مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


منذ أسابيع والأفق الشرق أوسطي يعج بالنشاط السياسي المتمحور حول الأزمات السياسية في المنطقة , ويهمني هنا النشاط الذي يدور حول القضية الفلسطينية . فبعد خطاب الرئيس بوش في تموز الماضي الذي جاء ليؤكد مرة اخرى على رؤيته في حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين , وبعد اجتماع وزيرة خارجيته , السيدة رايس في شرم الشيخ مع بعض الزعماء العرب في المنطقة , ثم زيارتها لإسرائيل ورام اللة , جاء لقاء الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي , اولمرت في أريحا .

بعد هذا الزخم من اللقاءات السياسية المتتالية , ارتفعت نغمة التفاؤل عند البعض من العرب والفلسطينيين , كما ارتفعت أسهم دبلوماسية التفاوض كوسيلة رئيسية , إن لم تكن وحيدة , لايجاد الحلول السحرية للصراع الفلسطيني –الإسرائيلي , وغابت , إن لم تكن إستثنيت , نظرية المقاومة .

من المعروف تاريخيا , أن معظم صراعات التحرر الوطنية , كانت تنتهى على طاولة المفاوضات , باعتبارها استمرارا للمقاومة بطريقة اخرى . لكن التاريخ يعلمنا أن الجلوس حول طاولة المفاوضات بين الخصوم كانت تحكمه إمّا توازن القوى , وإمّا الكلفة العالية التي يتكبدها المُحتل او المُستَعْمِر من جرّاء استمرار احتلاله أو استعماره , وإمّا مداخلات دولية ترى أن استمرار الصراع يهدد السلم العالمي أو المصالح الدولية . فهل الحالة الفلسطينية تقع ضمن هذا السياق أم أنها حالة إستثنائية ؟

إنها بالفعل حالة إستثنائية لسببين , الأول يتعلق بالفلسطينيين أنفسهم وملخصة عدم إمكانية الوضع الفلسطيني المميز في خلق حالة من توازن القوى مع إسرائيل تجبرها على التفاوض , والسبب الثاني يتعلق بإسرائيل من حيث فكرها الرافض للتفاوض أو الرضوخ لإرادة المجتمع الدولي , . وهذه نماذج للدلالة :

اولا : الفكر الصهيوني قائم على مبدأ إقتلاع الفلسطيني من أرضه دونما أي اعتبار , وهذه عينة بسيطة من أقوالهم : حاييم وايزمان " إن تحقيق المشروع الصهيوني يعتمد على تنفيذ الترحيل الجماعي للعرب " . بن غوريون " من الضروري ترحيل العرب قسرا ... علينا أن نطرد العرب ونحتل أماكنهم "

ثانيا : الفكر الصهيوني لا يؤمن بالمفاوضات , وإليكم عينة صارخة على ذلك :

أ . تموز 1949 : في محادثة تلفونية من أبا ايبان , ممثل إسرائيل آنذاك في الأمم المتحدة , ووزير خارجيتها فيما بعد , قال ل " بن غوريون " { لا ضرورة للركض وراء السلام , فإذا ركضنا وراء السلام , فان العرب سيطلبون منا ثمنا –حدودا , أو لاجئين , أو كليهما }.

ب . 1991 في مدريد-اسبانيا – كانت شروط شامير , رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, تتلخص في أن لا ترعى الأمم المتحدة المؤتمر , وأن لا تُؤخذ فيه قرارات , وأن يكون مؤتمرا مراسيميا مجردا , هذا بالإضافة الى سعية لأن تستغرق المفاوضات , إن حدثت , عشرات السنين دون الوصول الى نتيجة .

ج . إسرائيل لا تعيش بالسلام , وهذا القول ليس إجتراءّ منا عليها , فلنسمع الى موشى ديان :" إننا جيل من المستوطنين لا نستطيع أن نزرع شجرة أو أن نبني بيتا من دون الخوذة الفولاذية والمدفع " ويضيف " إن الحرب المستمرة هي الشرط الضروري لوجود الدولة "

د . المفاوضات السياسية مقصود بها دائما الوصول الى نتيجة ترضي الأطراف المتصارعة , وفي حالتنا الفلسطينية , المقصود قبل كل شيء إقامة الدولة ورحيل الإحتلال, فكيف ينظر الطرف الآخر في هذا الموضوع ؟ هذه نماذج من مواقفهم

· . " لن يكون هناك تفاوض سياسي تحت النار –الإرهاب " والمقصود طبعا هو إنهاء المقاومة بكل أشكالها . وهذا ما جاء صريحا وواضحا في رؤية الرئيس الأمريكي بوش الممثلة ب " خارطة الطريق " . ولو سلمنا جدلا بأن الفلسطينيين يمارسون الإرهاب , وتاليا لا مفاوضات معهم , فما الذي يمنع إسرائيل مثلا أن تتفاوض مع سوريا التي لم تنطلق من حدودها رصاصة واحدة , أو عمل إرهابي واحد منذ العام 1973 ؟؟ مجرد سؤال

· المجتمع الفلسطيني مُصاب بالإرهاب والفساد , ولذا فقيام دولة فلسطينية يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل . وهذا القول صادر , حديثا , عن دوف فايسغلاس , مستشار شارون سابقا . · إسرائيل لن تبدأ بأي إنسحاب من الضفة قبل العثور على التكنولوجيا اللازمة لتحييد الصواريخ الفلسطينية الصنع , وهذا يحتاج الى فترة خمس سنوات . هذه أقوال " باراك " وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي . وماذا لو لم يعثر براك عاى تلك التكنولوجيا المضادة للصواريخ الفلسطينية ؟ مجرد تساؤل موجه للمهرولين الفلسطينيين الى التفاوض ؟

هذه نماذج بسيطة ومختصرة عن الفكر الصهيوني والممارسة الإسرائيلية اليومية التطبيقية لذاك الفكر . فهل بعد هذا نتوقع خيرا من المفاوضات \ السراب ؟

نحن لسنا ضد اي تفاوض مع اسرائيل أو أمريكا , ولكن بشرط أن لا يهبط سقف مطالبنا\ حقوقنا , وبشرط أن لا تغيب ثوابتنا جميعها عن أجندة المحادثات , وأن تكون المفاوضات تحت مظلة الشرعية الدولية وقراراتها السابقة ذات الصلة بالإحتلال وعدم شرعيته , وبالإستيطان وانتهاكاته لمعاهدة جنيف الرابعة , وتاليا شرعية تفكيكه وليس التعويض عنه بأراض في مكان ما , وبالاجئين وشرعية حقهم في العودة الى بيوتهم ووطنهم , وبالقدس وحقنا فيها عاصمة لدولتنا . نحن مع المفاوضات بهذه المعايير والأجندة الرئيسة , ولسنا مع المفاوضات من أجل رفع حاجز عسكري هنا أو هناك , فهذه تعتبر تحصيل حاصل , أو تحصيل مفاوضات الدرجات الدنيا من المستوى السياسي .ولسنا مع المفاوضات التي يقترحونها مخرجا لأزماتهم الدولية في العراق أو أفغانستان أو ايران . نحن مع المفاوضات لتثبيت حقوقنا الشرعية لشعبنا في الداخل وفي الشتات . والأهم أننا مع المفاوضات بدون هرولة , وإلا سيطلبون منا ثمنا غاليا : الأرض, اللاجئون , القدس , المستوطنات . - مفتاح 13/8/2007-

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required