مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


ليس من باب حسن الضيافة والاستقبال فقط وإنما من باب الفضول والاهتمام والأمل ايضاً، نرحب بك في بلادنا المحتلة ونطلب من سيادة الرئيس وكبار مساعديه ومعاونيه ومستشاريه الاهتمام بك والإصغاء الجيد الى أفكارك وآرائك ومقترحاتك وذلك تأكيداً على مكانة الزيارة وموضوعاتها.

السيدة الفاضلة: كما لا بد وأنك تعلمين وربما تعرفين ايضاً فإن الاغلبية الساحقة من شعبنا تريد السلام وتطمح اليه وترغب فيه ليس لأسباب أخلاقية وإنسانية فحسب وانما لأنه (اي السلام) وقبل كل شيء مصلحة فلسطينية خالصة وحيوية، فالسلام يا سيدتي لا يقدره حق قدره إلا من عانى من ويلات الحرب وخصوصاً عندما تكون هذه الحرب ظالمة وعدوانية وهي الحرب التي تتوالى على شعبنا بموجات متواصلة ومتصلة منذ الربع الاخير للقرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، مسببة له الكوارث والويلات والنكبات. وقد نتج عن هذه الموجات المتواصلة كوارث إنسانية رهيبة تتفاوت حدتها بين مرحلة تاريخية وأخرى طبقاً لحجم القتل والتدمير والتهجير الذي يتعرض له شعبنا. فمن التشريد المنظم المصحوب بالتقتيل الجماعي والإبادة والطرد الجماعي بالرعب والمجازر أثناء العام 1948 أي عام (حرب التحرير والاستقلال الاسرائيلية) الى احتلال ما تبقى من الارض الفلسطينية وإخضاعها لعملية نهب منظمة وإفقار ممنهج وقمع معروف وموثق والمهم الاستيلاء على نقاطها الاستراتيجية واستيطانها والسيطرة على مياهها وطرقها ومفاصلها وحدودها وممراتها وتقطيع أوصالها.

صحيح ان شعبنا الفلسطيني قد واجه هذا كله ببسالة نادرة، وصحيح ايضاً ان ارادة شعبنا على مقاومة هذا العدوان ما زالت عالية وقوية وحقيقية الا ان شعبنا مع ذلك يود فعلاً التوصل الى سلام حقيقي وفعلي يكون قابلاً للحياة والاستمرار ويكون فاتحة للخير والتنمية وتطوير الشعوب لثقافتها بمحض إرادتها الوطنية وفي إطار مساهمتها الواعية في الحضارة الإنسانية. ان الشعب الفلسطيني وهو يتوق الى هذا السلام الحقيقي يعرف حق المعرفة مدى المشكلات التي يعاني منها والصعوبات التي تقف في طريق تحرره الوطني واستقلاله على أرض وطنه وليس في نيته ابداً أن يسمح لأحد باستغلال محنته الحالية للانتقاص من حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وتخطئين يا سيدتي اذا اعتقدتِ للحظة واحدة ان ضعفنا هو فرصة لكم وان حاجتنا للسلام تعني عدم قدرتنا على المقاومة او تراجعنا عن حقنا في مقاومة الاحتلال بالطرق والوسائل التي تقرها لنا الشرعية الدولية وبما ينسجم مع كل الأعراف والقيم الإنسانية والحضارية ونحن قبل غيرنا ندرك ان حقنا هذا يبقى قائماً وشرعياً ما دام في اطار رؤية الشرعية الدولية والمجتمع الدولي ونحن ندرك قبل غيرنا ان استخدام الوسائل العشوائية والعبثية هو خطر علينا وعلى حقوقنا قبل ان يكون خطراً على الاحتلال وعلى مساعديه وأعوانه.

ونحن يا سيدتي الفاضلة اعترفنا بدولة اسرائيل على 78% من أرضنا التاريخية وحينها لم يكن هناك لا حماس ولا الجهاد الإسلامي، ومع ذلك تم قتل رئيسنا ودمرت مدننا وسرقت أرضنا وصودرت مياهنا وهدمت بيوتنا وتضاعف الاستيطان على أرضنا وحوصرت مدننا وقرانا ومخيماتنا وقطعت أوصالنا وعزلت مناطقنا وتحول "السلام" فجأة من قضية تحرر وطني لشعب عانى من ويلات الاحتلال على مدى قرن كامل ومن احتلال مباشر عنصري بكل المقاييس على مدى اكثر من أربعين عاماً .. نعم تحوّل السلام فجأة الى "اجراءات" لبناء الثقة وتخفيف المعاناة الإنسانية والتقليل من الحواجز والإفراج عن بعض أموال الضرائب (أموالنا) وتحولت أهدافنا الوطنية من حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ومن حل قضية اللاجئين على أساس الشرعية الدولية الى انسحاب من جانب واحد وتحويل القطاع الى سجن كبير واقتطاع اكثر من نصف الضفة الغربية وبناء الجدار ومصادرة مناطق كاملة في الغور، مع أنك ورغم ذلك لم تشرحي لنا كيف ستتحقق رؤية الرئيس بوش لحل الدولتين في ظل هذه السياسة وفي ظل هذه المفاهيم والمواقف والوقائع التي تم فرضها على الارض. ولم تشرحي لنا حتى الآن نقطة خلاف واحدة بينك وبين الجانب الاسرائىلي في كل ما يقوم به وما يصرح به وما يفرضه وما يحاول أن يمليه.

أليس من حقنا أن نفهم بأنك وفي ضوء كل هذه الوقائع قد جئت إلينا تحت غطاء الاجتماع الدولي الذي دعا له الرئيس بوش لتسوقي علينا الرؤية الاسرائىلية والوقائع الاسرائيلية وإلا ماذا تريدين اكثر من مبادرة السلام العربية التي تؤمّن لإسرائيل اعترافاً عربياً كاملاً وتطبيعاً شاملاً مقابل أن يقيم الفلسطينيون دولتهم على 22% من أرض فلسطين التاريخية رغم أن عددهم الآن يزيد على تسعة ملايين نسمة، ورغم أن دولتهم ستكون مقيدة بمئات الشروط القاسية ورغم ان عاصمتهم المفترضة ستكون محاصرة ورغم ان عودة لاجئيهم ستكون مجرد اعتراف بحقهم اكثر مما هي عودة حقيقية وهي ستكون اقرب الى العودة الرمزية منها الى العودة الفعلية.

ثم لماذا علينا أن نقبل بكل هذا؟ هل أنتم منتصرون علينا في العراق؟ وهل انتصرتم علينا في لبنان؟ بل وهل انتصرتم علينا هنا في فلسطين؟ ألستم تعيشون في ظل هزائم محققة على كل الجبهات او معظمها؟ ألم تخسروا في أفغانستان؟ هل بقي لكم أي أمل بالنصر في أي من المعارك التي تخوضونها؟!

يا سيدتي، نحن ضعفاء ونحن فقراء ويوجد بين صفوفنا من هم في عداد المجانين والطائشين ولدينا الكثير من الصعوبات والمشكلات ولكنكم مهزومون ولم يعد يصدقكم أحد ولا يثق بكم أحد ولم تثبتوا لنا ولا لمرة واحدة أنكم مع العدل والإنصاف ومع حقنا في الحياة الكريمة على أرض آبائنا وأجدادنا، فلماذا يجب علينا أن نخضع لكم ونسير تحت رايتكم؟

يا سيدتي وزيرة الخارجية.. لو كان الشعب الفلسطيني ضعيفاً الى درجة الكسر لما صمد على مدى أكثر من قرن كامل. أهلاً بك في بلادنا المحتلة. - الأيام 2/8/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required