ففي لقاء بالأصدقاء في شهر رمضان المبارك من العام 2004م، تبلورت فكرة بناء المستقبل وتحديد ملامحه ولاقت آذان صاغية من الأصدقاء المنهكين من الدراسة الجامعية وكابوس البطالة، الذي نعاني منه جميعا، تم بلورة الفكرة ودراسة الجدوى وتم إطلاق مبادرة شبابية بتأسيس مكتب " الحدث للصحافة والنشر في المحافظة الوسطى" كأول مكتب "وللأسف آخر مكتب،" ففي 4/11/2004م، تم استئجار المقر وتم الافتتاح بإمكانيات متواضعة ابسط ما يقال عنها أنها لا تلبى الغرض، ولكن نشوة الفرحة كانت كافية لان نصنع من لا شئ أشياء كثيرة تخدم المحافظة الوسطى، إمكانيات لا تتعدى عن طاولة صغيرة وبعض الكراسي ومكتب وجهاز كمبيوتر وخط انترنت، كانت البداية الطبيعية لشباب أرادوا أن ينحتوا في الصخر يتحدون الصعاب من اجل نجاح فكرتهم . مكتب الحدث للصحافة لم يكن شيئا عاديا في المحافظة الوسطى، فقد تحمل أعباء كبيرة من خدمة شخصيات المحافظة الوسطى ومؤسسات المجتمع المدني وإيصال رسائلهم إلى وسائل الإعلام كافة، في خطوة جريئة من اجل توحيد الجهود والنهوض بالمحافظة الوسطى. في 24/1/2005م، تقدمت لوزارة الداخلية والإعلام بطلب ترخيص لمكتب الحدث للصحافة وفعلا حصلت علي الترخيص في تاريخ 24/4/2005م، بعد جهود كبيرة بذلت لذلك، وبحمد الله أصبحنا اليوم مكتب ويحمل ترخيص من الجهة المسئولة ولا نخشى أحدا وبدأنا بعقد المؤتمرات في قاعة المكتب واستقبال كافة أخبار المحافظة الوسطى وإرسالها إلي وسائل الإعلام، من اجل هدف نبيل نسعى دائما لان تكون المحافظة الوسطى لها حضور إعلامي في كافة وسائل الإعلام ونرتقي بمؤسساتها وشخصياتها إلى خارج المحافظة الوسطى . لقد بدأت ملامح الحلم تتحقق شيئا فشيئا، وبدأنا نفكر من جديد بحجم المحافظة الوسطى ومؤسساتها الأهلية وشخصياتها العظيمة التي تستحق التقدير والاحترام، حيث عقدنا اجتماع هام في 1/5/2005م في قاعة الاجتماعات بالمكتب بحضور عدد كبير من الصحفيين والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني وخرج الاجتماع بتوصيات إنشاء " الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام،" لتكون أول مؤسسة إعلامية وثقافية يكون مقرها المحافظة الوسطى - دير البلح، وللأسف " الأخير أيضا، " تقدمت بطلب لترخيص الهيئة في وزارات الداخلية والثقافة والإعلام، وحصلت على الترخيص في 23/8/2005م، وبدأت بمباشرة عملها منذ تاريخه، ومارست نشاطها من خلال عقد دورات لعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين الخريجيين وطلبة الإعلام في موضوعات الكتابة الصحفية وفنون الاتصال والتواصل، ناهيك عن ورشات العمل والندوات الثقافية والإعلامية الهادفة إلي توعية الجمهور المحلي بأهمية وسائل الإعلام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز ثقافة السلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني. بعد تأسيس الهيئة وبعد ثلاث أشهر تقريبا تم التوقيع على اتفاقية تعاون مع الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، لتمويل مشروع " تعزيز دور الإعلام في المؤسسات الأهلية - بالمحافظة الوسطى" بدعم من الهيئة الفلسطينية للثقافة والعلوم والتنمية " ناشد " في 25/12/2005م، وقدم المشروع خدمة التدريب والتأهيل الميداني لعدد كبير من الكوادر العاملة في دوائر الإعلام والعلاقات العامة في المؤسسات الأهلية، وتخلل المشروع حفل افتتاح الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام، بشكل رسمي في 1/3/2006م، بحضور كوكبة من الإعلاميين والصحفيين والمثقفين ورجال المجتمع المدني وأعضاء المجلس التشريعي في المحافظة الوسطى. لم ينتهي الحلم بعد ... فقد تم مواصلة مشوار البناء والقيام بالدور الإعلامي على أكمل وجه في خدمة جليلة تقدم لمؤسسات المجتمع المدني، حيث وقعت الهيئة اتفاقية تعاون مع بلدية دير البلح لإنشاء وحدة حاسوب في مقر الهيئة بدعم وتمويل من المشروع الدنمركي "شركاء في التنمية" في 25/5/2006م، فقد ساهمت وحدة الحاسوب في تدريب عدد كبير من الخرجيين وطلبة الجامعات والمدارس على برامج الحاسوب المختلفة . لم تقف الهيئة عند ذلك بل واصلت تقديم خدماتها للجمهور المحلي من خلال إطلاق الموقع الالكتروني "الحدث برس" بدعم وتمويل من رجل الأعمال الفلسطيني "محمد التلباني" مدير شركة العودة للبسكويت، كي يصبح الموقع نافذة المحافظة الوسطى على العالم الخارجي. مشوار طويل ملئ بالأمل والتفاؤل وإرادة الشباب ومفعم بالحيوية وبروح الشباب حتى تم التوقيع علي اتفاقية تعاون مع منتدى شارك الشبابي في 1/12/2006م، من اجل تنفيذ مشروع التدريب الميداني للخريجيين "خطوة إلي الأمام،" حيث استفاد من المشروع عدد من الخريجيين والمتطوعين في الهيئة. لم تقف الهيئة عند ذلك بل وجدنا من اجل هدف حماية حرية الرأي والتعبير وبدأت الهيئة منذ تاريخ 1/9/2006م، بتوثيق الانتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية وإرسال رسائل إلي الاتحادات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان من اجل حماية حرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية، حيث استطاعت الهيئة أن توقف عضوية الصحفيين الإسرائيليين من عضوية الاتحاد الدولي للصحفيين بعد قصف واستهداف مصور وكالة معا في حي الشجاعيه شرق مدينة غزة، والعثور في جسمه علي أكثر من 70 شظية مدفعية. لقد وجدت الهيئة لتكون مرجعا إعلاميا حول كافة القضايا في المحافظة الوسطى يستفيد منها كافة الصحفيين ومؤسسات حقوق الإنسان ورجال الإعلام سواء في التغطية الإخبارية أو في استقبال وفود الصحفيين العربية والأجنبية، ناهيك عن عمليات التنسيق مع كافة المؤسسات الإعلامية من اجل حضور مهرجان وتغطية الأنشطة والفعاليات الخاصة بالمؤسسات الأهلية، كما قدمت الهيئة العديد من الكتب والمنشورات النادرة لعدد كبير من الصحفيين ورجال الإعلام في المحافظة الوسطى من خلال مراسلة الكتاب والصحفيين وتوزيعها علي الصحفيين والإعلاميين. نواصل المشوار ونتحدى الصعاب رغم الأزمة المالية الخانقة التي مرت بها الهيئة إلا أن الإصرار والإرادة علامات شامخة في تاريخ عمل الهيئة . صفحة عظيمة تطرق أبوابها الهيئة من اجل تعزيز ثقافة السلم الأهلي وتعزيز ثقافة التسامح وسيادة القانون في المجتمع الفلسطيني، حيث وقعت اتفاقية تعاون مشترك مع جمعية رعاية الطالب من اجل تنفيذ مشروع " تعزيز ثقافة السلم الأهلي ونبذ العنف وتعزيز سيادة القانون " في 25/5/2007م، كي نكمل المشوار حتى تحقيق الحلم . اسمحوا لي أن أقول لكم أن الحلم الذي أتحدث عنه قد مات في 6/9/2007م ، عندما اقتحمت القوة التنفيذية مقر الهيئة وقامت بمصادرة كافة محتوياتها في وضح النهار دون سابق إنذار ودون قرار محكمة ودون أي مقدمات ولكن كانت النتيجة واضحة أن ذلك إجرام بحق الإنسان وبحق الشباب والإعلام الفلسطيني. لماذا يا تنفيذية يتم اقتحام الهيئة ومصادرة إمكانياتها فهي نتاج لجهود الشباب وتضحياتهم وهي " شقاء العمر" والأمل والمستقبل أمامنا، فمنهم من باع ذهب والدته من اجل دفع فواتير الهاتف، والآخر وضع راتبه تحت تصرفها، ومنهم من سهر الليالي في كتابة المشاريع ... واليوم جميعهم عاطلين عن العمل لان الحلم انتهي واستيقظنا من الحلم على كابوس لا يحتمل التصديق حتى الآن .... * مدير مكتب الحدث للصحافة • رئيس الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام • alhadath@hotmail.com - مفتاح 18/9/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|