في البدء مع بقاء الشعار "رذاذا" من فم كل ناطق باسمها، كانت الآذان الشعبية تصغي و تصفق فرحة بالانتصار "الوطني" الذي تحقق.. و لكن ذلك لم يدم طويلا، فقد أحيطت حماس بدائرة من نار، بدئا من اختطاف معظم نوابها من قبل اسرائيل انتهاء بخناق شعبي (في الضفة وغزة)، شمل معظم جوانب الحياة الاقتصادية، السياسية منها والاجتماعية، أدى في ذروته إلى تفاقم نتائجه في القطاع، الذي تصل الكثافة السكانية فيه 2500/كم مربع . هذا كله في ظل التمسك بذاك الشعار. مواجهتها إسرائيل"كلاميا" جرت حصارا شاملا على الأراضي الفلسطينية، و لكن ما الذي جرته مواجهة السلطة الفلسطينية أو بالأحرى حركة فتح؟؟؟ فبعد تربعها على "عرش" غزة، و قبولها الحوار مع فتح بشرط عدم الاعتذار.. وهذا ما رفضته فتح، تم تضييق الخناق ليس فقط على أهالي غزة الذين لا يدرون سببا للحياة إلا تأخر الأجل.. بل على المعابر، الخناق الذي تسبب بأزمة دامت حوالي شهر، تعرض فيها فلسطينيو المعبر إلى " شر مزدوج" أحده من "أشقائنا" حماة مصر.. و الآخر من قوات الاحتلال، لتبقى الذكريات الأليمة محفوظة في سجلات الذاكرة الفلسطينية التي حاولت أن تعبر المعبر... ليس هذا فقط.. بل اشتد على غزة بسبب "تحريرها" كما ادعى أنصار حماس، ليس من السلطة الفلسطينية _ التي رفضت الاعتراف بدورها بنتائج التوجيهي فور الإعلان عنها في غزة، والتسبب بأزمة جديدة عانى منها الطلاب الذين واجهوا الموت أثناء تأديتهم للامتحانات _ فحسب.. و إنما قامت الدول العربية بالإعلان عن سخطها على حماس و "التحرير" الذي قامت به و دعوتها بشكل أو بآخر لإعادة غزة إلى الوضع السابق والاعتذار لفتح والشعب الفلسطيني... وسط تصريحات قادتها من مشعل إلى هنية عن رفض ذلك، واعتراف متأخر من قبل مشعل بأن ما جرى لم يكن عفو الخاطر بل تم التخطيط له من قبل، لتكون النتيجة أن الخطة التي تنجح لا يمكن التراجع عنها.. و طبعا لم تنج حماس من السخط الدولي عليها وعلى ماقامت به، الشيء الذي ثبتها في قائمة "الحركات الإرهابية" في المنظور العالمي وربما العربي.. وضمن حديث وآخر يتردد الشعار (لا للاعتذار). هذه نتائج التمسك بالشعار على حماس وغزة، و لكن ما نتائجه على الضفة و فتح؟؟ وعود بانفراج الأزمة، و دفع الرواتب المتأخرة، والإفراج عن أموال كانت محاصرة _ طبعا جزء منها _ و تحرير 250 أسير من أصل 11000 قاربت محكومياتهم على الانتهاء، ودعم عالمي وعربي لعباس وتمسكه بخيار المفاوضات مع إسرائيل، مقابل رفض التفاوض مع حماس إلا إذا تخلت عن شعارها... و ما هي النتيجة؟؟ تحقق حل فصل الدولتين.. و هو ما يريده الاحتلال،،، و لكن أي دولتين؟؟ دولة الضفة الغربية ودولة غزة!!!! هكذا باتت حياة الفلسطينيين الذين لا يفكر البعض منهم بقضية الانعتاق من أسر الاحتلال بقدر ما يفكر بكيفية تدبير قوت يومه.. جالسين تحت وطأة الشعارات التي ينادي بها هذا ويرفضها الآخر.. و تحت رحمة القرارات الصادرة من قبلهما بشأن "الوضع" المجهولة معظم حيثياته وأحداثه، لا أقول مجهولا على اعتباره مستقبلا بل على اعتباره واقعا نعيشه و لكننا لا ندرك كنهه!!.... - مفتاح 18/8/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|