليصبح كذلك، على منظِّريه أن يكونوا مستقلين/ات من أي التزامات نحو أي ممولين، بعقول حرة ونشطة، ذوي شجاعة وإقدام، وبجاهزية لنقاش المحرمات (على تنوعها)، تلك المحرمات التي تقدم التبريرات المختلفة للتمييز الجنسي والعرقي والطبقي والطائفي والعمري...الخ.

وقبل كل شيء علينا أن ننظف بيتنا الداخلي، بمعنى العمل بجدية على تحسس المؤسسات النسوية أولا إلى فكرها النسوي، وتحاول أن تتوقف عن السلوك الأبوي الذي تنظِّر ضده. وحين نشير إلى المفاهيم الأبوية علينا أن نوضِّح – وأن نستوضح بأنفسنا- بأنها ليست مفاهيم ذكورية بحتة وفقط، بل هي نتاج مجتمعي تشارك فيه النساء أيضاً، بالفعل واللغة والسلوك. فالأبوية تعزز التراتبية، على أساس لا الجنس فقط، بل أيضا العمر والطبقة والانتماء العشائري والسلم الوظيفي. هذا إضافة إلى ضرورة التعامل مع العمل النسوي كقضية، وليس كمهنة أو "بقرة حلوب" تدر الأموال والمعونات، والذي لا يؤتي أي ثمار حقيقية، منذ عقود؛ بل يقدم فقط تجميلاً هنا وتزويقاً هناك! نحن فعلا بأمس الحاجة إلى خطاب نسوي تقدمي حر، وغير قابل للمساومة على الحقوق ومبادئ العدل والمساواة الفعلية. كما نحتاج لعمل جماعي منظم وممنهج وجماهيري، ينظم العمل مع النساء في المدن والقرى والمخيمات، بناء على مبدأ الشراكة لا الاستخدام! ولنحذر ونحذر من تمركزنا النخبوي الغريب والنائي والمنقطع عن نبض شوارعنا العربية، والتي باتت بدورها، في ظل الإحباط السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تربة خصبة للتطرف والغيبية والالتفات بوجد نحو الماضي بدلا من المستقبل. سلام حمدان/ ناشطة نسوية

*****

ما الذي يجعل "الشبكة النسوية العربية" مختلفة عن غيرها من الشبكات؟ كيف يتم اختيار المتحدثات باسم النساء؟ وماذا عن مصطلح "الخطاب الديمقراطي"؟ هل هو غامض أو فضفاض؟ ثم، هل تتعامل بعض قيادات النساء مع العمل النسوي كقضية، أم باعتبارها "بقرة حلوب"؟ وكيف يمكن التوفيق بين عمل النساء المهني، وعملهن التطوعي؟

تزداد الأسئلة عمقاً، وتحتاج مزيداً من النقاش faihaab@gmail.com - مفتاح 17/7/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required