مفتاح
2025 . الأحد 25 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في دارنا تجتمع أحياناً و مصادفة الكثير من النساء .. فتتجاذب ذهني مجموعة من الأفكار فطالما سها فكري وشط عقلي وأنا أحاول أن استمع لما قالته هذه أو أن أخمن ما سترد عليها تلك ...

أحاديث تطول وتطول ولكنها تعود وتصب في "حجر" المرأة بحد ذاتها.فغالباً وكما جرت العادة بافتتاح الكلام، أخذت النساء على عاتقهن البدء بالسؤال عن الحال و الأحوال؛ أخبار الأولاد سواء كانوا متزوجين أو عزاب، كما و يتم السؤال بشكل بسيط عن بنات الدار إذا قلت أعمارهن عن الخامسة عشر و إذا زادت أعمارهن عن ذلك فلا يطيب الحديث إلا عنهن...

ثم تدخل أخرى محور الحديث و تبث خبراً عن فلان جار بيت أبوها في الحارة الفولانية، و ما حدث معه من إصابة بمرض عضال و كم سيترك بعد مماته من عيال و امرأة ما زالت في سن الثلاثين أو اقل،فتقاطعها أخرى بالحديث عن تلك التي اتخذت لها زوجاً آخر بعد وفاة زوجها و"رمت"- على حد التعبير- بأبنائها بين بعيدا بين يدي جدتهم و خالتهم "العانس"..

و يتتالى الحديث مع تتالي تقديم ما طاب من العصير والفواكه، وتزداد متعة الحوار بعد جلب صحن من المكسرات "فتفصفص" النساء حبات البشر!! لا ...لا...بل حبات البزر حتى لا تبقى منها ولا تذر عظمة أو شق شحمة.. وكما وتتباهى الكثير من الجالسات بقدرتها على الدعاء على جارتها أو حماتها وغالبا ما تدعي على المسئول عن توزيع المؤن؛ فكثيراً ما تدور عجلة الثرثرة حول "عمو" الباحث الاجتماعي المسئول عن توزيع مؤن الوكالة، وكم وكم يسمع ولا يسمع من دعاوي ضده إذا لم يجلب لفلان كيساً من الطحين أو لآخر شيك بقيمة ألف شيقل. فالأول عاطل عن العمل وعنده تسع أولاد وعاشرهم يأتي بعد صيف. والثاني معه كرت مؤن وبحجته بطالب بالمزيد المزيد مع إنه من باشاوات القرية ولكن طحين وحليب المؤن كثير "زاكي" و يحبه و يشتهيه قلبه!!!

ومع نهاية المجلس بفنجان قهوة مزبوطة تتفرق النساء و تذهب كل ولحدة إلى بيتها تحمل ما تحمل من أخبار جديدة سمعتها في "القعدة" لتبثها وتنشرها في بيتها و لجاراتها القريبات أو ربما وغالباً لزوجها..

مع انتهاء النهار وبعد وقت من التفكير تنحصر أحاديث النساء في جمعتاهن على النساء أنفسهن؛ فلا يشغل بال المرأة إلا المرأة نفسها .....فهي التي تفرح ...تحزن ...تغني وتبكي، تتحدث وتصمت، تبوح و تكتم، تفضح وتستر كغيرها من النساء . كما وهي التي تسهر تفكر في تزويج ابنتها من ابن الحلال وللبحث لابنها عن بنت الحلال التي تسعده.. إذن في بيتها أو في بيت جيرانها وفي مختلف أنواع مجالسها حديثها هو نفسُهَا هو "أحاديث نساء".. - مفتاح 14/8/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required