التحرك الوطني والقومي الذي يقوم به الملك عبداللّه الثاني عاهل الاردن على مختلف الصعد المحلية والعربية والدولية، يجيء انطلاقا من مواقفه الرامية الى حشد الجهود العربية والدولية فى شأن انجاح المؤتمر الدولي للشرق الاوسط الذي دعا اليه الرئيس الاميركي بوش ومشاركة كل الاطراف المعنية فيه بحيث لا يكون مؤتمرا هامشيا لا يحقق النجاح المطلوب للقضية الفلسطينية او يهدف الى التطبيع مع اسرائيل، لأن مسألة انعقاد المؤتمر الدولي في ظل الاوضاع الراهنة الاميركية المأزومة في العراق او افغانستان او لبنان اواستمرار التعنت الاسرائيلي في رفضها الموافقة على خريطة لطريق او مبادرة السلام العربية التي اقرت في بيروت او رفضها لقرارات الشرعية الدولية ومن بينها عودة الاجئين الفلسطينيين والتي رفضتها ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية امس لن يحقق الهدف المرجو منه بل انه يسهم فى استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني كما وسيمنح اسرائيل فرصة جديدة من الدعم الاميركى بالتطبيع مع الكيان الصهيونى عبر مشركة كل من السعودية والامارات العرية وتجاهل سورية فى المشاركة بهذا المؤتمر الدولي باعتبارها عنصرا رئيسا وفاعلا فى اللقاء الكبير وهو ما ترفضه الدول العربية. وهذا التحرك الاردنى الذي قاده العاهل الاردني يجيء بعد لقائه مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس واتصاله الاخير عقب ذلك مع اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلى بغية تفعيل العملية السلمية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القس الشريف فضلا عن دور جلالته في دعم العلاقات الاردنية مع الدول الشقيقة والصديقة وجدولة الديون الاردنية في نادي باريس. ولعل اهم ما يشغل بال العاهل الاردني على المستوى المحلي هو تطوير العمل الوطني والبناء العصري للانسان والوطن عبر عصرنة الدولة، والاصالة التي تشكل الهاجس الاساسي في فكر وتطلعات جلالته، بغية مواصلة عجلة التنمية في البلاد والتي تؤخذ بايجابيات النظم المعاصرة لتصب في نهر الواقع الاردني وتساهم في ارواء الشخصية الحضارية للاردن، متمثلة في حصول الاردن على الطاقة النووية السلمية التي تواكب التطورات الراهنة في المنطقة والعالم اجمع. ولعلّ ابرز ما يقوم به جلالته على الصعيد الوطني هو النهوض بالشباب، باعتباره من المقومات الضرورية والملحة لبناء الانسان والوطن معا.. والشباب كما يرى جلالته، في عصرنا الحالي لا يشكل مستقبل الامة فقط.. بل يحتل حيزا هاما واساسيا في حاضرها ايضا.. وهذا لم يغب عن بال جلالته في كل حديث أو لقاء مؤكدا بذلك حتمية ربط عجلة التنمية برعاية الشباب وتفجير طاقاته. لقد كانت كلمات جلالته في الحديث التلفزيوني يوم السبت الماضي علامة مضيئة في دور جلالته على مختلف الصعد، وهي تشكل تمثل اسهامات كبيرة في دعم وتقوية العلاقة الوثيقة بين القيادة الهاشمية الملهمة والمواطنين والتي تتمثل في لقاء جلالته مع ابنائه سواء المدنيين او العسكريين لتنسجم مع التقاليد الاردنية العريقة حيث يجري الحوار الصادق بين جلالته وهذا الشعب، متدارسا معهم في كل ما من شأنه النهوض بالبلاد وتحسين مستوى المعيشة. فهذه اللقاءات التي يقوم بها جلالته سواء أكانت بصورة عفوية.. او رسمية.. أصبحت بانتظامها سمة طيبة ومحمودة لدى المواطنين وتمثل تقليدا يُعبر عن حس عميق على الاهتمام بالمواطن ، وتفقد احواله والوقوف على متطلباته بشكل مباشر من ناحية ومتابعة خطة التنمية في كل المواقع لمعرفة اوضاعها وانجازاتها من ناحية اخرى كما كان حال جلالته مع مستشفى البشير وغيره من المرافق الصحية والاقتصادية والتربوية الاخرى.. وتتسم هذه اللقاءات والجهود الملكية على تأكيد الالتزام لتكون القيادة الهاشمية - قريبة من المواطن تسمع منه وتناقشه وتتعرف على مشكلاته واقتراحاته وتطلعاته.. فضلا عن الخروج بالقيادات التنفيذية والمسؤولين عن مقار عملهم والقيام بزيارات ميدانية لمختلف المرافق، وتكريس دور المواطن ومشاركته في برامج التنمية الوطنية باعتبار ان هذه البرامج تمت من اجله. ولا شك ان تأكيد جلالته على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، يعتبر تكريسا وتجذيرا للديمقراطية، وهو يجسد مشاركة الاردنيين في التخطيط لحاضر البلاد ومستقبلها، وفي مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واذا كانت هذه الاعمال لجلالته جزءا مما تقوم به حكومته في الشأن المحلي، فإن لجلالته دورا بارزا قوميا، على النطاقين العربي والدولي، وخاصة تحركه النشط هذه الايام من اجل القضية الفلسطينية، واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف، حيث كان لقاء مع عدد من القادة العربو الاجانب في الاردن او فى بلدانهم فانها، تجيء انطلاقا من مواقف جلالته على الساحة الدولية الثابتة والمتوازنة، ومبادئ الوضوح في التعامل في مختلف القضايا الاقليمية والدولية والمعاصرة. والواقع ان المتتبع لتصريحات جلالته ومواقفه الوطنية والقومية ولقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين في جدة ومباحثاته مع رئيس الوزراء الايطالى برودي في عمان وزيارته لكل من فرنسا ومباحثاته مع الرئيس الفرنسي ساركوزي ولقائه الأخير مع الرئيس المصري حسنى مبارك لحل مختلف القضايا العربية يمكن ان يلمس بوضوح سمة اساسية لجلالته، وهي التعامل الصريح مع مختلف المشكلات التى تهم المنطقة وفي كل المواقف، وصولا الى استراتيجة عربية وبلورة موقف موحد لمواجهة التطورات الراهنة والاوضاع المستجدة في النطقة بما فيها رفع المعاناة عن الشعب اللسطيني، وذلك في اطار ما أصبح معروفا على مستوى المنطقة العربية بل والدولية بصراحة جلالته المعهودة ومواقفه الوطنية والقومية انطلاقا من رؤى جلالته بأن العلاقات العربية، هي علاقات ثابتة تفرضها حقائق الجغرافيا والتاريخ والمصير.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|