مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


هناك... في حينا البعيد القريب، تقطن مجموعة نساء ومجموعات رجال وتملأ حاراته وشوارعه نساء صغيرات و مشاريع رجال.

نساء حينا جميلات وغير جميلات .. وكلهن سعيدات تعيسات.. وأغلبيتهن حيات ميتات.

رجالنا ... ليسو كباقي الرجال، فملامحهم وتعابير وجوههم إن نمت عن شيء فلا تنم إلا عن غرابة مربكة و حيرة مؤلمة.. فهناك المتسلط الذي إن زرت يوما أعماقه فستجده فارغا تماما إلا من الاضطراب والفراغ النفسي، و آخر لسانه سلاح فتاك يهزم به أمم و أمم ولكن أن يحرك باقي أعضاء جسمه فذاك هو الخسران العظيم وانتقاص من قيمته "كرجل المعارك الكلامية"... وهناك الذي إن تقدم به العمر مع امرأة واحدة من نساء حينا أو نساء الحي الآخر .. مضى إلى امرأة أخرى بحجة تطبيق السنة النبوية أو بحجج أخرى قد لا تكون بشرعية الأولى وجوازها بقدر ما تكون بسخف وحماقة من ابتدعها، فأن يقول سأتزوج حسب الشرع فهذا جلي وواضح و لكن أن يقول؛ أن من تخدم في بيتي وأنجبت منها العيال "مش حِركة وغير نشطة في الشغل" فهذا قمة ....... و هناك الشيخ الملتحي واللص المتمشيخ، العامل البسيط المسكين والآخر الوصولي الانتهازي و هناك و هناك وهناااااااااااااااااااااك الكثير الكثير من الرجال.

وبلا طول سيرة، في فترة العصر يخرج الأغلبية من بيوتهم ..فمنهم من يزور أمه و/ أو أباه ومنهن من تزور بيت أخيها أو جارتها تهنئها بضرتها الجديدة والثاني يذهب لإقناع صاحبه باقتناء زوجة" تقلبله حياته ومش غلط لو كانت حلوة ومتعلمة وموظفة مثبتة مش بتشتغل بعقد وبعدين تقعد، يعني باختصار بياضٌة " .. و آخران يذهبان للمسجد موعد الصلاة وكثيرون يفترشون أرصفة الشوارع ومقابل المحلات التجارية وجانبها مقرات لجلساتهم وأحاديثهم غير المنتهية والتي تمزج ما هو مألوف من الحديث وما هو غير مألوف ... ولن ننسى أصدقائنا الذين يضج الحي بموسيقاهم التصورية الصاخبة .. فصغارنا إذا ما تعدت الساعة الرابعة تقريبا أسرعوا إلى اللعب وكأن نبضات قلوبهم قد تم "تعييرها" و ضبط منبهاتها عند تمام تلك الساعة فتنطلق سفارة "تك..تك حان وقت اللعب" فيتسربون من بين أيدي أمهاتهم وآبائهم متغاضين عن أوامرهن بالرجوع باكرا ،خارجين فرحين إلى الحارة.

الولد يأخذ دراجته الهوائية والآخر كرة القدم الخاصة به .. وتأخذ هي لعبتها الصغيرة وحقيبة أمها البالية التي قدمتها لها لتلعب بها .. والآنسة الأخرى تمسك مطبخها البلاستيكي الصغير فتتجمع السيدات الصغيرات ليلعبن لعبتهن المفضلة "بيت بيوت " .... ويتكولس مشاريع الرجال على الجانب الآخر حول "بنانيرهم" وطاباتهم أو ما حصلو عليه من بنادق بلاستيكية وما صنعته أياديهم الصغيرة من بنادق خشبية ويبدأون لعبتهم المفضلة "جيش وعرب " . كما و تكثر في حيتا ظاهرة " الولد البنوتي" أي الذي يتخلى عن بندقيته ويسعى وراء الدمى المخصصة للبنات ، وأيضا "حسن صبي " يطلق على من تخلت عن لعبها الأنثوية الناعمة طمعا بالحصول على بندقية أو مشروع مسدس للسماح لها بالتطفل على عالم الذكور. وكثيرا ما تحدث "مناوشات ونهفات " بين الصغار ولكن سرعان ما تنتهي بالنداء لصلاة المغرب فيسرع الجميع إلى بيوتهم بعد أن يكونوا قد اتفقوا على اللقاء في اليوم التالي .. في المكان نفسه والساعة البيولوجية نفسها .

والآن يلتقي الجميع ثانية بعد العودة من الخارج، فيلتم الجميع حول التلفاز أو في "قاع الدار" وقد يخرج الجميع أو الوالدين ثانية لإكمال السهرة عند الجيران أو الأقارب. في البيت، يأخذ كل من الكبار و الصغار بتبادل الحديث وتناقل ما سمعوه من إخبار عن فلان وعلان وكثيرا ما يتم تجاهل الصغار الذين يقومون بوصف ما حدث معهم خلال النهار بدقة قد تكون مملة معظم الأحيان وفي إثناء الكلام قد تكون الأم مشغولة بإعداد الطعام أو إرضاع صغيرها كي تعد الفراش لإخوته استعدادا للنوم كما ويشغل بالها توفير الهدوء الكامل لزوجها "المهدود حيله من الشغل" حتى ينهض باكرا للعمل نشيطا وعلى استعداد تام لكسب ما يقيت العيال. وبعد حين يعم السلام والسكينة البيت الصغير وباقي بيوت الحي، فيسكت الجميع عن الكلام المباح و يعم السكون حينا حتى صياح الديك و بزوغ فجر جديد.

في حينا كثيرا ما تحدث هذه الأمور .... و في نهاية المطاف عندما يختلي الصغار بأنفسهم محدقين بسقوف وحيطان غرفة النوم أو مشروع غرفة النوم يحلمون بالموعد الذي سيصبح فبه هو ذلك " الزلمة " الذي يملك الكثير من النقود ويهابه الجميع أو أن تصبح هي أنثى كبيرة لتحمل الجزدان الستاتي وتنتعل الكعب العالي وتحتسي القهوة التي تمنع منها لكونها صغيرة . ومن باب السخرية فغالبا ما يتمنى الكبار لو عادوا ثانية صغارا ينتظرون أذان العصر للخروج للعب والمرح وإلقاء ما كبلهم الزمن به من هموم و أعباء أرقت نفوسهم . - مفتاح 13/8/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required