مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تشير استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً في اسرائيل الى ان بنيامين نتانياهو يتربع على قمة الهرم السياسي، وانه يتقدم على ايهود اولمرت رئيس حزب كديما ورئيس الوزراء، وعلى ايهود باراك رئيس حزب العمل ووزير الحرب في حكومة اسرائيل، وكان نتانياهو قد فاز في الانتخابات التي جرت على رئاسة حزب الليكود اليمين في 14/8/2007، على خصمه المتطرف وشديد التعصب موشي فيغلين، المستوطن الذي يقيم في الضفة الغربية بنسبة 73%، بينما حصل فيغلين على 27% من الاصوات، وقد كان فوز نتانياهو متوقعاً بعد ان قطع الطريق على ترشيح منافسه القوي في الحزب سيلفان شالوم وزير الخارجية السابق، وذلك بالاعلان عن الانتخابات خلال فترة قصيرة لم تمكّن شالوم من تنظيم حملة انتخابية، فآثر عدم الترشيح لرئاسة الليكود مخافة الفشل في هذه الحالة.

يبنىء ماضي نتانياهو عن مستقبله، ففي العام 1982 عين نائباً للسفير الاسرائيلي في واشنطن، وبعد عامين اصبح الممثل الدائم لاسرائيل في الامم المتحدة، وخلال وجوده في امريكا لمع نجمه في وسائل الاعلام كخبير في شؤون الارهاب الدولي، ويتحدث الانجليزية بلكنة امريكية، فهو حائز على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال من معهد مستشوستس للتكنولوجيا »MIT« الشهير في امريكا. وفي العام 1988 عاد الى اسرائيل وانتخب عضواً في الكنيست على قائمة حزب الليكود، وعين نائباً لوزير الخارجية في وزارة اسحق شامير. وفي صراعه على خلافة شامير في رئاسة حزب الليكود، حصل نتانياهو على دعم مالي من اثرياء اليهود الامريكيين. وقد وصفه بني بيغن، ابن مناحيم بيغن، واحد منافسيه على رئاسة الليكود خلال الحملة الانتخابية، بأنه »رجل الحيل والالاعيب«، وشخص يفتقر للجاذبية السياسية.

في العام 1993 نشر نتانياهو كتابا تحت عنوان »مكان بين الامم: اسرائيل والعالم«. وكانت مادة الكتاب مستقاة من تعاليم الزعيم الصهيوني التصحيحي المتطرف زئيف جابوتنسكي، وتعاليم ابيه بنزايون نتانياهو. والفكرة المركزية التي يقوم عليها الكتاب هي حق اليهود في كل الاراضي على ضفتي نهر الاردن »ارض اسرائيل«. وان اليهود لم يغتصبوا اراضي العرب، بل العرب هم الذين اغتصبوا اراضي اسرائيل، وقد رأى نتانياهو العلاقة بين اسرائيل والعرب على انها صراع لن ينتهي بين قرى النور »الاسرائيلية« وقوى الظلام »العربية« ولم يتضمن كتابه اي اشارة ايجابية للعرب وتاريخهم وثقافتهم.

ولكن كثيراً من الحقد والعنف خصّصه نتانياهو للفلسطينيين. فقد هاجم في كتابه بضراوة فكرة ان القضية الفلسطينية تشكل لب الصراع في الشرق الاوسط، حيث يعتبر نتانياهو ان القضية الفلسطينية ليست قضية حقيقية، بل مفتعلة ومزيفة، وينكر على الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير، ويجادل بأن السبب الاولي للصراع في الشرق الاوسط هو المنافسة فيما بين العرب انفسهم، وان التسوية مع منظمة التحرير الفلسطينية ليست محل بحث على الاطلاق، لان هدفها من وجهة نظره هو تدمير اسرائيل. وصدر كتاب نتانياهو بعد توقيع اتفاق اوسلو »13/9/1993« بفترة قصيرة، وشمل الاتفاق ما حذر نتانياهو منه، وشبه دخول منظمة التحرير الفلسطينية الى المناطق الفلسطينية المحتلة بحصان طروادة، الذي تسلل عبره الاغريق ودمروها.

يبالغ نتانياهو في التهويل بالخطر النووي الايراني، ويضعه في قمة الاخطار التي تهدد وجود اسرائيل. ويهدف من خلال التركيز المتواصل على ذلك الخطر هو الاستمرار في لعبته القديمة الجديدة التي تتمثل في محاولة خداع المجتمع الدولي لصرف النظر عن اعتبار القضية الفلسطينية بأنها الخطر الاعظم الذي يهدد الاستقرار في الشرق الاوسط. وقد المح بنيامين نتانياهو رئيس حزب »الليكود« المتجدد ورئيس وزراء اسرائيل الاسبق الى انه قد يأخذ بعين الاعتبار توجيه ضربة استباقية الى المنشآت النووية الايرانية، اذا ما اصبح رئيساً لوزراء اسرائيل من جديد. وقال نتانياهو: »انني ارى في تطوير البرنامج النووي الايراني في التهديد الاشد خطورة على مستقبل دولة اسرائيل«، وتابع يقول: »اسرائيل في حاجة لان تفعل كل شيء لمنع ايران من تطوير تهديد ضدها«. واشاد نتانياهو بما سبق ان قام به مناحيم بيغن، حيث قال: »نحتاج لان نتصرف بالروح التي تصرف بها مناحيم بيغن، الذي تحدى العالم بأجمعه بخطوة جريئة منعت العراق عن تجهيز نفسها بالاسلحة النووية«.

وحول تهوين نتانياهو من شأن القضية الفلسطينية، يقول جدعون ليفي في مقال منشور بجريدة »هآرتس« الاسرائيلية بتاريخ 19/8/2007: »لم يضع نتانياهو مطلعاً للخطوط الاساسية لرؤيته خلال الـ »20-30« سنة القادمة، ولا احد من اعلامنا التافه قد طلب منه ذلك«، ويتساءل ليفي قائلا: »كيف يفكر »نتانياهو« بما سيكون عليه الحال هنا بوجود اكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني، ممن تتزايد اعدادهم باستمرار؟ ماذا سيحدث لهم بالضبط تحت الاحتلال؟ هل سيلتحقون بالحركة الصهيونية؟ هل سيتركون بيوتهم طواعية؟ هل سيعيشون الى الابد تحت »....« الاسرائيلي؟ اليس هذا جنون«؟

وفي مقاله الذي يحمل عنوان »من المعتوه«؟ يتساءل جدعون ليفي قائلا: »ما هو الفرق بالضبط بين نتانياهو وفيغلين؟« ويتابع متسائلاً: »ما هو الفرق بين مواقف نتانياهو-من ان من المشكوك فيه ان يكون احد يعرف ما هي المواقف-وموقف منافسه المتطرف-الحقيقة المرة هي ان نتانياهو لا يختلف عن فيغلين، وجميعهم في الليكود فيغلينيون«، ويقول بأن نتانياهو مثل فيغلين يدعم استمرار الاحتلال، وكلاهما يدعم حل الدولة الواحدة-اليهودية، دولة محتلة وعنصرية، يعيش فيها شعبان: يهود متفوقون، وعرب قليلو الاهمية. ففي الوقت الذي يتكلم فيه فيغلين عن دولة يهودية، وعن النقاء العنصري، فإن نتانياهو لا يجرؤ على مثل هذه الاقوال، لكن اللاحل الذي يقترحه يتماثل مع موقف كل من يعارض انهاء الاحتلال. ويرى ليفي ان فيغلين من ابتكار نتانياهو حق يبدو الاخير رجل دولة معتدل بجوار مستوطن متطرف ومعتوه.

محمد جلال عناية
كاتب فلسطيني يقيم في الولايات المتحدة الاميركية

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required