مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


من المسؤول عن الإخفاق الفلسطيني المستمر منذ ثلاثينات القرن الماضي والى الآن ، مروراً بكافة الحقب التاريخية للقضية الفلسطينية ؟!!!

لقد نجح الفلسطينيون دائماً في ترحيل قضيتهم من مرحلة إلى مرحلة أخرى ، ولكنهم لم ينجحوا في استثمار نضالهم من أجل الحرية والاستقلال وبناء الهوية والدولة الفلسطينية المستقلة ، ما هي الأسباب الكامنة وراء مثل هذا الإخفاق المتتالي للفلسطينيين ؟!!

إن حجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون ولا زالوا يقدمونها في مواجهة الاحتلال والصلف الإسرائيلي كبيرة جداً إذا ما قورنت بتضحيات الشعوب الأخرى التي ناضلت ضد الاستعمار في أقطار أخرى وتمكنت من فرض معادلة حريتها واستقلالها عليه ، ذلك ما يثير الدهشة والاستغراب لدى الفلسطينيين أولاً وبقية الشعوب المراقبة ثانياً !!!

قد يعزو البعض هذاالاخفاق إلى أن طبيعة الصهيونية واستعمارها الاستيطاني مختلف نوعياً عن كافة أشكال الاستعمار الأخرى التي شهدتها الشعوب الأخرى ولذا قد أخفق الفلسطينيون في تحقيق الاستقلال حتى ولو على جزء من أرضهم التاريخية لأنها جميعها هدف دائم للصهيونية ، وقد يقول قائل إن السبب يكمن في التدخلات الخارجية التي يتعرض لها الفلسطينيون دائماً عربياً أو إسلامياً أو دولياً ... الخ من العوامل الخارجية التي تؤدي إلى إضعاف الفلسطينيين وكسر معادلتهم مع عدوهم لصالحه دائماً ، كل ما سلف قد يمثل أسبابا مباشرة وخفية تقف خلف حالة الإخفاق الفلسطينية ، ولكن السبب الرئيس والأهم من كل ذلك هو إخفاق الفلسطينيين في توحدهم حول برنامج واحد ومؤسسة واحدة وقيادة واحدة ، ذلك ما أدى إلى فشل ثورات وانتفاضات فلسطين المتعاقبة ، في ثلاثينات القرن الماضي انقسم الفلسطينيون بين مؤيد لآل النشاشيبي أو لآل الحسيني وذبحت الثورة نفسها على يد أبنائها وتاه الشعب وتاهت الثورة في دهاليز الإنقسام والإنشقاق وتمكن الانتداب البريطاني من الاستمرار في تنفيذ جريمته في تهيئة فلسطين لتكون وطناً قومياً لليهود !!!!

وما أن انتهت الحرب العالمية الثـانية حتى أكملت بريطانيا مهمتها وأعلنت إنتهاء انتدابها في 15/أيار/1948 م وفي نفس المساء أعلنت العصابات الصهيونية قيام (( الدولة الإسرائيلية )) ووقعت النكبة الكبرى !!!

وهكذا ذهب الفلسطينيون وذهبت ريحهم ودخلوا في حالة من الركون والانتظار والتوهان ، لم يكن السبب لأنهم فوجئوا بالكارثة بل لأنه لم يكن لديهم برنامج ومؤسسة وقيادة قادرة على توحيدهم واستثمار نضال الشعب الفلسطيني ومراكمته لحسابه في معادلة الصراع الجارية فوق أرضه ، وما أصاب الفلسطينيين في الماضي يصيبهم اليوم فقد انقسم الفلسطينيون ثانية بعد أن تمكن ياسر عرفات من فرض قيادته على م.ت.ف وجعلها إطاراً وطنياً مؤسساتياً وبرنامجاً نضالياً قادراً على القيادة وعلى استثمار نضال الشعب الفلسطيني ، جاء ظهور التيار الإسلامي كقوى منافسة وموازية لـ م.ت.ف وترفض شرعيتها وتعترض على برنامجها وسياستها مدعومة من قوى محلية وخارجية لتفقد م.ت.ف مزايا القيادة الواحدة القادرة على استثمار نضال الشعب الفلسطيني وقد تبلور ذلك وتجلى تحت ستار المقاومة الإسلامية المستمرة للإحتلال وأن فلسطين عربية وإسلامية قبل أن تكون فلسطينية إلى آخره من الشعارات والذرائع والشماعات ، واستغلال وتوظيف الأخطاء المرتكبة من قبل م.ت.ف وفصائلها وأجهزتها ، واستغلال وتوظيف مساحات اليأس والإحباط المتنامية في أوساط الشعب الفلسطيني وكذلك مساحات الفقر والجوع التي تزداد يوماً بعد يوم ، وصولاً إلى فرض حالة من الانقسام العمودي على الشعب الفلسطيني والذي تقود طرفيه حركة " حماس " التي سيطرت مؤخراً على قطاع غزة ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة " فتح " التي بقيت سيطرتها قائمة على الضفة الغربية ، لتضعا الشعب الفلسطيني على أبواب كارثة أكثر خطورة من نكبة وكارثة 1948 م .

وكأننا أمام نظامين ومؤسستين وبرنامجين فلسطينيين وقيادتين متنازعتين فيما بينهما في حين أن المؤسسة الإسرائيلية رغم اعتمادها الديمقراطية والتعددية واحدة وموحدة في خططها وحربها مع الوطنية الفلسطينية بدون هوادة قبل وبعد إنشاء الدولة ، بل إن التعارض والتناقض الداخلي الفلسطيني الذي يتجذر يوماً بعد يوم أصبح يعلو على تناقض الفلسطينيين الرئيسي مع الاحتلال الإسرائيلي وقد كان هذا واضحاً من خلال أسلوب الحسم العسكري الذي أقدمت عليه حركة " حماس " في قطاع غزة ومن خلال تهديداتها وتحضيراتها الجارية في الضفة لتنفذ فيها ما سبق لها أن نفذته في قطاع غزة وتكمل انقلابها على إنجازات نصف قرن من النضال للشعب الفلسطيني بقيادة م.ت.ف .

أيّ فلسطينيين هؤلاء الذين يعلون ويقدمون تعارضهم الداخلي على التناقض الرئيسي سواء كانوا وطنيين أم قوميين أم إسلاميين ؟!! أين يمكن لنا أن نجد تفسيراً لمثل هذه الحالة الشاذة والغريبة لشعب يرزح تحت الاحتلال والاستعمار وتدخل قواه الاساسية في مثل هذا الصراع الدامي والعنيف الذي لا يخدم سوى عدوه الأساسي ؟!!

إن القوى الفلسطينية التي وضعت الشعب الفلسطيني في مثل هذه الحالة وسعت إليها باعترافها ، هي قوى متآمرة بامتياز ومجرمة بامتياز تغامر بعذابات الشعب الفلسطيني وبتضحياته الجسام وبإنجازاته الوطنية وتخضعها لمصالح وحسابات سواء كانت ضيقة أو واسعة لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد مهما حاولت أن تجمل نفسها أو تبرر جريمتها التي ارتكبتها في حق الشعب والقضية على السواء ، إن التمادي في هذه السياسات العابثة بعذابات الشعب الفلسطيني وتضحياته وارتهانها لحسابات مختلفة لا بد أن يوضع لها حد قبل أن تكسر معادلة صمود الشعب الفلسطيني التاريخية وتضحياته الجسام في وجه عدوه الإسرائيلي وتصفي القضية الفلسطينية على يديها هذه المرة أو يتم ترحيلها إلى حقبة تاريخية لاحقة لا يعلمها إلا الله ، أمام هذه الحالة الخطيرة التي وصل إليها الواقع الوطني الفلسطيني لا بد من اجتراح الحل الذي يخرج الشعب والكيانية السياسية والمؤسساتية والنضالية الفلسطينية من هذا المأزق الخطير والشرخ العمـيق الذي أحدثه فيها إنقلاب حركة " حماس " الدموي في قطاع غزة وأن يؤدي إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة القيادة والبرنامج النضالي والأداة النضالية الفلسطينية التي أصبحت مهزوزة في نظر الجميع ، والأمر يكمن أولاً في ضرورة أن تتراجع حركة " حماس " عن إنقلابها الدموي الذي نفذته في قطاع غزة ونتائجه الكارثية وتحميلها كامل المسؤولية الأخلاقية والمادية والقانونية عن الجرائم التي ارتكبت من قبلها في حق الشعب والسلطة على السواء ، والالتزام بقرارات الشرعية الفلسطينية التي اضطر إلى إصدارها الرئيس الفلسطيني في إطار معالجته لهذا الوضع السياسي الشاذ ، ومن ثم يجري التوافق الوطني للاتفاق على أخذ رأي الشعب الفلسطيني في إختيار القيادات والسياسات التي يرتضيها لنفسه وذلك من خلال إجراء إنتخابات مبكرة تعتمد مبدأ التمثيل النسبي ( رئاسية وتشريعية ) حتى لا يحتكر فريق أو فصيل القرار الفلسطيني ويأخذه رهينة لبرنامج فئوي أو عقائدي قد يتعارض مع المصلحة الوطنية الواحدة الموحدة للشعب الفلسطيني ، فهل تتراجع حركة " حماس " عن إنقلابها وتتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية كاملة عما ارتكبته ، وتدخل في حوار مباشر للوصول إلى التوافق الوطني المطلوب من أجل وضع ناظم للتعددية الفلسطينية وأن يجري الاحتكام لرأي الشعب ؟!!

إن إستمرار حركة " حماس " متقوقعة في حدود برنامجها الأيديولوجي سوف يؤدي إلى استمرار حالة الانقسام الفلسطيني وبالتالي لن تكون حماس منتصرة وغيرها مهزوماً بل سيكون الجميع وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وقضيته الوطنية مهزومين وسيكون العدو الإسرائيلي ومخططاته هو المنتصر الوحيد ، ويكون الانشقاق الفلسطيني ومن وقف وراءه وسعى إليه هو المسؤول عن حالة الاخفاق الفلسطينية في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة التي يمر بها الشعب الفلسطيني .

E-mail: pcommety @ hotmail.com - مفتاح 30/7/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required