مفتاح
2025 . الجمعة 23 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ينطبق المثل الشعبي " الخد معود على هاللطم " على أغرب ما سمعت وقرأت من ردات الفعل على الاعلان الاسرائيلي باعتبار غزة كيانا معاديا، والأغرب أنه صدر عن سلطة الانقلاب بغزة !! وكأن اصابة دماغ وقلب القضية الفلسطينية بالجلطة أو جسد ووحدة كيان الشعب الفلسطيني الجغرافية والسكانية بالفالج، و أخذ الهوية الوطنية والآمال والطموحات المشتركة للشعب الفلسطيني الى موت سريري، مجرد لطمة !! فأهم جنرالات اسرائيل ورؤساء حكوماتها يأمل بنهاية " عال العال "، فالرجل يريد ان يفارق الحياة مطمئنا وهو يرى بأم عينه غزة وقد حولها غرور الساسة الأغرار، وأباطرة اللهفة على السلطنة والحكم الى " كيان "، يأخذه حماس أمراء سلطنة الأمر الواقع حتى يصبح المليون وخمسمائة ألف فلسطيني فيه هم المستهلكون لأغزر وأكثر انتاج للحنضل والعلقم في العالم وأكثره تنوعا وايلاما !! سيغادر أرئيل شارون الدنيا، ولعله قد أقنع كبار المستوطنين الذين تلونوا بمياه شرطة اسرائيل أثناء مسرحية اخلائهم من المستوطنات بأن الفلسطينيين كلهم سيغادرون خارطة المنطقة السياسية اذا ما ابتلعوا طعم " تحرير غزة " واقامة نموذج حكم يدعى بالاسلامي، وكأن شارون يريد أن يطمس بعض الفلسطينيين بأيديهم معالم الحقيقة التاريخية التي أبرزها للعالم وللانسانية الوطنيون الفلسطينييون بنضالهم وكفاحهم وصمودهم وابداعاتهم وثقافتهم التنويرية ورؤاهم الحضارية، وآمالهم واهدافهم المشروعة.

مخطىء من يعتقد أن قادة الحكم باسرائيل سيوفرون فرصة يلوح بها فلسطينييون طامعون بالحكم حتى ولو كانت كراسيه مصنوعة من عظام أبناء البلد، فهم أشطر من ينتهز الفرص، لكنا لن نكون ساذجين الى هذا الحد، فنقاط الالتقاء الكثيرة بين المشروعين: الدولة اليهودية، والامارة الاسلامية لم يعد مجديا معها الحديث عن المصادفة، فالاسرائيليون صيادوا فرص من الطراز الأول، لكن هذا لايعني أنهم يسعون لصيد البط في جبل الشيخ !!.. انهم يصيدون الآن حيث كانوا قد زرعوا الطعم ! حيث الضحية المفترضة المتخومة بالغنائم لم تعد قادرة على المقاومة أوالحراك.

فإعلان غزة كيانا معاديا ليس من أجل تبرير حرب اقتصادية وعسكرية وحسب، بل هو في تقديرنا اعلان يمهد لاعلان أهم سيكون جاهزا للاطلاق في عدة احتمالات منها أولا: اذا فشل انعقاد مؤتمر الخريف الدولي، أو ان انعقد وفشل الاسرائيليون في جني ما يأملون من الفلسطينيين والعرب ثانيا، أما اذا انعقد المؤتمر ووجدوا أن أبومازن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سيكون مفاوضا صعبا في قضايا الثوابت الفلسطينية والحل النهائي _ انهم يعرفون هذه الحقيقة جيدا -فان ثالث هذه الاحتمالات سيكون سببا لاشهار دولة للفلسطينيين بغزة، سيعلنوا حينها وفاة مشروع السلام الفلسطيني الاسرائيلي الذي انطلق على اساس انشاء دولة للفلسطينيين في حدود الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، بذات الوقت يتم اعلان ولادة دولة فلسطين بقطاع غزة حيث حماس التي أراحت اسرائيل مسبقا من هموم الالتزام باتفاق سلام واتفاق على الوضع النهائي أو أي حلول لقضايا اللاجئين، فحماس لا تريد أكثر من هدنة لعقود طويلة الأجل دون "فائدة" مع اسرائيل التي تعتبرها وسائل اعلام حماس كيانا معاديا، ( فالفائدة حرام) أليس كذلك ؟!

قد يكون الاعلان هذا مقدمة لاعلان حرب شاملة على غزة، فيهب المجتمع الدولي لفرض حلول كالتي فرضها في جنوب لبنان، فيفرض الأمن والسلام الذي قد تؤمنه وتحافظ على مساره قوات دولية، أو عربية ودولية مشتركة على أنقاض البنى التحتية وركامها بالقطاع، وشواهد قبور آلاف الضحايا، وآلام عشرات آلاف الجرحى والمهجرين والمشردين، ويومها لن ينفعنا الأسد ولا الاستنجاد بأحمدي نجاد، فلكل حساباته، فالذي يجعجع بجبهة الصمود والممانعة والمقاومة قرر أن يرد على الغارة في عمق بلاده ببلاغة الاذاعات والبيان.. فدعونا نترقب.. ويا ويلنا اذا خيرنا العالم حينها بميني دولة أو لاشيء !!.

ها هي عنترية الدعاية والخطابات الحزبية لمدعي تحرير غزة مرتين قد أزهرت، ولم يبق على أصحاب فتوى السماح بتصدير خضروات غزة الى العالم خلال معبر كيرم شالوم الاسرائيلي الا بناء الثلاجات ومصانع العصير والتعليب، فالعالم ليس مستعدا لاستيراد " الحنضل " فالمئة يوم الماضية منذ سيطرة انقلابيي حماس على غزة قد أكدت بأن المحصول سيكون وفيرا وعالي الجودة، وسيكون بمتناول جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية، أي الغني والفقير، و" الجدع واللي بيصرخ مش عاجبه الوضع بالبير" فمشاريع توصيل "عصير الحنضل " بالأنابيب لمكاتب الأحزاب السياسية والحركات والجبهات اليسارية واليمينية، و"الفوقانية والتحتانية "!!والديمقراطية والمراكز الحقوقية، فماءالحياء والحياة مقطوعة بالبلد، لذا فالأولوية للمصنفين علمانيين وكفرة وملحدين، والفصائل التي قال فيها احدهم بانها " لا تصلي "!! وحنضل أيامك ياغزة وعلقم !!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required