في أحدي الجلسات المسائية مع أصدقاء من شتي ألوان الطيف الحزبي والغير حزبي ونحن نتناول أحداث الساعة الذي لا يوجد علي لسان أي فلسطيني غيره وهو حماس فعلت في غزة ، وفتح فعلت في الضفة وكلاً يدلي بدلوه ويفتي حيث أصبح شعبنا جهابذة في الإفتاء والتحليل الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ...الخ من مظاهر القرن الواحد والعشرين . في أثناء الحديث رن الهاتف الخلوي لأحد الأصدقاء وفي رده وحديثه مع الطرف المقابل سمعت من أطراف الحديث عدة كلمات وجمل أثارت فضولي مثل (نعم بأقدر أشوف سبع أشخاص ، المبلغ كم ، خمسون دولار ، نعم أبعتهم) ، أثارت هذه الكلمات الفضول لدي فسألته ( شو فيه ) فقال فلان وصل لديه مبلغ مالي وسيرسل لي مبلغ لأوزعه وقيمته لكل فرد خمسون دولار أمريكي ، فقلت له أليس هذا رفيق في الجبهة الشعبية وكان سيرشح عن قائمة أبو علي مصطفي بانتخابات التشريعي الأخيرة فلماذا لا يرسل هذه المساعدات لرفاق الجبهة الشعبية المتسكعون في الشوارع والمحرومين من نعيم حماس وفتح ، والذين لم يجدوا ثمن ملابس مدارس أبنائهم ، ومنهم من أصبح يتسول قوته ، ثم أنت ستوزعهم لحالات شبعت من الجميع والكل يعطيها فلماذا لا توزع للمحرومين الذين حرموا من كل شيء ، فغضب صديقي ورد علي بردة فعل إنها مساعدات شخصية حصل عليها باسمه بعيداً عن الجبهة الشعبية ، فرددت عليه المبدأ هنا ليس أبن الشعبية أو ابن حماس ..الخ ولكن من يستحق المساعدة وأنا أبلغك عن أسماء تحولت من مناضلين لمتسولين وذنبهم إنهم كانوا أبناء الجبهة في يوم من الأيام ، ومن ثم هذا حصل علي المساعدات لأنه رفيق شعبية وإلا لما أرسلت له فعليه أن يبحث عن الأكثر فقراً وسحقاً وليس من منطلق المعرفة والصداقة ورد الجميل والمعروف ، فزمجر صديقي غضباً وتجاوزت الموضوع حتى لا أحتد بالنقاش أكثر . هذه القضية الحقيقية قبل عدة أيام لم اسردها سوي لإلقاء الضوء على مظهر من مظاهر الفساد وانسيابية الأموال التي تغرق الشارع الفلسطيني بلا حسيب أو رقيب ويتم التعامل معها بمبدأ الأقربون أولي بالمعروف ، أو جاملني أجاملك ، ويبقي الفقراء صرعي لهذه الانسيابية وهذا الفساد ، حتى يتذكره قريب أو صديق أو ينتمي لفتح أو حماس . وتبقي الأنفس تتكرش من أموال فقراء شعبنا ومضطهديه ، كروش ملئي بالزقوم والسخط تعيث فساداً ، فساد أصبح لدينا منه مخزون يكفي لعشرين عام قادمة . أما فقراء الجبهة الشعبية فعليهم فيظل هذه الحالة البحث عن التسول في شوارع أحزابنا وأصحاب الأنفس الجشعة ، أو اختيار أحدي الحسنيين فتح وحماس إذا أراد فتح نافذة الحياة ولقمة العيش له ولأبنائه في ظل ممارسات هكذا قادة وهكذا كادرات عند الخير تهرول بعيداً وعند الشر تدعي حزبيتها وانتمائها . ومن فقراء الجبهة الشعبية لفقراء شعبنا عليكم الانتظار في طابور المطحنة لتسليم أنفسكم لرحي طاحونة الفقراء فلا عزاء لكم ، ولا مكان لكم في خيمة الفساد المنصوبة علي آهاتكم . اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد - مفتاح 12/9/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|