مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مبروك لإسرائيل وحلفائها الأعداء، لأنها تمكنت أخيرا من إدارة قضية مفتعلة هي قضية الصواريخ بطريقة عدوانية جدا، ولكن عبقرية، حيث لعبت إسرائيل أخطر وأذكى الألعاب في قضية الصواريخ، وضخمتها إلى أقصى الحدود، وأقنعت مطلقيها أنهم خصم كبير، وأنهم يمتلكون قوة الردع الموازية لسلاحها النووي وأكثر، وبعد أن طاف مندوبوها وعلى رأسهم رئيس بلدية سديروت أطراف الدنيا وهم يشكون، ويبكون، ويذرفون الدموع مدرارا، ويطلقون صيحات الألم الوهمي، ويسجلون من قام من نومه مزعوجا على قائمة الجرحى!! وبعد أن أرهبوا كل الأصوات الدولية التي قالت بأن هذه الصواريخ لا شيء، وبعد أن مكنوا مطلقي هذه الصواريخ من اعتبار الدعوة إلى إعادة النظر في هذه الصواريخ خيانة ما بعدها خيانة!! وبعد أن وضعوا الكلام في أفواهنا نحن الفلسطينيين حين قلنا أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة كان بفعل هذه الصواريخ، بعد ذلك كله، بعد اكتمال السيناريو، جاءت حكومة أولمرت لتعلن قطاع غزة "كيانا معاديا"، انتبهوا لخطورة المصطلح خبث المصطلح وعدوانية المصطلح، كيانا معاديا، وبما أنه كيان معاد فمن الذي سيعتب على إسرائيل أن تفعل ما تريده لمواجهة هذا الكيان المعادي حسب المصطلح الإسرائيلي؟!

هذا القرار الإسرائيلي: جاء في التوقيت الخارق، في وقت الإعداد لمؤتمر الخريف، وفي بداية توحد الموقف الفلسطيني والعربي بضرورة الضغط من أجل مؤتمر ناجح ومؤتمر مثمر يخرج منه الفلسطينيون بخطوات عملية لإقامة الدولة الموعودة!! وبناء على هذا التوحد في الوعي الفلسطيني والعربي، فإن الضغط يتزايد من أجل إنهاء الحالة الشاذة فلسطينيا، والعودة إلى وضع فلسطيني طبيعي، وإيجابي، وفعال، بدل هذا السجال المستمر، الذي يتوازى معه دمار مستمر يهدد بأخطر العواقب.

إسرائيل فعلتها، واستبقت المؤتمر، واستبقت حتى إمكانية معالجة الشرخ الفلسطيني، وإعادة الأمور إلى نصابها!! إسرائيل فعلتها وكانت تعتمد على ردود أفعال أعدائها من مطلقي الصواريخ الذين أقنعتهم بما لا يصح الاقتناع به، وحفرت الحفرة أمام أعينهم وجعلتهم يندفعون للوقوع فيها بعيون مفتوحة ولكن لا ترى سوى الأوهام بينما تعمى البصائر عن الحقائق.

وماذا بعد؟؟ هل نكتفي بأن نطلق الأوصاف الاتهامية ضد إسرائيل، فنصف القرار بأن تعسفي أو أنه إعلان حرب؟؟ أم نذهب إلى المطلوب عبر أقصر الطرق، وأقصر الطرق هي مواجهة الذات، شجاعة مواجهة الذات، وطرح موضوع الصواريخ على بساط البحث مجددا!! وهل هي سلاحنا أم سلاح غيرنا في أيدينا؟؟ وهل هي ضارة بإسرائيل أم تحت عطائها تنفذ إسرائيل ما تريد، وكان القرار الأخير النموذج الصارخ؟؟ لماذا لا نطرح الموضوع على طاولة النقاش العلني والصريح والشجاع، فعندما نكون في منطقة تتفاعل ملفاتها إلى درجة خطيرة، وعندما نكون في مرحلة تتطلب أدق الحسابات، فإنه من المهين لنا فلسطينيا أن تدار الأمور عندنا وكأنه ليس لدينا ما نخسره، وليس لدينا ما نهتم به ونحافظ عليه، وأن حياتنا كلها ليست أكثر من محرضات ومحرشات في خدمة قضايا الآخرين!!

لقد سبق وأن حذرتنا آلاف الأصوات الصديقة لنا عربيا ودوليا من مغبة التورط في هذه اللعبة الجهنمية، وهي لعبة الصواريخ!! ولكننا تورطنا والسلام، وهذه أول النتائج، فهل ننتظر الخطوة التالية إسرائيليا، أم نبادر إلى بلورة مبادرة وطنية شجاعة تنقذ ما يمكن إنقاذه، ونفتح الطريق أمام حوار وطني مسؤول؟؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required